أكد محمد القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل الرئيس المشارك لاجتماعات مجالس المستقبل العالمية، أن الإمارات تنظر إلى المستقبل من زاوية صناعة الفرص التي توفرها التكنولوجيا والعلوم المتقدمة، وتتبنى رؤية شاملة تقوم على عالمية هذه المهمة ومحورية التعاون الدولي في تحقيق متطلباتها.وقال القرقاوي، في الجلسة الختامية لأعمال الدورة الثالثة لمجالس المستقبل العالمية التي نظمتها حكومة دولة الإمارات بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي في دبي، برعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إن الاجتماعات ركزت على تصميم المستقبل وتعزيز تعاون القطاعين الحكومي والخاص في إيجاد حلول فعالة لتحديات العالم، والفرص التي توفرها العولمة في جيلها الرابع ومساهمتها الإيجابية في حياة أكثر من 7 مليارات إنسان.
التجارة العالمية
وسلطت جلسة حوارية خاصة حول تحديات مستقبل قطاع التجارة العالمية الضوء على أبرز التغييرات التي سيشهدها هذا القطاع الحيوي وتأثيراته المباشرة وغير المباشرة على اقتصادات العالم، ضمن فعاليات اليوم الثاني لمجالس المستقبل العالمية، وشارك في الجلسة عدد من الخبراء الاقتصاديين العالميين وناقشوا موضوع النزاعات التجارية العالمية في الوقت الحالي، إضافة إلى خوف البعض من تأثيرات التكنولوجيا الحديثة على الأمن الوطني في دول العالم مع تزايد الاستثمار الأجنبي المباشر في هذا القطاع.وأكد المشاركون أن هذه التحديات تؤثر على قطاعات الأسواق المالية والشحن والشركات الصغيرة والمتوسطة والأفراد عموماً، وأن قضية رفع الرسوم الجمركية التي تفرضها الدول على مجموعة من السلع الاستراتيجية تؤثر على العديد من القطاعات الاقتصادية ومستويات الثقة المتبادلة بين الدول والحكومات. وأشار المتحدثون إلى أهمية تعزيز الكفاءة والإنتاجية والتنافسية بالنسبة للحكومات والشركات والأفراد، فضلاً عن ضرورة اتفاق الدول المؤثرة في قطاع التجارة العالمية على تهيئة أطر تعاونية مشتركة تعود على الأطراف المعنية بالفائدة.العولمة
وأكد عدد من المتحدثين العالميين في الجلسة الختامية لمجالس المستقبل العالمية ضرورة الاستفادة من الجيل الرابع للعولمة، وبناء شكل جديد من الشراكات الاستراتيجية لوضع رؤية استشرافية جديدة للعالم من خلال التركيز على استدامة نتائج العولمة والاستثمار في الإنسان.الثورة الصناعية الرابعة
وأكد المتخصصون أهمية العمل بخطوات استباقية لمواكبة المتغيرات المعقدة التي يشهدها العالم، وابتكار حلول عملية تستفيد مما توفره تقنيات الثورة الصناعية الرابعة وتعزيز الوعي بالقدرات والإمكانات التي تقدمها، كما دعا المشاركون في الجلسة الحكومات والمنظمات العالمية إلى تعزيز الاستدامة في جميع القطاعات من خلال بناء علاقات أكثر إيجابية وفاعلية مع الموارد الطبيعية.النظم المالية
وأكد مجلس مستقبل تطوير النظم المالية، الذي عقد ضمن فعاليات الدورة الثالثة لمجالس المستقبل العالمية، ضرورة تطوير نظام مالي تنموي يدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة، عبر تحقيق دمج أفضل بين التدفقات الرأسمالية المحلية والدولية مع المبادرات المالية المرتبطة بأهداف التنمية المستدامة وتأثيرها على الدول النامية. وأشار المجتمعون إلى أن توحيد مبادرات التمويل مع أهداف مبادرات التنمية المستدامة سيساهم في تعزيز قدرة الدول النامية على تعزيز الوضع المعيشي لمواطنيها وإحداث أثر إيجابي في المجتمع.وأكدوا أن هذا الهدف ممكن التحقيق في حال تصميم نظام جديد لتنمية تمويل الجهات والمنظمات المعنية بمساعدة الدول على الوصول إلى الموارد المطلوبة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة الخاصة بها والطموحات المناخية.وفي جلسة أخرى، استعرض مجلس مستقبل النظم المالية والنقدية أثر التغييرات التنظيمية على هذا القطاع، بما في ذلك أصول ومبادئ التشفير للاستخدام المناسب للبيانات، وتعزيز الروابط بين استقرار النظام المالي والنمو الاقتصادي، وظهور لاعبين جدد في هذا القطاع، إضافة إلى دور التكنولوجيا والابتكارات وآثارها على المجتمع، وسبل تطوير التنسيق والمساءلة عبر النظام المالي العالمي في القطاعين الحكومي والخاص.الاقتصاد البيولوجي
وأكد مجلس مستقبل التنوع والاقتصاد البيولوجي، الذي عقد ضمن الفعاليات، أهمية تضافر جهود الأطراف المعنية لتعريف التحديات والاستفادة من الفرص الكبيرة التي توفرها تقنيات المستقبل والخطط المتاحة لحماية الطبيعة والتنوع البيولوجي الذي يعد من أهم القضايا العالمية.ولفت المجتمعون إلى الحاجة الملحة إلى توحيد الجهود العالمية من كل الهيئات الحكومية والمؤسسات والمنظمات الدولية والأطراف المعنية لتحديد المخاطر الحالية والمستقبلية ومراقبة تأثير تغيرات التنوع البيولوجي على المجتمعات والاقتصادات العالمية.مستقبل النقل
واستعرض مجلس «المستقبل العالمي للنقل» ضمن الدورة الثالثة لمجالس المستقبل العالمية أيضاً، الابتكارات الهائلة التي حصلت في مجال النقل، والتغييرات التي نتجت عنها خلال السنوات الماضية.وبحث المجلس دور الابتكار في تشكيل ثقافة جديدة، من خلال آثار حلول النقل المبتكرة على حركة الأشخاص والسلع، وأكد أهمية أن يكون النقل المستقبلي، نظيفاً وآمناً وشاملاً، إلى جانب الاهتمام بمتطلبات الجيل الجديد من التنقل «عند الطلب» ورفده بخصائص جديدة تتناسب مع احتياجات هذا القطاع.نماذج الاستهلاك
وشدد علماء وخبراء متخصصون ضرورة توظيف أدوات التكنولوجيا المتقدمة في تعزيز نماذج استهلاك مستدامة تمكن المجتمعات من الاستفادة من الموارد المتاحة بأعلى درجات الكفاءة.واستشرف مجلس مستقبل الاستهلاك ضمن الدورة الثالثة لمجالس المستقبل العالمية كذلك، الإمكانات التي سيوفرها التطور التكنولوجي وأثرها على تعزيز نماذج الاستهلاك وضمان فوائد مستدامة للأعمال والمجتمع عبر الأسواق المتقدمة والنامية.الحوسبة
ودعا الخبراء إلى تطوير معارف وأفكار ومناهج جديدة تسهم في سد الفجوة بين صناع السياسات ورواد التكنولوجيا، وتشجع على البحث والتطوير واستخدام تكنولوجيا الحوسبة الكمية لإعادة تصميم وأتمتة العمليات الحكومية، والتركيز على المتعاملين لتقديم خدمات ذاتجودة عالية بما يواكب العمل المستقبلي للحكومات.وبحث مجلس مستقبل الحوسبة الذي عقد ضمن أعمال مجالس المستقبل العالمية، قانون «مور» الذي يضم الأساسيات الجديدة لأنظمة الحوسبة المركزية واللامركزية المتعلقة بالتكنولوجيا المتقدمة والمهارات الجديدة المطلوبة لهذه التكنولوجيا وقدرتها على المساهمة في تطوير الصناعات والمجتمع في ظل اتساع تأثيرها على مختلف الأعمال والقطاعات القائمة على الرقمنة.الشبكات المستقبلية
ودعا العلماء والمتخصصون إلى تطوير نماذج تعاونية جديدة للاستثمار في البنية التحتية للشبكات المستقبلية، وتحسين الكفاءات والقدرات وتوفير التكاليف التي تسهم في دعم مستقبل تكنولوجيا الشبكات وتحقيق الاستدامة لاستخداماتها وإيجاد بيئة مستقرة تنظم هذا القطاع.وأكدوا خلال مشاركتهم في اجتماع مجلس مستقبل تكنولوجيا الشبكات الجديدة ضمن الدورة الثالثة لمجالس المستقبل العالمية، ضرورة إزالة الحواجز التي تواجه انتشار الشبكات المستقبلية على نطاق واسع في العالم، خصوصاً مع التطور الكبير الذي يشهده قطاع الهواتف الذكية مدفوعاً بالموجة التكنولوجية للثورة الصناعية الرابعة.الإمارات قادرة على خلق رؤية اقتصادية مستقبلية
أكد المتحدثون ضمن «الجلسات الاستراتيجية الخاصة»، التي عقدت ضمن أعمال الاجتماعات السنوية لمجالس المستقبل العالمية، أن الإمارات قادرة على قيادة التوجهات الاقتصادية الإقليمية والعالمية وخلق رؤية مستقبلية للمضي قدماً بالتجارة الجديدة التي تعتمد على تقنيات وأنظمة جديدة.وخلال الجلسة، أكدت أرانشا غونزاليس المديرة التنفيذية لمركز التجارة الدولية التابع للأمم المتحدة أن الإمارات تتمتع بنقاط قوى تميزها من ناحية استعدادها للمستقبل، إذ إنها استثمرت مباشرة في المهارات والتعليم، والخدمات اللوجسيتة واستدامة اقتصادها ومواردها، إضافة إلى أنها تمتلك حكومة مرنة سبّاقة إلى تبني أفضل الممارسات الذكية، وهي علامة تجارية رائدة تملكها الإمارات فضلاً عن بقية الدول.«مركز الإمارات للجاهزية للمستقبل»
أعلنت الحكومة الإماراتية تفعيل أعمال مركز الإمارات للجاهزية للمستقبل الهادف لمساعدة الحكومات وتعزيز قدراتها في مجالات الاستعداد للمستقبل، من خلال دعم التفكير الاستباقي الذي يعتمد علىالدراسات والبحوث والاستشراف العلمي.جاء ذلك في ختام أعمال الدورة الثالثة لمجالس المستقبل العالمية التي عقدتها الحكومة الإماراتية بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي في دبي، بمشاركة أكثر من 700 من العلماء ومستشرفي المستقبل والباحثين ورواد الأعمال من أكثر من 70 دولة حول العالم. وأكد محمد القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل الرئيس المشارك لمجالس المستقبل العالمية، أن صناعة المستقبلت تطلب من الحكومات أداء دور فاعل وأساسي في توليد الأفكار وابتكار الحلول والنماذج القائمة على استشراف المستقبل والدراسات الاستباقية، بما يعزز مسيرة التنمية المستدامة ومستويات جودة حياة المجتمعات.