أميركا تعترف بعدم قدرتها على خفض صادرات إيران إلى الصفر

نشر في 06-11-2018
آخر تحديث 06-11-2018 | 00:00
 دونالد ترامب
دونالد ترامب
أخيرا، وبعد سجال طويل بين المحللين، اعترفت الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب بعدم قدرتها على خفض الصادرات النفطية الإيرانية إلى الصفر، كما زعمت مبكرا عند الإعلان عن العقوبات التي دخلت حيز التنفيذ بدءا من أمس، وفق تقرير لموقع "أويل برايس".

ومن المقرر أن تمنح الولايات المتحدة إعفاءات لـ8 بلدان، لتسمح لها بمواصلة استيراد النفط الإيراني بكميات محددة، على أن تخفض مشترياتها خلال الأشهر القادمة، وستصدر القائمة الكاملة للبلدان في وقت لاحق.

هدف صعب

وقال كبير محللي الطاقة لدى "إيكونوميست إنتليغنس"، بيتر كيرنان في مذكرة، إن منح الولايات الأميركية تنازلات لنحو 8 دول لمواصلة شراء النفط الإيراني، بشرط الخفض التدريجي لمشترياتها بعد ذلك، يعكس تراجع إدارة ترامب عن هدف كبح الصادرات الإيرانية تماما خلال المدى القصير على الأقل.

وأضاف أن إقناع البلدان بخفض وارداتها النفطية من إيران إلى الصفر كان أمرا صعبا، حتى لو كان لإدارة ترامب ما يكفي من النفوذ، يظل الأمر صعب التحقيق من الناحية الفنية، خاصة مع استمرار طهران في تخفيض أسعارها واستخدام عملات غير الدولار، واستغلال الخام في صفقات مقايضة، وتاريخيا أثبتت قدرتها في الحفاظ على مستوى معيّن من الصادرات وإيجاد سبل لتمرير شحناتها.

لكن الأهم من ذلك، هو أن سوق النفط أصبح أكثر حساسية تجاه مسألة خفض الإمدادات الإيرانية إلى الصفر، ورغم الهبوط الأخير في الأسعار بأكثر من 15 في المئة خلال الشهر الماضي، فإن السوق لا يزال بحاجة إلى الإمدادات.

حساسية السوق المرتفعة تجاه الاضطرابات

ولا تزال مساحة المناورة المتوافرة أمام البيت الأبيض ضعيفة، ورغم وجود مخاوف من ضعف الطلب على النفط في عام 2019، فإن المصدر الرئيس للقلق هو أن يؤدي الانقطاع المفاجئ للإمدادات الإيرانية إلى ارتفاع حاد في الأسعار، الأمر الذي ستنعكس آثاره على الاقتصادات المستهلكة للنفط، وفق كيرنان.

وقد تكون السعودية قادرة على تعويض جزء كبير من التراجع في الإمدادات الإيرانية، لكن ليس كلها، وذلك يعني أن السوق سيظل معرضا بشدة لخطر اضطراب الإمدادات، لذلك كان على إدارة ترامب إظهار بعض المرونة، خاصة مع عدم استعداد كبار المشترين مثل الصين والهند لوقف عمليات الشراء من طهران تماما وفورا.

وتتوقع شركة استشارات الطاقة "وود ماكينزي" انخفاض صادرات إيران بمقدار 800 ألف برميل يوميا مقارنة بمستويات شهر سبتمبر مع سريان مفعول العقوبات، مما يعني هبوط إجمالي الصادرات إلى مليون برميل يوميًا.

من جانبها، قالت نائبة رئيس قسم أسواق النفط لدى "وود ماكينزي" آن لويز هيتل: نعتقد أن هناك نموا كافيا في المعروض قادما من أماكن أخرى لتلبية الطلب في الشتاء المقبل وتجنب ارتفاع الأسعار.

الحذر كان ولا يزال ضروريًا

وإذا نجحت إدارة ترامب في خفض الصادرات الإيرانية إلى الصفر، لارتفعت الأسعار بشكل كبير، لكن ذلك كان سينعكس بمشكلة سياسية في الداخل الأميركي، قبيل انتخابات التجديد النصفي، وهو ثمن، الإدارة غير مستعدة لدفعه.

- ومع ذلك، ورغم الإعفاءات، تمسكت إدارة ترامب بهدفها لكبح الصادرات الإيرانية، وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية روبرت بالادانو: نحن واثقون تماما بالمضي قدمًا بأن الإجراءات التي نتخذها ستساعدنا على ممارسة أقصى قدر من الضغط ضد النظام الإيراني.

وعموما، فإن مواصلة إدارة ترامب لهذه الجهود تتوقف على استقرار أسعار النفط عند مستويات مقبولة، وخلاف ذلك ستكون هناك حاجة إلى مزيد من التنازلات لفترات أطول.

back to top