ما سبب غيابك خلال الفترة الماضية؟لم يكن غيابي قراراً شخصياً، بل ارتبط بالظروف التي مرت بها مصر، بالإضافة إلى أن ثمة مشكلات يعرفها الجميع تتعلّق بالموسيقى والأزمات التي تعانيها. لذا لم أرغب في أن تكون عودتي من أجل الحضور فحسب، ولكن من أجل تقديم أعمال تليق بي وتناسبني ولا تنتقص من مشواري الفني الطويل. والحقيقة أنني كنت أفكر في هذه المسألة دائماً، إلا أنني انتظرت الوقت المناسب للعودة.
اعتبر البعض أنك اعتزلتِ الفن بسبب طول فترة غيابك وعدم ظهورك في المناسبات الفنية.من يعشق الفن يجد صعوبة في الابتعاد عنه ما دام قادراً على العطاء. بالنسبة إلي، كنت أشعر بحنين باستمرار إلى الغناء، وفي كل مرة أخرج من بيتي أجد الجمهور يتحدث إليّ ويسألني عن موعد تقديمي أي جديد. والحقيقة، حمّلني ذلك عبئاً ثقيلاً في اختيار الأغاني والمواويل، إذ لا أؤيد أن أطلّ بأغان أقل من المتوقِّع، خصوصاً أن رغم غيابي فإنني أجد أعمالي تنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتحظى بنسب مشاهدة واستماع كبيرة، ما يسعدني باستمرار.كيف جاء تعاونك مع المنتج ريتشارد الحاج؟ريتشارد منتج يهتم بالموسيقى التي يقدمها، وهو أحد الذين شجعوني على العودة خلال الفترة الماضية، وكان يعمل معي على الألبوم بشكل مكثف ويسعى إلى خروجه إلى النور. أنا سعيدة بالتعاون معه بشدة، فهو منتج يملك حساً فنياً، والإنتاج ليس أموالاً فحسب.
معايير ومنافسة
هل معايير اختيارك الأغاني تغيَّرت؟المعايير واحدة ولا تتغير. أهتمّ بالكلمات والألحان والتوزيع، وأحرص على أن تكون التوليفة مناسبة لمختلف الفئات العمرية، واستخدام كلمات بسيطة وغير ثقيلة على أذن المستمع، وهو أمر مهم في الأغاني، إذ ثمة كلمات قد تكون صعبة وغير مناسبة للغناء.وكيف ترين المنافسة على الساحة الغنائية راهناً؟المنافسة موجودة طوال الوقت، ولكني أثق في جمهوري في كل أنحاء العالم وليس مصر فحسب، لأن اللون الشعبي الذي أقدمه لا يؤديه أحد غيري، وليس في كلامي هذا غرور بل ثقة وقناعة، وهو كان رأي موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب أيضاً عندما تحدث إلي وأخبرني بأن صوتي في مكان مختلف عن أية موهبة أخرى في الغناء. وإذا نظرت إلى المغنيات الشعبيات تجدهن يقدمن «ثيمات» مختلفة عن تلك التي أغنيها، فالفارق في الأسلوب وطريقة اختيار الأعمال.لكن ثمة مطربات نجحن في إثبات مكانتهن؟فعلاً، مطربات ومطربون والنماذج كثيرة ولكني أحدثك عن اللون الغنائي الذي يميزني، إذ تجد لكل منهم اللون الخاص به. وثمة نماذج عدة منهم تعجبني بشدة ولكن لا أجد بينهم من أعتبره امتداداً لي.لماذا اخترت أغنية «أنا بنت عمك» لتكون اسم الألبوم؟جاء الاختيار لردود الفعل الكبيرة التي حققتها الأغنية عندما طرحت في فيلم «الرجل الأخطر»، وكنت حريصة على استغلال هذا النجاح في الألبوم، وجاء ذلك بالتوافق مع الشركة المنتجة.قدمت في الألبوم فلكلوراً شعبياً بتوزيع جديد، هل تنوين تكرار التجربة؟ثمة أغانٍ عدة أرغب في إعادة تقديمها بموسيقى عصرية وطرحها عبر قناتي على «يوتيوب» التي أسعى إلى تدشينها لتضم رصيدي الغنائي وهو يفوق 700 أغنية وموال، لدي جزء كبير منها وأستكمل البقية خلال الفترة المقبلة. أعتبر هذا المشروع بمنزلة توثيق لمسيرتي الفنية، خصوصاً أن وجود هذا المحتوى عبر «يوتيوب» سيتيح أغاني ربما لم يستمع لها كثيرون سابقاً.تتحدثين عن اليوتيوب باهتمام، فهل ترين أنه أصبح معياراً لقياس النجاح؟بالتأكيد. في الماضي كان يقاس النجاح بالمبيعات التي يحققها كل ألبوم ولكن اختلف الوضع راهناً، فإذاعة الأغاني في المناسبات ونسب الاستماع التي تحققها عبر مواقع التواصل الاجتماعي يشكلان المعيار الرئيس للنجاح.أغني مع ابنتي
تكشف فاطمة عيد أن مشروعاً غنائياً جديداً سيجمعها مع ابنتها المطربة شيماء الشايب، وتقول: «نحضِّر لعمل غنائي ولكن نطرحه بعد انتهاء شيماء من تحضير ألبومها الثاني الذي تعمل عليه راهناً».