«التهدئة» في غزة... ماذا تعني؟!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
وهنا، فإنه لا شك في أنّ مصر، التي ذاقت الأمرين في تجاربها السابقة واللاحقة مع الإخوان المسلمين، لا يمكن أن تقبل بهذا الحل الذي كان جرى ولا يزال يجري تحت عنوان "التهدئة"، ولا يمكن أن "تسكت" عن إقامة مثل هذه الدولة "الإخوانية" عند خاصرتها الشمالية، وهي لا تزال تخوض حرباً فعلية مع "إرهابيي" الإخوان في شبه جزيرة سيناء، وفي مناطق أخرى في مصر، وحيث كان استهداف "الأقباط" الأخير التأكيد على أن "هؤلاء" -أي "الإخوان"- مصرون على مواصلة حربهم ضد أرض الكنانة وضد الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظامه، ولو باستخدام اسم "داعش"، الذي غدت تستخدمه جهات متعددة وكثيرة.لقد تأخر التحاق "الإخوان المسلمين" بالكفاح الفلسطيني المسلح أكثر من عشرين عاماً، ولعل ما يؤكد أنهم قد أطلقوا حركة حماس في عام 1987 لتكون البديل لحركة فتح ولمنظمة التحرير، على أساس أنه "لم يبق في الميدان إلا حميدان"، وأنه بعد اجتياح الإسرائيليين لبيروت في عام 1982 وانتقال أبوعمار ومن معه إلى تونس أصبحت الظروف مهيأة لهم ولحركة المقاومة الإسلامية هذه التي بقيت تصر على عدم الالتحاق بمسيرة الشعب الفلسطيني وبالثورة الفلسطينية، التي كانت انطلقت في عام 1965، وأنها البديل "الشرعي" لكل الفصائل والتنظيمات السابقة واللاحقة.وعليه، فإن مع الرئيس أبومازن وحركة فتح الحق كله في كل هذه المخاوف من أن يكون اتفاق "التهدئة" هذا بين "حماس" والإسرائيليين هو الخطوة الأولى لتنفيذ "صفقة القرن"، التي كان أعلن عنها ترامب ولا يزال يصر عليها، والتي هي، كما هو واضح، تحظى بدعم بعض العرب، والدليل هو "إفراج" بنيامين نتنياهو عن الأموال العربية الموجهة، ليس إلى قطاع غزة بل إلى حركة المقاومة الإسلامية.