بانتظار استجابة الجزائر!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
ولعل ما يعزز دعوة العاهل المغربي لفتح صفحة جديدة بين المغرب والجزائر أن البلدين يشكلان معاً ركيزة أساسية في إفريقيا باعتبار أنهما، وهما بكل هذا الحجم وبهذه المكانة الإقليمية والدولية وبهذا الموقع الجغرافي المحاذي للقارة الأوروبية والمتداخل مع العديد من الدول الإفريقية، قادرتان على أن تكونا معاً رقماً رئيسياً إقليمياً ودولياً ولاعباً إيجابياً مؤثراً في العلاقات العربية– العربية وأيضا في العلاقات مع الدول الإسلامية.وهنا حتى إذا كانت الجزائر تريد منفذاً على المحيط الأطلسي، فأغلب الظن أن المغرب لا يمكن أن يمانع في هذا، ولكن بالتفاهم ومن خلال العلاقات الأخوية الحميمة وبتغليب المصالح المشتركة على كل النزعات الاستحواذية والتخلص نهائياً من هذه الخلافات التي ازدادت تجذراً مع الوقت، ومع استمرار القطيعة، ومع بقاء الحدود بين بلدين شقيقين مغلقة ومعطلة كل هذه السنوات الطويلة.وهكذا فأغلب الظن، لا بل المؤكد أن الجزائر العظيمة، جزائر المليون ونصف المليون شهيد، ستستقبل مبادرة العاهل المغربي بالترحاب والاحتضان، وأنها سترد على هذه الخطوة المباركة لا بخطوة مماثلة فقط، بل بأعرض وأكبر منها، فهذه القيادة الجزائرية التي قادت شعبها العظيم والشجاع إلى الاستقلال في عام 1962، بعد استعمار لا أبشع منه على مدى تاريخ البشرية كلها تواصل مئة واثنين وثلاثين عاماً، لا يمكن إلا أن تستقبل هذه المبادرة الأخوية فعلاً بالأحضان وعلى أساس أنه غير جائز أن تستمر هذه القطيعة المكلفة للبلدين بينما كل المصالح الكونية والإقليمية غدت متداخلة ومتكاملة.