مع إعلان الإدارة الأميركية رسمياً دخول حزمة ثانية من العقوبات ضد إيران، وصفت بأنها الأقسى، حيز التنفيذ، تعهد وزير الخارجية مايك بومبيو بالضغط على طهران «بلا هوادة»؛ لإرغامها على تغيير سياساتها في المنطقة، وإبرام اتفاق جديد شامل، يعالج أنشطتها الإقليمية، بما في ذلك دعم جماعات مسلحة وبرنامجها البالستي.

وأكد بومبيو، في مؤتمر صحافي جمعه مع وزير الخزانة ستيفن منوشين في واشنطن، أن إيران أمام خيارين: إما أن تتغير أو تشهد انهياراً اقتصادياً، مشدداً على أن بلاده ستتخذ إجراءات أكثر إيلاماً في حال لم تستجب طهران لهذه العقوبات.

Ad

وبينما جدد التهديد بمعاقبة كل من يقوم بأعمال تجارية مع إيران، أوضح أن بلاده ستعفي ثماني دول 6 أشهر من العقوبات على قطاع النفط الإيراني، هي الصين والهند وإيطاليا واليونان واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وتركيا، مؤكداً أن صادرات طهران النفطية ستصل إلى «مستوى صفر» قريباً، وهو الأمر الذي كان محل تشكيك واسع أخيراً.

بدوره، أكد منوشين أن إيران «ستواجه عزلة مالية متزايدة وركوداً اقتصادياً إلى أن تغير بشكل جذري سلوكها المزعزع للاستقرار»، معلناً إعادة إدراج شركة الخطوط الجوية الإيرانية على قائمة العقوبات التي تشمل قطاعين حيويين بالنسبة إلى طهران هما النفط والبنوك، إضافة إلى 700 من الشخصيات والكيانات.

وبعد تقارير عن خلافات بينه وبين بومبيو بشأن قوة العقوبات التي يجب أن تفرض على طهران والإعفاءات التي منحت للدول، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، أمس: سنفرض عقوبات تتجاوز هذا. لن نرضى ببساطة بمستوى العقوبات التي كانت موجودة في عهد أوباما في 2015.

وبعد دقائق من إعلان بومبيو استهداف 50 مصرفاً إيرانياً، أعلن المزود الدولي لخدمات التراسل المالي المؤمن «سويفت»، ومقره بروكسل، تعليق وصول بعض البنوك الإيرانية إلى شبكته، موضحاً، في بيان، أن «الإجراء، رغم أنه مؤسف، اتُّخذ من أجل مصلحة واستقرار ونزاهة النظام المالي العالمي في مجمله».

في المقابل، تعهد الرئيس الإيراني حسن روحاني بـ «الالتفاف على العقوبات الأحادية الظالمة بكل فخر»، مبيناً أن «أميركا أرادت أن تخفض مبيعات نفطنا إلى الصفر ولكننا سنواصل بيعه»، في حين أجرى الجيش و«الحرس الثوري» مناورة ضخمة للدفاع الجوي.

وإذ جدد الاتحاد الأوروبي تمسكه بـ «الاتفاق النووي»، والعمل على حماية الشركات التجارية التي تتعامل مع إيران، توقعت طهران أن يبدأ عمل «الآلية الأوروبية لتفادي العقوبات» خلال شهر.

وفي وقت أعربت روسيا عن دعمها الحازم لطهران، ودعت الصين لاحترام مشروعية تجارتها مع إيران، أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسريان الحزمة الثانية من العقوبات، واعتبر وزير دفاعه أفيغدور ليبرمان أنها وجهت ضربة قاصمة لأنشطة طهران في سورية ولبنان والعراق واليمن.