هزيمة جزئية لترامب بخسارة «النواب» والاحتفاظ بـ «الشيوخ»

• المرأة حققت فوزاً تاريخياً بإيصال 103 نساء للكونغرس بينهن أول نائبتين مسلمتين من أصل عربي
• الأميركيون انتخبوا كونغرساً «معلقاً»... وأوصلوا شباباً وأقليات وأول حاكم يجاهر بمثليته
• الرئيس يصف الانتخابات بأنها «نجاح هائل»... والديمقراطيون مستعدون للتعاون والمحاسبة

نشر في 08-11-2018
آخر تحديث 08-11-2018 | 00:05
أميركية في ولاية نيفادا تحمل لافتة كتب عليها «السيدات يقدن» بعد تصويتها مساء أمس الأول   (ا ف ب)
أميركية في ولاية نيفادا تحمل لافتة كتب عليها «السيدات يقدن» بعد تصويتها مساء أمس الأول (ا ف ب)
انتخب الأميركيون، الذين أدلوا بأصواتهم في أول اقتراع يجري منذ فوز دونالد ترامب بالرئاسة عام 2016، كونغرساً منقسماً ومعلقاً، إذ انتزع الديمقراطيون مجلس النواب بعدما فقدوا الأغلبية فيه قبل 8 أعوام، في حين عزز الجمهوريون سيطرتهم على مجلس الشيوخ، بعد سباق محموم.
تكبد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، نكسة جزئية مع خسارة حزبه الجمهوري الأغلبية في مجلس النواب لمصلحة خصومه الديمقراطيين للمرة الأولى منذ عام 2010، لكنه تمكن من الاحتفاظ بأغلبية مريحة في مجلس الشيوخ، وهذا ما سيضع الولايات المتحدة أمام كونغرس منقسم على غرار مجتمع يشهد شقاقات عميقة.

وحسب النتائج الأولية غير المصدقة، يتجه الديمقراطيون نحو كسب 27 مقعداً إضافياً في مجلس النواب بعدما كانوا بحاجة إلى 23 مقعداً للسيطرة على المجلس، ليصبح لديهم حوالي 220 مقعداً من أصل 435 يتم تجديدها بالكامل كل سنتين، بينما عزز الجمهوريون سيطرتهم، إذ فازوا بما لا يقل عن 51 مقعداً من أصل 100 يتم تجديد ثلثها كل عامين، منتزعين مقاعد من الديمقراطيين.

اقرأ أيضا

هل يبدل ترامب نهجه؟

ولا شك أن انتزاع الديمقراطيين مجلس النواب سيشكل عائقاً بوجه الرئيس خلال النصف الثاني من ولايته، لكن من غير المتوقع أن يحمله ذلك على تبديل نهجه، ولا سيما على ضوء تفاصيل النتائج المتشعبة.

وفي وقت بات كل اهتمام ترامب مصبوبا على تاريخ واحد هو الثالث من نوفمبر 2020 حين يتقدم لولاية ثانية، قد تمنحه هذه الانتخابات جرعة دعم إضافية تدفعه إلى المضي أبعد في نهجه وإعادة ترتيب فريقه وإسكات الأصوات النادرة المعارضة لمواقفه، سواء في أوساطه أو في صفوف الحزب الجمهوري.

وعملاً بالتقاليد، أجرى ترامب اتصالا هاتفيا بزعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل وزعيم الديمقراطيين تشاك شومر.

وبعد اتصاله بماكونيل ليهنئه "على التقدم التاريخي" في هذا المجلس، وصف ترامب في تغريدة على "تويتر" نتائج الانتخابات بأنها "نجاح هائل تحقق الليلة، شكرا لكم جميعا".

وفيما يتعلق بمجلس النواب، أجرى ترامب اتصالا بكل من بول رايان رئيس المجلس وزعيمة الأقلية الديمقراطية نانسي بيلوسي.

بيلوسي

وتعهدت بيلوسي بـ "ترميم الضوابط والمحاسبة التي نص عليها الدستور على إدارة ترامب"، واعدة في المقابل خلال مؤتمر صحافي بأن "كونغرسا ديمقراطيا سيعمل على حلول تجمعنا، لأننا سئمنا جميعا الانقسامات. غدا سيكون يوما جديدا في أميركا".

رسائل ملتبسة

إذاً، فإن نتائج "انتخابات الثلاثاء" وضعت ترامب أمام خصم بات جليا، هو بيلوسي، التي من المحتمل أن تتولى رئاسة مجلس النواب مجدداً.

ولن تكون النائبة عن سان فرانسيسكو البالغة من العمر 78 عاما في أفضل موقع لمقاومة هجماته، في ظل الضغوط التي تمارس داخل حزبها من أجل استبدالها.

غير أن البعض في واشنطن يطلق تكهنات بأن الرئيس السبعيني سيعدل نهجه إزاء هذا الوضع السياسي الجديد.

وفي مطلق الأحوال، سارعت مستشارته كيليان كونواي إلى وضع النقاط على الحروف، فأكدت أن ترامب مدرك أنه سيتحتم عليه العمل مع الديمقراطيين في الكونغرس، قبل أن تلقي اللوم على الديمقراطيين الذين اتهمتهم بـ "إبداء إقبال ضئيل على العمل مع الرئيس".

مجلس النواب

ويتجه الديمقراطيون نحو كسب 27 مقعدا إضافيا في مجلس النواب بعدما كانوا بحاجة إلى 23 مقعدا للسيطرة على المجلس، في حين يوسع الجمهوريون أغلبيتهم الضئيلة في مجلس الشيوخ بكسب ثلاثة أو أربعة مقاعد من الديمقراطيين.

وشهدت الانتخابات مشاركة وفوز العديد من النساء والشباب والمرشحين من أقليات.

وتم انتخاب سيدات لشغل ما لا يقل عن 93 مقعدا في مجلس النواب، متجاوزات عدد نائبات المجلس الحالي والذي بلغ 84 سيدة.

وحصلت النساء على 10 مقاعد في مجلس الشيوخ وفزن بمنصب حكام 9 ولايات. ومن إجمالي 112 سيدة جرى انتخابهن، توجد 95 عن الحزب الديمقراطي و17 عن الجمهوري.

ووفقا لـ "مركز المرأة الأميركية في السياسة"، فإن عددا قياسيا من النساء بلغ 237 سيدة خضن "النصفية"، وأن 23 تنافسن على عضوية مجلس الشيوخ. وفي كولورادو، أصبح جاريد بوليس أول حاكم ولاية يجاهر بمثليته.

أول مسلمتين

ومن السوابق التي سجلت، فوز الديمقراطيتين إلهام عمر في مينيسوتا ورشيدة طليب في ميشيغان، لتكونا أول مسلمتين تدخلان الكونغرس، وشاريس ديفيدز في كنساس، لتصبح أول أميركية من السكان الأصليين في الكونغرس، كما أصبحت ديبرا هالاند من نيومكسيكو أول أميركية من السكان الأصليين تدخل الكونغرس. أما ألكسندريا أوكازيو كورتيز في نيويورك المنتمية إلى الجناح اليساري من الحزب الديمقراطي، فأصبحت في سن الـ 29 أصغر أعضاء الكونغرس سنا.

وانتصر لاعب كرة القدم الأميركية السابق كولن أولريد على مرشح جمهوري منتهية ولايته عن دائرة قريبة من دالاس.

مجلس الشيوخ

أما في مجلس الشيوخ، فعزز الجمهوريون سيطرتهم، إذ فازوا بما لا يقل عن 51 مقعدا، منتزعين مقاعد عدة من الديمقراطيين في ظل خريطة انتخابية مواتية لهم هذه السنة.

وتحتم على الديمقراطيين خوض معارك حول عشرة من مقاعدهم في ولايات مؤيدة لترامب، فصمدوا في فرجينيا الغربية ونيوجرزي، لكنهم خسروا ولاية إنديانا الأساسية ثم ميزوري وداكوتا الشمالية، وهي مناطق محافظة. وحقق الجمهوريون انتصارا ثميناً باحتفاظهم بمقعد تيد كروز في تكساس، رغم إنفاق ملايين الدولارات دعما لحملة الديمقراطي بيتو أورورك الذي كان من أبرز وجوه السباق. وخسر الديمقراطيون واحدة من أبرز معاركهم لمناصب حكام الولايات الـ 36 المطروحة للتجديد، مع هزيمة أول مرشح أسود لهذا المنصب في ولاية فلوريدا أندرو غيلوم أمام الجمهوري رو دي سانتيس المناصر بلا تحفظ للرئيس، والذي فاز رغم اتهامه بالعنصرية.

وحقق الجمهوريون أيضا فوزا كبيرا في أوهايو إذ هزم مايك ديواين، المدعي العام بالولاية، الديمقراطي ريتشارد كوردراي الذي كان أول مدير لمكتب الحماية المالية للمستهلك.

وفاز مرشحون ديمقراطيون أيضا في إيلينوي ومين ونيو مكسيكو وهي ولايات كان حكامها من الجمهوريين.

ونجح الحزب الديمقراطي في الدفاع عن منصب حاكم ولاية كاليفورنيا، الأكثر تعدادا للسكان بين الولايات، حيث فاز جافين نيوسم (51 عاما)، نائب حاكم الولاية الواقعة على الساحل الغربي للولايات المتحدة، ضد منافسه الجمهوري جون كوكس (63 عاما).

back to top