الصينيون تجاوزوا «آبل» بتصميم هواتف ذكية «غير مقضومة»
«إل جي» و«هواوي» و«سامسونغ» و«غوغل» تطور هواتف بشاشات متعددة وقابلة للطي
عندما طرحت شركة «آبل» هاتفها آيفون إكس في سنة 2017 اقتطعت من الشاشة مستطيلاً أسود يتضمن أجهزة التحسس «سنسرز» ويظهر في وسط أعلى شاشة العرض، باعتباره جزءاً من علامة الشركة، أي الجزء المقضوم من التفاحة. وقال نائب رئيس شركة «آبل» للتسويق العالمي فيل شيلرماشابل يومها: «أنت لا ترى بذلك أي شيء غير عادي أو مختلف فقضمة التفاحة (الشعار) هي التي اقتطعت جزءاً من الشاشة». ووصف جوني آيفي الهاتف على أنه إنتاج استمر عقداً من الزمن لصنع «آيفون كلي العرض». وكان يلمح إلى أن المستطيل البارز لم يمكن بالإمكان تفاديه. ويبدو الأجزاء المقتطعة من شاشة هاتف غوغل - بيكسل 3 وعدد وافر من هواتف أندرويد تؤكد أن هذا الاقتطاع من الشاشات سوف يستمر في شتى أرجاء هذه الصناعة.ولكن على الرغم من ذلك، نجح صناع الهواتف في الصين وكوريا في السنة الماضية في الدفع بهواتف ذكية ذات تصاميم توفر شاشات عرض كاملة من الحافة إلى الحافة ودونما اقتطاع أي جزء منها. ويمثل البعض من هذه التصاميم الخالية من المستقطعات تجربة راديكالية، ويسترجع بعضاً من الماضي غير البعيد لهواتف النقر. وهم يشيرون إلى أن مستقبل تصاميم الهاتف الذكي ما زال في حالة تطور وتحول جذري. ويعمد الكثير من الهواتف الجديدة إلى الالتفاف على السن عن طريق اخفاء آلات التصوير وأجهزة الاحساس بطرق غير عادية.وعلى سبيل المثال، طرحت مصنعة الهواتف الصينية «فيفو» هاتفاً يدعى « نيكس إس» نسبة الشاشة فيه إلى جسم الهاتف هي 91.24 في المئة (وللمقارنة فإن نسبة آيفون إكس هي 82.9 في المئة ) وقامت بهذا العمل عن طريق خدعة بسيطة: تم احتواء آلة تصوير سيلفي داخل وحدة تبرز من الهاتف. في غضون ذلك، يعمل نظام تعريف بصمة الاصبع تحت شاشة العرض عبر النصف الأسفل من الشاشة.
وطرحت «أوبو» وهي أكبر شركة لبيع الهواتف الذكية في البلاد هاتفاً يدعى « فايند إكس» وحقق مصمموه نسبة 93.8 في المئة من الشاشة إلى الجسم بوسائل أكثر راديكالية تتمثل في اخفاء آلة التصوير الأمامية في آلية تنطلق من قمة الهاتف عند لمس زر.لدى هاتف جديد أعلنت عنه أخيراً شركة زياومي– مي ميكس 3 – حل تصميم مماثل ماعدا أنه في هذه الحالة يأخذ الإلهام من هواتف نوكيا القديمة المنزلقة. وبفضل المغنطيس المطمور تستطيع جعل آلة التصوير المخفية تنزلق من أجل التقاط الصور بكبسة خفيفة ويبدأ سعره عند 475 دولاراً في الصين.واختار هاتف آخر من النوع الذي ينزلق ليفتح ويدعى هونر ماجيك-2 جهازاً داخلياً على شكل مقص نابض.وأخيراً، اتبعت شركة نيوبيا الصينية وهي فرع لشركة «زتي» طريقاً مختلفاً تماماً في هاتف جديد يدعى «نيوبيا إكس» وهو يعترض آلة التصوير الأمامية بصورة تامة ويختار بدلاً من ذلك إضافة شاشة «أوليد» ثانية على مؤخرة الهاتف. وعندما تريد التقاط صورة سيلفي فإن شاشة العرض الخلفية سوف تضيء لالتقاط صورتك الثنائية الإحساس.ويواكب هذه الخطوة مكافآت ليست ذات صلة ومنها – على سبيل المثال – أنك تستطيع وضع وجه منخفض القوة على الشاشة الثانوية لإظهار الساعة وتبليغاتك أو غير ذلك من المحتوى المعتاد عندما يكون وجه هاتفك موجهاً نحو الأسفل. هل سيتم تزويد كل الهواتف الذكية في المستقبل بنوابض ومحركات؟ هذا يبدو غير محتمل. وبعد كل شيء فإن هذه الحلول ليست مثالية، ولن تكون هناك أي قطع متحركة وهي التي تشكل نقاط اختراق.
دور سامسونغ
قد تكون شركة سامسونغ في نهاية المطاف المصنع الأول لحل مشكلة المستقطع بشكل دائم. وبحسب الشائعات، فإن جهاز الشركة المقبل غالاكسي إس 10 سوف يستخدم نوعاً جديداً من الشاشات التي تستخدم شيئاً يدعى تقنية الإحساس المتكاملة، وقد عرضتها سامسونغ على عشرين شركة في شنجن الصينية في الشهر الماضي.نحن لا نعلم بعد كيف تعمل هذه التقنية ولكن يبدو أن الشاشة تسمح لآلات التصوير وأجهزة الإحساس – مثل الأجهزة التي ترسم خرائط ثلاثية الأبعاد لبصمة اصبعك للعمل من أسفل الشاشة. وفي غضون ذلك، سوف تنتج تقنية عرض الصوت صوتاً من دون الحاجة إلى مكبر للصوت.واذا أوفت شركة سامسونغ بوعودها الكبيرة هذه سوف يصل هاتفها الخالي من السن المستقطع الى الأسواق في العام المقبل – ولكن الشركة قد تطرح تقنية عرض واعدة اخرى يمكن أن تغير تصميم الهاتف الذكي في وقت أبكر. وبفضل ألواح « أوليد « القابلة للطي وآلية المفصلة يبدو جيل جديد من هواتف النقر التي تتحول الى أقراص صغيرة في الأفق. و قد نشهد في العام المقبل ما يصل الى خمسة هواتف قابلة للطي من مصنعين مختلفين بما في ذلك ال جي وهواوي وسامسونغ نفسها. ويشاع ان شركة «آبل» تعمل أيضاً على انتاج هاتف مرن – وفي غضون ذلك، تعمل غوغل وسامسونغ معاً على نسخة خاصة من أندرويد لاستيعاب الهواتف الجديدة القابلة للطي.وقد تطرح هذه الهواتف طرقاً جديدة كلياً لتصميم آلات تصوير وأجهزة إحساس في الشاشات ولكننا لانعلم بعد ما يكفي للقول بشكل محدد ماذا سوف تكون تحديات الأجهزة والبرامج. وقد تطوى بعض الهواتف على شكل كتاب مع شاشات على الجوانب الداخلية، وتملك أخرى شاشات على الجوانب الخارجية، والبعض، مثل هاتف سامسونغ القابل للطي، قد يشتمل على شاشة عرض أصغر على الغلاف بحيث يستخدم للقيام بالأعمال السريعة. وفي الداخل هناك شاشة عرض أكبر للاستخدام في تطبيقات مشاهدة الأفلام وممارسة الألعاب أوعرض الوثائق وما إلى ذلك.أياً كان الشكل الذي سوف يكون عليه هاتف المستقبل الذكي وسواء كان يخفي أجهزته ومحركاته وشاشات الطي يمكن القول، إننا نتقدم بثبات نحو شاشات عرض كاملة تماماً. واللافت بقدر أكبر أن «آبل» نفسها تعمل على طرق تمكنها من التخلص من النوتش المستقطع، والذي قد تصبح مجرد ذكرى لشيء عاش أمداً بالغ القصر.