لماذا اخترت هذا الوقت بالذات لإصدار ديوانك الأول؟
استغرق التحضير للديوان حوالى ثلاث سنوات انكببت خلالها على تنقيح القصائد واختيار ما ارتأيت أنه صالح للنشر والتدقيق في اللغة، ذلك أن الديوان يتضمن مجموعة لا بأس بها من القصائد التي تتميز بغرارة في التعبير.هل تعتقدين أن الكلمة يمكن أن تكون مفترقاً؟
طبعا...الكلمة هي مفترق للحزن والسعادة... كما يقال الكلام الجميل يدخل القلب وقد يغيّر مواقف كثيرة. من هنا حرصت على توزيع القصائد على أقسام ثلاثة: «كلمة عني» وفيه قصائد عني وعن تجاربي بين الفرح والغضب والتأمل. «كلمة عن الرجل» الذي هو أساس في حياة كل امرأة. «كلمات عامية» وفيه قصائد تتراوح بين الغزل والوجد.كيف ترسمين الحب والمرأة في شعرك؟
أرسم الحبّ كما أشعر به... طاقة حلم إيجابيّة تجمّل الواقع وتغذّي الروح. كذلك شعري مفعم بالأنوثة... فهي مفتاحي في الكتابة... واستعين بالصور لأصل الى هذا الهدف... رسم المرأة بما يليق بها.ما العلاقة بين الصحراء والمرأة؟
المرأة تجف من دون ماء... إذاً الصحراء هي موتها... على الرجل والمجتمع أن يرويا المرأة باستمرار.صراع وتجارب
لماذا تبدو السعادة وهماً في مجموعتك؟ وهل تبحثين عنها بين حنايا الكلمات؟
السعادة هي طريدة الشعراء بشكل عام... وأنا أحاول التقاطها وما زلت... والكلمة هي البوح المناسب لي حين لا أجد هذا الفرح الضائع.العالم خذلنا جميعاً... وأنا بين الجميع... لذا الشعر هو المخرج الأمثل للهروب من واقعنا القاسي وأحياناً القدر المعاكس... لذا اكتب حين أريد التحرر.ما دور الحلم في شعرك؟
الحلم مرتبط بالواقع وليس بالخيال... هو حلم لواقع لم يتحقق.يبدو في قصائدك أنك في معركة مستمرة مع الذات، فهل مرد ذلك نقمة أم ثورة أم تمرد على واقع معين؟
نعم هو صراع بين الماضي والحاضر وبين الواقع والحلم وبين الشباب والكبر... وهذه المعركة قد وجدت سلامها الى حد ما.إلى أي مدى تحمل قصائدك تجاربك في الحياة؟
قصائدي هي مرآة تجاربي...لأنني، هكذا، شفافة وصادقة إلى أبعد حدود ولا أجيد الأقنعة والتصنع.تأمل وما ورائيات
يجمع شعرك بين نبض المشاعر والتأمل والفلسفة واللاهوت، فهل تقصدين تحميل القصيدة أبعاداً تقيم توازناً بين العقل والروح؟
طبعا... القصيدة ورائية وماورائية... وأشدد على مناجاة الله وعلى الأبعاد الروحية لأنها تنقل المستمع إلى عالم التأمل.هل يعود ذلك إلى أن الفكرة تحتل الأولوية أكثر من الأسلوب؟
الفكرة عندي أهم من الأسلوب... لكن لا شك أن الإيقاع الداخلي المنساب والأسلوب الإنشائي يجب أن يطغيا على الكتابة.في شعرك حزن وخوف وقلق من الانجرار وراء المشاعر، ماذا وراء كل ذلك؟
هي تجربة الحياة والحذر الذي أعيشه من كل شيء... الخوف من فقدان الفرح. في صف الفلسفة سكن هذا المثل في ذهني، «من علمك حرفاً صرت له عبداً»، ورحت أتساءل: أنا عبدة ماذا؟ هل أنا عبدة الطفولة التي ستنقضي يوماً ما؟ هل أنا عبدة النفس يوماً أجدها ويوماً لا تجدني؟نسيم الأمل
ما سبب تعلقك باللغة العربية؟
حملتني اللغة العربية إلى حضن آخر حيث الدفء حاسة لا تنطفئ والتجربة لن تعود. في لغتي وجدت انبلاج فجري وأشعة شمس تغادر غسق الليل إلى نسيم الأمل. في لغتي غربة لقيت موطنها وصراع روضه صمت وقلب اهتدى.من هذا المنطلق ربما عنونت ديوانك الأول «عند مفترق كلمة»؟
«عند مفترق كلمة» هو ولادة أخرى من غير رحم. ولدت كلمة عني، عنك، كلمة عنكم ليكتمل القمر. إنه قمر المتنبي وجبران ومخايل نعيمة وابن الرومي وخليل مطران وسعيد عقل... هم أدباء لبنان والعالم العربي، يشقون ستار السماء كل يوم ليطمئنوا علينا، على قصائدهم، على بوحنا. وها أنا أبوح في هذا الكتاب بعض ما شعرت وتكدّس في ذهني من تحف أولئك وجواهر هؤلاء.تآلف منذ الطفولة
من المؤكد أن علاقة الشاعرة ميريام البستاني باللغة العريية ليست بنت ظرف آني، بل نتيجة تراكم ثقافي ربما بدأته منذ الطفولة، حول هذه النقطة بالذات توضح: «تآلفت والتعبير الكتابي منذ سنوات طفولتي الأولى، وعشقت اللغة العربية، ومع تقدم السنوات تعمقت في نتاج الأدباء الكبار ونهلت من معينهم زاداً ساعدني في ما بعد على تعميق الصور الشعرية عندي. وبعد نيل الشهادة الثانوية تخصصت في الآداب العربية، فزادت ثقافتي وتطورت موهبتي في الكتابة وصرت أكثر قدرة في التعبير عن تجاربي وعن التجارب التي أعايشها في المجتمع من حولي. تضيف: «في بداياتي تأثرت بالشعر الجاهلي، بعد ذلك تأثرت بالشعراء اللبنانيين والعرب منذ عصر النهضة وصولا إلى شعراء الحداثة، فأغنيت تجربتي من معين هؤلاء الكبار». حول الجديد الذي تعمل عليه راهناً تشير: «أحضر الكتاب الثاني وألبي دعوات لأمسيات شعرية وندوات وتواقيع أصدقاء... كذلك أقدم تواقيع لأصدقاء مهمين في الوسط الشعري».