«شوفوا مجاري بومبي»
نستطيع أن نكون أفضل بلد وأجمل بلد وأقوى الدول اقتصاداً وتعليماً وصحة وإدارة، فكل الإمكانات متوافرة لدينا، لكن لا توجد حكومة قادرة على تحقيق أي من هذا، وبالطبع لا أقصد حكومة بذاتها، ولكن أقصد كل الحكومات التي أدارت البلاد في السبعين عاما الماضية.
![علي البداح](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1593278909455486500/1593278938000/1280x960.jpg)
كان لدينا وزارة للتخطيط، ثم أصبحت جزءا من وزارة، وتحولت إلى مجلس، لكن الاقتناع بالتخطيط واتباع رؤية واضحة لما نريد أن تكون عليه الكويت في مئة عام القادمة لا تستوعبها مخيلة الحكومة. لذلك فإننا نسير بالبركة، وكأن إنعاش الاقتصاد لا يتأتى إلا بالبناء والهدم وإعادة البناء والهدم أبد الدهر. رغم كل البيانات والتوقعات ونخبة الخبراء الاقتصاديين في الكويت فإن كلامهم لا يعجب الحكومة، وفي مرات عديدة نظمت الكويت مؤتمرات مهمة على مر السبعين عاما الماضية، اشترك فيها كل المحبين والمهتمين بوطنهم، وخرجوا بالعشرات من التوصيات والاقتراحات، اختفت في أدراج الحكومة، ومنذ تحرير الكويت من الغزو الغاشم جلبت الحكومة عدداً من المستشارين الدوليين دفعت لهم الملايين لا يعرف إلا قليل من الوزراء أين اختفت تقارير تلك الاستشارات، ولم ير النور أي منها. نستطيع أن نكون أفضل بلد وأجمل بلد وأقوى الدول اقتصاداً وتعليماً وصحة وإدارة، فكل الإمكانات متوافرة لدينا، لكن لا توجد حكومة قادرة على تحقيق أي من هذا، وبالطبع لا أقصد حكومة بذاتها، ولكن أقصد كل الحكومات التي أدارت البلاد في السبعين عاما الماضية.سيقول قائل ولكن تطورت عندنا أمور كثيرة، وأقول نعم هناك ومضات بسيطة في بعض المؤسسات لكنها لا تصل إلى المستوى اللائق، ولم نقترب حتى اقتراب من أي دولة فيها إدارة ناجحة. مشروع النهضة الشاملة للكويت لم يبدأ بعد.