كشف «التحالف العربي» العامل ضد المتمردين الحوثيين باليمن، أمس، أنه طوَّر قدراته اللوجستية، وأعلن أنه طلب من الولايات المتحدة وقف عملياتها لتزويد طائراته بالوقود في الجو، مؤكدا أنه بات قادراً على تأمين ذلك بنفسه.وذكر «التحالف»، الذي تقوده الرياض، في بيان بثته وكالة الأنباء «واس»، أن «السعودية ودول التحالف تمكنت أخيرا من زيادة قدراتها في مجال تزويد طائراتها بالوقود جوا بشكل مستقل، ضمن عملياتها لدعم حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي» المعترف بها دوليا.
وأضاف بيان التحالف: «في ضوء ذلك، وبالتشاور مع الحلفاء في الولايات المتحدة، قام التحالف بالطلب من الجانب الأميركي وقف تزويد طائراته بالوقود جواً في العمليات الجارية باليمن».وأكد التحالف، في بيانه، أن الرياض والدول الأعضاء في التحالف، تعمل بـ«شكل مستمر على تطوير قدراتها العسكرية، وتعزيز الاعتماد على قدراتها الذاتية».وأعرب التحالف عن أمل دوله، بأن «تقود مفاوضات السلام القادمة برعاية الأمم المتحدة إلى اتفاق في إطار قرار مجلس الأمن الدولي 2216» حول اليمن، الذي يدعو إلى انسحاب ميليشيات جماعة «أنصار الله» الحوثية، وتسليمها الأسلحة الثقيلة للدولة.
وجاء في البيان، أن التحالف يأمل «وقف الاعتداءات التي تقوم بها الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران على الشعب اليمني ودول المنطقة، بما في ذلك التهديدات التي تشكلها الصواريخ البالستية والطائرات بدون طيار».
رد أميركي
وردَّت الولايات المتحدة بسرعة على طلب التحالف. وقال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، في بيان: «ندعم قرار السعودية، بعد مشاورات مع الحكومة الأميركية، استخدام القدرات العسكرية للتحالف للقيام بتزويد طائراته بالوقود لدعم عملياته في اليمن».وأضاف: «المملكة والتحالف عززا أخيرا قدراتهما على القيام بعمليات تزويد الطائرات بالوقود جوا».وتحدثت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن مفاوضات مقبلة محتملة. وقال ماتيس في بيانه: «نركز جميعا على دعم تسوية للنزاع يقودها الموفد الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث».أسطول ونهاية
في السياق، أكد مصدر بقيادة التحالف، أن الأسطول السعودي يضم 23 طائرة للتزود بالوقود، وسيقوم بالدور الرئيس بتزويد مقاتلات التحالف بالوقود.وتمتلك السعودية، المزود الرئيس لمقاتلات التحالف بالوقود، اكتفاءً ذاتياً لطائرات التزود بالوقود، أهمها طائرة إم آر تي تي إيرباص. ومن بين هذه الطائرات، 6 طائرات يتم تشغيلها حالياً في معارك اليمن.ويصل متوسط بقاء هذه الطائرات في الجو إلى 9 ساعات، وبإمكان الطائرة حمل أكثر من 80 طناً في المتوسط، وتزويد جميع الطائرات المقاتلة والاستطلاعية بالوقود.وبتلك الخطوة يكون التحالف، الذي يضم السعودية وعددا من الدول العربية، في مقدمتها الإمارات، أنهى أكبر دعم عملي من قبل واشنطن للعمليات الدائرة منذ ثلاث سنوات.بومبيو ولندن
في هذه الأثناء، حمَّل وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، النظام الإيراني مسؤولية الحرب اليمنية، متهماً طهران بتغذية الميليشيات الحوثية، والتي أدت إلى نشوب الحرب الأهلية التي تسببت في الموت والدمار بالبلاد.وأكد بومبيو، في لقائه مع قناة «بي بي سي» الفارسية، أن طهران مستمرة في تسليح الانقلابيين، الذين يطلقون الصواريخ على السعودية، مشيرا إلى أن إيجاد الحل السياسي مرتبط بوقف إيران دعمها للحوثيين.وأضاف أن إيران لم تقدم شيئاً للإغاثة الإنسانية لليمنيين، رغم تسببها في الحرب، معتبراً ذلك فرقاً جوهرياً بينها وبين المملكة، لافتاً إلى أن السعوديين قدموا ملايين الدولارات من المساعدات الإنسانية لليمن.من جهة أخرى، ذكرت مصادر دبلوماسية في مجلس الأمن لـقناة «العربية»، أن بريطانيا تتشاور مع أطراف عربية والولايات المتحدة لصياغة مشروع قرار جديد حول اليمن تأمل تقديمه ليصوت عليه مجلس الأمن خلال أسابيع.وأكد الدبلوماسيون أن الصين، رئيسة المجلس، تفضل التصويت على مشروع القرار في 16 الجاري، وهو اليوم الذي سيقدم فيه غريفيث إحاطته عن المشاورات المقبلة.كما ذكروا أن جولة المشاورات التي كان يريدها المبعوث الخاص لليمن نهاية الشهر الجاري لن تُعقد إلا حوالي منتصف ديسمبر المقبل.وأشار الدبلوماسيون إلى أن هناك آمالاً، بأن يحقق مشروع القرار وقف النار والأعمال العدائية وتسهيل توصيل المساعدات الإنسانية وتوزيعها وفقاً للحاجة، مشددين على أنه في حال نجاح غريفيث في إحراز اتفاق تنفيذ إجراءات بناء الثقة بين الأطراف، فسيتم شملها في مشروع القرار.وتوقعت المصادر أن يتدخل الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، وكذلك البريطانيون والأميركيون، في الترتيبات وعدم تركها لغريفيث وحده.طرد الحوثيين
وتأتي تلك التطورات في وقت سيطرت القوات الموالية للحكومة اليمنية على مشفى «22 مايو»، بعدما طردت المتمردين الحوثيين منه، في شرق الحديدة، حيث دارت اشتباكات عنيفة أمس عند طريق رئيس يربط بين وسط المدينة وصنعاء غداة إعلان الحكومة اليمنية إطلاق عملية واسعة لتحرير المدينة الاستراتيجية وميناءها الذي تدخل منه الإمدادات الرئيسة للبلاد من الأغذية والدواء والطاقة.وأوضح مسؤول حكومي، أن المعارك التي تشارك فيها مروحيات أباتشي تابعة للتحالف، «تتحول في هذا الموقع إلى حرب شوارع»، مشيراً إلى أن المتمردين يستخدمون «القناصة بشكل كثيف وقذائف الهاون التي يطلقها المتمردون تتساقط كالمطر».ومشفى «22 مايو»، الذي قال مسؤولون إنه «أكبر وأضخم» مستشفيات المحافظة، التي تحمل اسم المدينة الساحلية، يضم مهبط طائرات، ويبعد نحو ثلاثة كيلومترات فقط عن مربع أمني يحمل اسم «سبعة يوليو»، ويُعد المعقل الرئيس للمتمردين في المدينة الخاضعة لسيطرة الحوثيين منذ 2014.ولاحقاً، أفادت تقارير بانشقاق وزير الإعلام بحكومة المتمردين، عبدالسلام علي جابر، وانضمامه إلى الحكومة الشرعية. وذكرت أنه سيعقد مؤتمرا صحافيا في الرياض اليوم.