بإعلانه اعتزامه نقل مقر السفارة البرازيلية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، يكون الرئيس البرازيلي المنتخب جايير بولسونارو قد استجاب لمطالب الكنائس البروتستانية الإنجيلية، على حساب نصف قرن من الدبلوماسية البرازيلية المختلفة.ويقتدي الرئيس البرازيلي اليميني المتطرف بموقفه هذا بنظيره الأميركي دونالد ترامب، إلا أنه قد يعرض بقراره بلاده لعزلة دبلوماسية، من دون استبعاد ردة فعل من الدول العربية التي تستورد كميات كبيرة من اللحم البرازيلي.
والتزمت البرازيل على الدوام بعدم اعتراف الأمم المتحدة بضم إسرائيل القدس الشرقية، ليقلب الموقف الأخير لبولسونارو الوضع رأسا على عقب. إذ قال في مقابلة تلفزيونية الاثنين الماضي: «بالنسبة إليّ، أنا لا أقوم سوى باحترام قرارات أمة تحظى بالسيادة».إلا أنه بدا أمس الأول مترددا، وأعلن أن «قرار النقل لم يتخذ بعد». ويبدو أن قرار نقل السفارة البرازيلية يعود خاصة إلى دوافع دينية لبولسونارو. فقد انتخب في الثامن والعشرين من أكتوبر الماضي بـ55 في المئة من الأصوات، مدعوما بشكل خاص من الكنائس الخمسينية الجديدة التي تضم ملايين المؤمنين. وقال رونيلسو باشيكو الباحث في الشؤون اللاهوتية في الجامعة الكاثوليكية في ريو دي جانيرو «إن الإنجيليين الأكثر محافظة يرون في إسرائيل نوعا من المثال، الشعب المختار، الذي يجب الدفاع عنه مهما كان الثمن، ومهما كانت تصرفات قادة إسرائيل». ويتبع الخمسينيون الجدد مفاهيم «الصهيونية المسيحية»، التي تعتبر أن عودة اليهود إلى الأرض المقدسة وإقامة دولة إسرائيل عام 1948 يأتيان متناسبين مع النبوءة التوراتية التي تعلن عودة المسيح المنتظر.وكان بولسونارو قد زار إسرائيل عام 2016 وتعمد في مياه الأردن على أيدي قس إنجيلي، كما أنه متزوج من إنجيلية. إلا أن الدين قد لا يكون المحرك الوحيد بالنسبة إلى بولسونارو بشأن نقل مقر السفارة البرازيلية إلى القدس. وبعيدا عن القيمة الرمزية والدينية لقرار نقل السفارة، يتحدث البعض عن رغبة الرئيس المؤيد للدكتاتورية العسكرية التي حكمت البرازيل حتى 1985، في الاستفادة من التكنولوجيا الإسرائيلية المتطورة والتقرب من الحكومة الأميركية.
دوليات
بولسونارو المتردد بنقل السفارة للقدس تجمعه علاقات معقّدة مع إسرائيل
08-11-2018