القوات اليمنية في عمق الحديدة... والحوثيون يحتمون بمشفى
• هادي يعين وزيراً للدفاع ومحافظاً لعدن
• فشل أممي في تبني قرار مشترك بشأن اليمن
نجحت القوات الحكومية اليمنية في بلوغ عمق مدينة الحديدة وخاضت معارك مع المتمردين الحوثيين على مشارف أول حي بالمدينة الاستراتيجية، في حين عين الرئيس عبدربه منصور هادي الفريق الركن محمد المقدشي وزيرا للدفاع، بعد فراغ في المنصب لأكثر من ثلاث سنوات.
غداة تلميح زعيم جماعة «أنصار الله» عبدالملك الحوثي لقرب اندحار ميليشياته المتمردة من مدينة الحديدة الاستراتيجية، تمكّنت القوات الموالية للحكومة اليمنية من دخولها من جهتي الجنوب والشرق وبلوغ أول حي سكني بها، ما ينذر بحرب شوارع وشيكة في المدينة التي تعتبر شريان حياة لملايين السكان بالبلاد.وبعد أسبوع من المعارك العنيفة في محيط المدينة المطلة على البحر الأحمر، وصلت القوات الموالية للحكومة بدعم من ضربات مقاتلات «التحالف العربي» إلى أول الأحياء السكنية من جهة الشرق أمس.وأفاد ثلاثة من مسؤولي القوات الحكومة بأن القوات تقدّمت داخل المدينة من جهة الشرق مسافة كيلومترين على الطريق الرئيسي الذي يربط وسط الحديدة بالعاصمة صنعاء، وباتت تقاتل المتمردين عند أطراف حي سكني.
كما أنّها تقدّمت ثلاثة كيلومترات على الطريق البحري في جنوب غرب المدينة، وأصبحت تخوض معارك مع الحوثيين عند أطراف جامعة الحديدة على مقربة من مستشفى الثورة الواقع قرب سوق للسمك بحي 22 مايو.وقام المقاتلون الموالون للحكومة بإزالة الحواجز الأسمنتية خلال تقدمهم في المدينة الخاضعة لسيطرة المتمردين منذ 2014، مدجّجين بالأسلحة الرشاشة وقاذفات الصواريخ فوق السيارات رباعية الدفع.وقال القائد الميداني في القوات الموالية للحكومة محمد السعيدي وهو يقف بين عناصره الذين كانوا يرفعون شارة النصر: «الآن جارٍ التقدم إلى عمق الحديدة. إمّا يسلّموا المدينة بشكل سلمي، أو نأخذها بالقوة».
انتهاك وتمترس
في غضون ذلك، اتّهمت منظّمة «العفو الدولية» المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران بنشر قناصة على سطح مشفى رئيسي في حي 22 مايو في شرق الحديدة.واعتبرت المنظمة أن اقتحام المشفى من قبل الميليشيات ينذر بـ»عواقب كارثية» على طاقم المشفى والمرضى فيه إذ إنها تجعل من المبنى هدفاً لغارات جوية محتملة، كما انّها تشكّل «خرقاً للقانون الإنساني».ونشرت المليشيات المتمردة قناصة على أسطح المباني وخلف لوحات إعلانية ضخمة للتصدي للقوات الموالية للحكومة.وجاء ذلك غداة تأكيد زعيم المتمرّدين أنّ مقاتليه لن يستسلموا أبداً، في تعهّد ينذر بمعركة شرسة في المدينة التي تضم ميناء تدخل عبره أغلبية السلع التجارية والمساعدات الموجّهة إلى ملايين السكان.وتثير المعارك مخاوف على حياة السكان البالغ عددهم نحو 600 ألف شخص، وعلى الإمدادات الغذائية إلى باقي المناطق التي قد تتأُثر بحرب الشوارع المرتقبة.قتلى وفشل
وذكرت مصادر طبية في محافظة الحديدة، أن المعارك أسفرت عن مقتل 47 متمرداً و11 مقاتلاً من الموالين للحكومة في الساعات الـ48 الماضية، ليرتفع العدد الإجمالي للقتلى منذ بداية المعارك الخميس الماضي إلى 197 متمرداً و53 مقاتلاً موالياً للحكومة.واشتدّت المواجهات الخميس الماضي بالتزامن مع إعلان الحكومة اليمنية استعدادها لاستئناف مفاوضات السلام مع المتمردين، وذلك غداة إعلان مبعوث الأمم المتّحدة إلى اليمن مارتن غريفيث أنّه سيعمل على عقد مفاوضات في غضون شهر، بعيد مطالبة واشنطن بوقف لإطلاق النار وإعادة إطلاق المسار السياسي. وباءت آخر محاولة قام بها غريفيث لتنظيم محادثات سلام في سبتمبر الماضي في جنيف، بالفشل بسبب غياب الحوثيين.المقدشي وزيراً للدفاع
إلى ذلك، أصدر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي مساء أمس الأول، قرارات جمهورية قضت بتعيين وزير للدفاع ومحافظ جديد لمحافظة عدن التي أعلنتها الحكومة اليمنية عاصمة مؤقتة للبلاد.وأصدر هادي قرارات جمهورية جديدة قضت بتعيين الفريق الركن محمد علي المقدشي وزيراً للدفاع، بعد فراغ في المنصب أكثر من ثلاث سنوات.وعين هادي اللواء الركن بحري عبدالله النخعي رئيساً لهيئة الأركان العامة وترقيته إلى رتبة فريق، وتعيين اللواء الركن طاهر العقيلي مستشاراً للقائد الأعلى للقوات المسلحة.كما قرر هادي تعيين أحمد سالم ربيع محافظاً لمحافظة عدن، ومحمد شاذلي وكيل أول للمحافظة.ويحتجز الحوثيون منذ أبريل 2015 وزير الدفاع السابق اللواء محمود الصبيحي، ولم يعرف مصيره إلا بعد وساطة قادتها سلطنة عمان في 25 أكتوبر الماضي.وفي وقت سابق، قدم عبدالعزيز المفلحي، المحافظ السابق لعدن، استقالته بعد أشهر من تعيينه في المنصب في أبريل من العام العام الماضي احتجاجاً على ما وصفه بـ«الفساد».في المقابل، انتقدت قيادات في المجلس الانتقالي الجنوبي، التعيينات التي أصدرها هادي. ووصف رئيس مكتب العلاقات الخارجية بالمجلس الانفصالي، أحمد فريد ترقية المقدشي الذي كان قائداً للجيش اليمني إلى منصب وزير الدفاع بـ«مكافأة للفشل».من جهة أخرى، حالت ثلاث دول في مجلس الأمن أمس الأول دون صدور بيان يدعو إلى إنهاء الحرب في اليمن، مطالبة عوضاً عنه بتبني قرار متكامل يجلب طرفي النزاع إلى طاولة المفاوضات.ورفضت هولندا والسويد والبيرو مسودة النص الذي أعدته بريطانيا واقترحته الصين، التي تترأس المجلس نوفمبر الحالي، مشيرة إلى أنه لا يتطرق إلى المسائل التي تثير قلقها وتتعلق بالأزمة الإنسانية التي يعيشها اليمن.وأعلنت الدول الثلاث في رسالة إلكترونية إلى المجلس: «نشعر بأن الوضع الحالي يقتضي أكثر من أي أمر آخر تبني قرار يمنح كلاً من الموفد الخاص ومكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للأمم المتحدة الدعم اللازم لاتخاذ خطوة نحو إنهاء النزاع في اليمن ومعاناة الشعب اليمني».وحذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة من أن اليمن على شفير أسوأ مجاعة يشهدها العالم منذ عقود.