الأمير: الكويتيون تعاضدوا كأسرة واحدة
● الحكومة: أمطار الجمعة أكبر من طاقتنا ولا يمكننا إنشاء شوارع تستوعب 90 ملم من المياه
● الجراح: لا نعلم الكمية المقبلة لكننا جاهزون
● الرومي: لجنة تقصي حقائق للوقوف على الأسباب
أشاد صاحب السمو بتعاون المواطنين مع الجهات الحكومية في أزمة الأمطار، والذي يعكس أبهى صور اللُّحمة الوطنية والتكاتف والتعاضد بين أهل الكويت، في وقت أقرت الحكومة بأن إعصار الجمعة الماضي كان أكبر من طاقتها.
في إشادة من صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، بمواقف المواطنين المتطوعين ومشاركتهم الفعالة لإخوانهم في الجهات الرسمية للتخفيف من تداعيات أزمة الأمطار التي شهدتها البلاد أخيراً، أعرب سموه عن خالص تقديره لهذه المشاركة، مؤكداً أنها "عكست أبهى صور اللُّحمة الوطنية والتكاتف والتعاضد الذي جُبِل عليه أهل الكويت، في مواجهة مختلف التحديات كأسرة واحدة". وقدم سموه شكره الكبير إلى الجهات الرسمية التي سخرت جهودها وطاقاتها للتعامل مع التداعيات والمستجدات المصاحبة لهطول الأمطار، وخصوصاً وزارات الدفاع والداخلية والأشغال والصحة والكهرباء والإعلام والتربية، فضلاً عن الحرس الوطني والإدارة العامة للإطفاء، وبلدية الكويت، تنفيذاً للخطط التي رسمها مجلس الوزراء واللجان المشكلة لذلك. وثمن صاحب السمو المتابعة الحثيثة من رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك وإخوانه الوزراء، واتخاذهم كل ما يلزم للحفاظ على سلامة المواطنين والمقيمين، والممتلكات الخاصة والعامة، ووضع الجميع في الصورة أولاً بأول بكل وضوح وشفافية من خلال وسائل الإعلام الرسمية، مشيداً بتضافر الجهود وتنسيقها بين مختلف الجهات الحكومية التي كانت على قدر المسؤولية، بكل تفان وإخلاص، من خلال رفع درجات الاستعدادات.
كما ثمن سموه ما أبداه رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم ونواب الأمة من تفاعل ومشاركة وجدانية، مبتهلاً أن يجعل الله تعالى هذا الغيث خيراً على البلاد والعباد، وأن يحفظ الوطن الغالي من كل مكروه ويديم عليه نعمة الأمن والأمان والازدهار. في موازاة ذلك، وفي اجتماعها الموسع مع النواب، والذي سُمِح لوسائل الإعلام بتغطيته، أقرت الحكومة بأن ما حدث يوم الجمعة الماضي كان أكبر من طاقتها، وأنها لا تستطيع إنشاء شوارع تستوعب 90 مليمتراً من الأمطار.وركز الاجتماع، الذي حضره 36 نائباً و12 وزيراً، يتقدمهم النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ ناصر صباح الأحمد، على عاصفة الجمعة التي تعرضت لها البلاد، والتي صُنفت على أنها إعصار، وقدمت الحكومة خلاله عرضاً مرئياً تضمن ما قامت به من إجراءات، فضلاً عن استعدادها لأمطار الأربعاء والخميس المقبلين. وقال الرئيس الغانم: "شاهدت بعيني على أرض الواقع أبناء الكويت بكل القطاعات الحكومية يعملون بجهد كبير"، معتبراً أن "العرض الحكومي لا يعبر عن الجهد الذي بُذِل في هذه الأزمة، وأفخر بهذا الجهد".وتساءل الغانم: "كم عدد المتضررين في الكويت مقارنة بما حدث في السعودية وعمان جراء الأزمة المماثلة فيهما؟"، مبيناً أن عدد الوفيات في المملكة وصل إلى 25، وفي عمان بلغ 13"، والأحرى "أن نرى ماذا ستعمل الحكومة تجاه من تضرر من المواطنين؟". بدوره، قال نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الشيخ خالد الجراح إن "ما حصل في الكويت ظروف قاهرة، والخطوط السريعة مصممة على استيعاب كمية 27 مليمتراً من المطر، لكن الكمية التي هطلت فاقت ذلك بكثير، فعطلنا الدراسة والعمل"، لافتاً إلى أن "ماحدث أكبر من طاقتنا، ولا نستطيع إنشاء شوارع تستوعب 90 مليمتراً".وأضاف الجراح: "وزعنا الجهود الحكومية على ثلاث مناطق، شمال البلاد ووسطها وجنوبها، للاستعداد لأي طارئ، فنحن لن نهرب، إذ حرصنا على إنقاذ أرواح البشر، كما أن غواصينا أنقذوا عوائل علقت في السراديب"، مؤكداً جاهزية الحكومة لأمطار يومي الأربعاء والخميس "لكننا لا نعلم الكمية التي ستهطل".من جهته، قال مدير الدفاع المدني العقيد حسن الزعابي: "كانت لدينا معلومات سابقة عن هذه الموجة، وفعّلنا خطة إدارة الأزمات ورفع الاستعدادات، ونسقنا مع ممثلي الوزارات الجهود لتوفير الدعم اللوجستي للجهات المعنية، وتلقينا 11 ألف بلاغ، وتم إيواء العوائل التي تضررت مساكنها".من جانبه، قال وزير الأشغال العامة وزير الدولة لشؤون البلدية حسام الرومي إنه اجتمع الخميس الماضي مع 9 جهات حكومية لبحث خطة الطوارئ، "وفعّلنا لجنة الأزمات ووحدنا الجهود، مما ساهم في سرعة الاستجابة للبلاغات"، مشيداً بجهود كل من عمل في هذه الخطة، "وبسبب تضافر الجهود الحكومية المتكاملة تم إنقاذ أرواح البشر قبل الممتلكات، فضلاً عن قلة الخسائر والإصابات".وأكد الرومي أن مشكلة عدم تصريف المياه سببها المد الأعلى الذي توافق مع الكمية الكبيرة التي هطلت، فضلاً عن ربط مناهيل الصرف في المنازل بشبكة الأمطار، مما أدى إلى تفاقم الأزمة، مبيناً أنه شكل "لجنة لتقصي حقائق للوقوف على أسباب الأزمة، وسنوافي المجلس بكل النتائج بشفافية".