في استفتاء كان يمكن أن يجعل الأرخبيل الفرنسي الواقع في جنوب المحيط الهادئ أحدث دولة في العالم، صوّت سكان جزيرة كاليدونيا الجديدة، أمس، بـ «لا» للاستقلال عن فرنسا.فبعد تصويت استمر عشر ساعات، وشارك فيه 175 ألف شخص من أصل 280 ألفاً يعيشون في الأرخبيل، ذكرت قناة «إن سي لابرميير» التلفزيونية المحلية و«هيئة الإذاعة» في كاليدونيا الجديدة أن نحو 60 في المئة من الأصوات، التي تم فرزها عارضت الانفصال، مقابل 41 في المئة للأصوات المؤيدة.
وتباينت النتائج بشدة في الجزيرة متعددة العرقيات، إذ بلغت نسبة من صوتوا بـ«نعم» للانفصال عن فرنسا في المناطق التي تقطنها أغلبية من السكان الأصليين المؤيدين للاستقلال والمعروفين باسم «الكاناك»، 90 في المئة، بينما صوّتت مجتمعات أخرى ذات غالبية أوروبية بقوة بـ«لا».كما نقلت «هيئة الإذاعة» عن الشرطة، إنه تم رشق بعض السيارات بالحجارة وإضرام النار في سيارات أخرى في بعض المناطق في نوميا عاصمة الجزيرة، ما أسفر عن تشويه صورة الاستفتاء التي كانت سلمية.ووفقاً لمسؤولي الحكومة في نوميا، بلغت نسبة الإقبال على التصويت قبل ساعة واحدة من انتهائه نحو 74 في المئة من الناخبين، ما يزيد بنسبة 15 المئة على نسبة الإقبال في الانتخابات الإقليمية عام 2014.ويأتي الاستفتاء بعد 165 عاماً من بداية استعمار فرنسا للجزيرة.وطُلب من سكان كاليدونيا في الاستفتاء الإجابة بـ«نعم» أو «لا» على سؤال واحد: «هل تريد أن تحصل كاليدونيا الجديدة على السيادة الكاملة وتصبح مستقلة؟».وجرى الاستفتاء بموجب اتفاق تم توقيعه عام 1998 بين فرنسا والقوات المحلية الرئيسية التي استكملت اتفاق سلام عام 1988.وهذا أول تصويت في شأن تقرير المصير تشهده أرض فرنسية منذ تصويت جيبوتي بالاستقلال عام 1977. وتشهد المنطقة توتراً عميقاً منذ فترة طويلة بين «الكاناك» وأحفاد المستوطنين الاستعماريين الذين مازالوا موالين لباريس.وفي أول رد فعل، أشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «بالسلوك السلمي والمحترم الذي شهده الاستفتاء». أضاف، أن «الناخبين تمكنوا من عمل اختيار سيادي ومستنير للعلاقة بين كاليدونيا الجديدة وفرنسا، لقد قررت الأغلبية أن كاليدونيا الجديدة لابد أن تظل فرنسية».
دوليات
كاليدونيا ترفض الانفصال عن فرنسا
05-11-2018