«من غير ميكرفون» أسر القلوب دون مؤثرات صوتية
الحفل تضمن أغنيات كويتية تمثل تاريخاً للفن الغنائي
هدف حفل «من غير ميكرفون: الأغنية الكويتية في 100 عام» إلى تسليط الضوء على بعض الإبداعات الكويتية، وتقديم التراث الغنائي الثري في شكله النقي من دون مؤثرات صوتية.
في قاعة جابر العلي، بمركز جابر الأحمد الثقافي، كان الجمهور الكويتي على موعد مع حفل "من غير ميكرفون: الأغنية الكويتية في 100 عام"، وذلك بمعية فرقة مركز جابر الموسيقية، بقيادة د. محمد باقر. واتسم الحفل في نسخته الثانية بطابع كويتي خالص، وتم تقديم 14 أغنية أعادت إلى الأذهان أيام الزمن الجميل، حيث النغم العذب والطرب الأصيل، من دون مؤثرات صوتية أو تقنيات.وشهد الحفل حضور حشد جماهيري كبير، إضافة إلى كوكبة من عشاق الطرب الأصيل، الذين تسمَّروا على مقاعدهم مدة ساعتين.
وتسعى تجربة "من غير ميكروفون" إلى تسليط الضوء على بعض الإبداعات الكويتية، وتقديم التراث الغنائي الثري في شكله النقي من دون مؤثرات صوتية، بحيث تصل النغمات إلى آذان المستمعين بأقل قدر من الحواجز، ويستمتع الجمهور بجمال الموسيقى والغناء.الأمسية بدأت بأغنية "يا ذا الحمام"، من التراث البحري، للشاعر محمد بن لعبون، ومن أجوائها: "يا ذا الحمام اللي على بغصون/ وش لك على عيني تبجيها/ ذكرتني يا ذا الحمام فنون/ قبلك بيوت الجيل ناسيها". وتألقت الفرقة بغناء "طف بالطواف"، وهي صوت عربي، بالمقام الحجازي، للملحن عبدالله الفرج. وكان الهدوء يعمُّ المسرح، فظلت الفرقة تحلِّق في أجواء الطرب، لتغني "شدوا الضعاين"، من الفن النجدي، للشاعر حمد المغلوث، الذي يُعد من شعراء الكويت البارزين، حيث كتب العديد من القصائد، منها "شدوا الضعاين"، التي اشتهرت بعد أن قدَّمها عبدالله فضالة عام 1928 في أحد تسجيلاته لشركة بيصافون.بعد ذلك، غنت الفرقة "البارحة ساهر" للشاعر عبدالله العليوة، من النوع الهجيني، وهو من الألحان البدوية التي كانت معروفة لدى البدو والحضر آنذاك. تبعتها بأغنية "يا لدانه لدانه" للشاعر فهد الخشرم، حيث جاء اللحن على قالب الصوت الخيالي المعروف بأنه من الإيقاعات الخفيفة والمحببة لدى محبي التراث الكويتي. عقب ذلك، قدمت الفرقة "رحلتي" للشاعر عبداللطيف البناي، وتلحين خالد نوري، وأغنية "ويلاه" للشاعر مبارك الحديبي، وتلحين عبدالله الرميثان، على إيقاع اللعبوني، وهو من الإيقاعات الكويتية ذات النبضات الست. وختمت الفرقة بأغنية "مر يا حلو"، من أواخر ألحان راشد الخضر، وقد أظهرت تطورا مهما في شخصيته الموسيقية، واتجاهه إلى مفهوم الطرب المعروف في الموسيقى.
آلات مختلفة
وأبدع أعضاء الفرقة بالعزف على مختلف الآلات، فغنت "البوشيه" و"يا ناس دلوني" للملحن محمود الكويتي. ومع توالي فقرات الحفل، غنت الفرقة "على خدي" للشاعر عبدالمحسن الرفاعي، تلحين عبدالله فضالة، وكان لحن الأغنية معاصرا في الإيقاع والمقام الموسيقي، ويحمل أسلوبا موسيقيا مستقلا لا يشبه الألوان الموسيقية التي كانت سائدة آنذاك. وأظهرت الفرقة احترافيتها في أغنية "يا نور عيني" للشاعر عبدالمحسن الرفاعي، والتي لحَّنها سعود الراشد. وكان الصمت الذي عمَّ المسرح دليلا واضحا على متابعة الجمهور، فغنت الفرقة "يا من يبشرني" للشاعر بدر بورسلي، وألحان خالد الزايد. واندمج الجمهور مع أغنية "رد الزيارة"، من كلمات الشاعر خليفة العبدالله الصباح، وألحان عبدالرب إدريس، بلحن "رومبا عدني".وتكوَّنت فرقة مركز جابر الموسيقية من المدير الموسيقي د. أحمد الصالحي، وعازفي الكمان: أحمد حمزة، أسامة البياتي، د. بدر كمال، جابر سبت، حمد العدواني، د. سمير محمد، عبدالرحيم شاكر، عبدالوهاب القطان، علي عبدالله، د. فيروزا كاديروفا، وفيصل العبيدي. وكان عزف التشيلو لشادي عفيفي، وطارق كمال، فيما عزف الفيولا: خالد نوري، محمد الزنكي، محمود سعيد، ود. يوسف المنصور، وعازف الناي علي سعدون، وعازف الكلارينت مشعل حسين، وعازف العود محمد الحمدان، وعزف الإيقاع لعبدالحميد الصقر وفتحي الصقر، وعازف القانون سامر إبراهيم. بينما تكوَّن فريق الكورال من خليفة العميري، زبيدة أبل، سعود الكبان، شرين شكري، صفية عباس، ضحى عبدالكريم، عبدالله خيرالله، عبدالله السالمي، عبدالله المطيري، عبدالله الفضلي، فاطمة بودستور، فاطمة الخضر، ولاء الصراف، محمد أسدي، مساعد التتان، ونور الحلفاوي.جدير بالذكر، أنه في أغسطس الماضي تم تقديم التجربة الأولى لعروض "من غير ميكروفون" لمجموعة من الأغنيات والمقطوعات العربية الكلاسيكية لملحنين كبار، مثل: سيد درويش، محمد القصبجي، رياض السنباطي، محمد عبدالوهاب، زكريا أحمد، أداها المطرب طارق بشير، والكورال بمصاحبة فرقة مركز جابر الموسيقية. وكانت التجربة غير مسبوقة في الموسيقى العربية المعاصرة، من دون ميكروفونات، سواء للعازفين أو المطربين، وحققت قبولا جماهيريا دفع المركز إلى تكرارها مع باقة من الأغنيات الكويتية التي تمثل تاريخا للفن الغنائي بتطور مراحله منذ دندنات البحارة الكويتيين في القرن التاسع عشر، مرورا بالجيل المؤسس للألحان الكويتية.