ترامب وماكرون يتجاوزان أزمة لكن الخلافات لا تزال كبيرة
حاول الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والأميركي دونالد ترامب، أمس، تجاوز أزمة بينهما بسبب تصريحات أدلى بها الأول حول ضرورة تأسيس جيش أوروبي موحد لمواجهة روسيا والصين حتى الولايات المتحدة.رغم ذلك لا تزال الخلافات بين الحليفين على ضفتي "الأطلسي" كبيرة، وخصوصاً حول إيران وعملية السلام في الشرق الأوسط، في وقت ظهر تناغم بينهما بشأن السعودية والحرب في اليمن. وفي بيان أصدره أمس، شدد مكتب ماكرون على أن تصريحات الرئيس تم تفسيرها خطأ، نافياً ما نسب إليه بأن الولايات المتحدة تشكل تهديداً للأمن القومي مثل الصين وروسيا.
وكان ترامب، وصف في تغريدة بعد وصوله إلى باريس ليل الجمعة ـــ السبت للمشاركة في مراسم إحياء ذكرى انتهاء الحرب العالمية الأولى، تصريحات ماكرون بأنها "مهينة جداً".وخلال استقبال ماكرون له في قصر الإليزيه، أكد ترامب، أمس، أن بلاده تريد "أوروبا قوية" ومستعدة لمساعدة حليفتها، لكن على الأخيرة أن تكون عادلة عندما يتعلق الأمر بتقاسم عبء الدفاع. بدوره، قال ماكرون إنه يتفق مع وجهة نظر ترامب بشأن حاجة أوروبا إلى تمويل جزء أكبر من التكاليف في حلف شمال الأطلسي، واضعاً اقتراحه بشأن تشكيل جيش أوروبي في هذا السياق.وبحث الرئيسان، في اجتماع منفصل استمر ساعة، قضايا تشمل إيران والصراعات في سورية واليمن والعلاقات مع السعودية وتغير المناخ والتجارة.وقال مصدر رئاسي فرنسي إن ترامب رفض دعوة ماكرون إلى وضع أسس للحوار مع طهران بموازاة العقوبات، ودعا إلى "اتفاق جديد متين وكبير يضمن عدم حصول إيران على سلاح نووي".وكانت فرنسا أعلنت أنها ستقود السياسة الأوروبية في مواجهة العقوبات الأميركية التي دخلت حيز التنفيذ الاثنين الماضي، في تحدٍّ كبير لسياسة ترامب الخارجية. في المقابل، اتفق الرئيسان، بحسب المصدر الفرنسي، على ضرورة ألا تسبب قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي المزيد من زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك على "عمل البلدين على الدفع نحو إرساء أسس حل سياسي في اليمن".وكشف المصدر أن ترامب قال لماكرون إن "السعودية البلد هو حجر الأساس في المنطقة، وشريك لأميركا ولا يجب تعريض استقراره لأي هزة". وكانت باريس رفضت اقتراحاً ألمانياً لفرض عقوبات على تسليح السعودية.ولم يتضح ما إذا ناقش الطرفان علمية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وكانت تقارير أشارت إلى أن ماكرون ينوي تقديم خطة بديلة للسلام في حال تأخرت إدارة الرئيس ترامب في إعلان تفاصيل صفقة القرن التي تعدها منذ مجيئها، ولاقت رفضاً عربياً حتى قبل الكشف عنها.