كل الأموال التي صُرفت على الطرق والصرف الصحي كشفتها الأمطار، ومَن يعتقد أن الأمطار كانت غزيرة فوق العادة، فهو عذر ليس مقبولاً بالضرورة، لأن الأموال التي صُرفت لم تتحمَّل الأمطار من أول يومين فقط، وكأننا يجب أن نتوقع أن البنية التحتية لم ولن تتحمَّل طوارئ فوق العادة!مثل هذه المقدمة مفروغ منها بلا شك، ولكن لديَّ شعور بعدم إحساس القياديين والمسؤولين في هيئة الطرق بالمسؤولية. وعدم المسؤولية لا علاقة له بالأمطار أو التلف الذي سببته عموماً... عدم الإحساس بالمسؤولية قد يندرج تحت عدم الأمانة مثلاً... إلا أنني لن أوجِّه هذا الاتهام، بل سأتركه للقارئ الكريم لكي يحكم.
فالحوار بين الوزير حسام الرومي ومدير هيئة الطرق أحمد الحصان كان حول حضور الأخير لمؤتمر في أميركا، وكان اعتراض الوزير على الإجازة هو أنه ليس هناك مَن يمكن تكليفه بإدارة هيئة الطرق في غيابه!كل ذلك لا يعنيني الآن... بل ما يعنيني هو، ووفق قول الوزير وكما نشرته الصحف، أنه رفض إجازة السيد أحمد الحصان، الذي أصرَّ على السفر، قائلاً للوزير: "أنا سوف آخذ إجازة مرضية"! فأخبره الوزير، مع علمه بأن السيد الحصان ليس مريضاً، بأنه لا يستطيع أحد أن يمنع أي موظف من أخذ إجازة مرضية!بذمتكم هذا كلام؟! وهل الإجازة المرضية بهذه السهولة، لكي يسافر بها أي مسؤول؟ لذا أعتقد أنه حتى الوزير حسام الرومي جانَبه الصواب في رده، وهو يعلم أن الإجازة المرضية تزوير في تزوير واتهام واضح للطبيب، الذي كان سيسمح لنفسه بإعطائه الإجازة "الفالصو".وباختصار، حياتنا أصبحت "كذب في كذب"، فإما أن الوزير يتقوَّل، أو أن أحمد الحصان بمحض إرادته يريد أن يحصل على إجازة مرضية بالتزوير، وهذان تصرفان مرفوضان من الاثنين!
أخر كلام
الله بالنور : إجازات فالصو
12-11-2018