اعتبرت الإعلامية ماغي فرح أن تحديد قطاع واسع من الجمهور مسيرتها بكتب الأبراج مجحف بحقها هي التي كانت لها صولات وجولات في البرامج السياسية وكانت من أوائل الإعلاميين الذين أحدثوا تغييراً في طريقة تقديم الحوارات السياسية واستقطبت جمهوراً واسعاً.

عزت فرح هذا الجهل من البعض إلى غيابها عن الشاشة في السنوات الأخيرة، وأوضحت في لقاء ضمن سلسلة «مؤثرون»، مع زافين على شاشة المستقبل اللبنانية أن ابتعادها عن تقديم برامج سياسية راهناً يعود إلى أنها لا تحب تقديم برامج شبيهة بتلك التي كانت تقدمها، ولا بد من نمط جديد يليق بالخبرة التي اكتسبتها، لافتة إلى أنها لم تطرح نفسها كمحللة على غرار كثر تحفل بهم الشاشات، لأن المحللين، برأيها، يرتبطون عادة بأجهزة معينة، أو لديهم مرجعية تعطيهم معلومات.

Ad

كسر الأساليب التقليدية

حول مسيرتها الإعلامية لفتت ماغي فرح إلى أنها كسرت الأساليب التقليدية عبر استعمال اللغة العامية الراقية، وأنها لم تكن تحضّر برامجها في الاذاعة، بل كانت ترتجل كثيرا، واشتهرت بتلخيص ما يرد في نهاية كل حلقة قدمتها على شاشة التلفزيون.

قدمت ماغي فرح برامج سياسية على محطات لبنانية مختلفة من بينها: «المؤسسة اللبنانية للإرسال، المستقبل، أم تي في، أو تي في»، حول أسباب مغادرتها هذه المحطات أوضحت: «رغم المشكلة مع المستقبل لم تهن الإدارة كرامتي، في الـ «أم تي في» أهانوا كرامتي وكتبوا أموراً في الصحف ليست صحيحة. تدخّل كثر لإصلاح الأمور بيننا، لكن ما قيل أصابني في الصميم، ولم يكن ذلك ممكنا».

اعتبرت أن الصدق له ثمنه، «طالما أنت جاهز لدفع الثمن، فلا شيء يقف في طريقك»، كاشفة أنها أحياناً دفعت الثمن من عملها، من دورها كإعلامية، من ضرب سمعتها وتصويرها بأنها لا تستمرّ في أي محطة في وقت أن المحطات هي التي دفعتها إلى الرحيل.

حول التغيير في أسلوب البرامج الحوارية الذي تشهده الشاشات في السنوات الأخيرة قالت: «التغيير يحصل دائماً، ونحن نتبع الغرب في برامجنا، ولا مانع طالما التقديم يكون جيداً، من حيث الشكل والمضمون، ومدى تجاوب الجمهور هو الذي يؤدي الى نجاح المقدم».

أضافت: «البرنامج ينجح اذا كان المقدم أو الضيوف في الحلقة قريبين من المشاهد. كإعلامي يجب ان تجعل الجمهور يصعد اليك، أن تعطيه الكثير من الثقافة، لا أن تنزل اليه».

فلتان إعلامي

كشفت ماغي فرح أنها لا تتابع البرامج التلفزيونية، وأنها غالبا ما تفضل قراءة الكتب. في السابق كانت تتابع الأخبار، أما اليوم ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي تنقل الأخبار كافة لحظة بلحظة، لم يعد للخبر نكهة لمتابعته على شاشة التلفزيون، على حد تعبيرها.

حول نصيحتها للجيل الإعلامي الجديد من خلال خبرتها أوضحت: «الصدق هو الأهمّ. مطلوب من الجيل الجديد تعميق المعرفة لأن بلا معرفة ما من إعلام».

شددت على ضرورة أن يكون للمشاهد رأيه، وأن يرفض ما يقدم من برامج بذيئة تخدش إحساسه، وتابعت: «لا أعرف إذا كان الفلتان الأعلامي مطلوبا من سياسات عليا لضرب الاجيال بالمخدرات والأخلاق. لا اعرف ما الذي يقف وراء الفلتان العالمي، إنسان يهدم نفسه او تجارة تتحكم به أو وجود قرار سياسي كبير».

في هذا السياق نوهت ماغي فرح بالفنانين الكوميديين سامي خياط وفادي رعيدي، «لا يستعملان كلمات بذيئة ويجعلان الناس يضحكون، فالبذاءة ليست شرطا للضحك».

جراحات التجميل

حول جراحات التجميل المنتشرة بكثرة في السنوات الأخيرة كشفت أنها من أولى السيدات اللواتي لجأن إلى جراحات التجميل من دون أن تجد حرجا في الكلام على ذلك. واعتبرت انه ليس معيبا الكلام على التجميل لأنه امر طبيعي أن تفتش المرأة عن تحسين مظهرها.

امتداد لتاريخ تلفزيون لبنان

خلال الحلقة عرض تقرير حول مسيرة ماغي فرح، التي تشكل امتداداً لتاريخ تلفزيون لبنان، ذلك أن الحوار السياسي التلفزيوني في لبنان ولد في الستينيات، مع صحافيين رواد من أمثال عادل مالك وجان خوري وكميل منسى وايلي صليبي وليلى رستم، وتطور في الثمانينيات مع جاك واكيم وعرفات حجازي. وفي بداية التسعينيات، حدّثت ماغي فرح الحوار السياسي اللبناني في لحظة تاريخية انتقالية، بين الحرب والسلم، وبين الجمهورية الأولى والثانية.

كذلك عرض تقرير آخر حول مسيرة ماغي فرح الاعلامية بعد انتقالها الى محطة الـ «أم تي في»، مع البرنامج المباشر «الحكي بيناتنا» الذي غيّر مقاييس البرامج الحوارية اللبنانية، وارسى قواعد جديدة في إدارة البرامج الحوارية من ناحيتي الشكل والمضمون.