أزمة مناهج و«مناهيل»
في أزمة انسداد المناهيل التي حدثت قبل أيام نحن بحاجة إلى التحقيق في الأخطاء التي ارتكبت ومكاشفة المواطنين بما حدث، ومحاسبة المتسببين من أصحاب الضمائر الغائبة من مقاول تحمل مسؤولية البناء، وإداري تعهد بالرقابة والأمانة، ومن ثم التعهد بآليات جديدة للترميم والبناء.
• أزمة مناهج: كلما مرت أزمات عبر التاريخ استقطبت أهل العلم لمعرفة أسباب نشوبها، وجذبت أهل الخبرة لمحاولة التوصل إلى سبل تفاديها، ورغم ذلك تتجدد حاجتنا لنمط جديد لتحليل ما يجري في المجتمع الدولي، فرغم ازدحام أدبيات العلاقات الدولية بمفاهيم ومصطلحات مستمدة من المدارس الفكرية فإنها غير كافية لزمننا هذا. أقول ذلك بعدما شاهدت عزوفا عن الأدوات التحليلية السليمة، وفرارا جماعيا من الكتابة التحليلية السليمة إلى ساحة تقنية عالمية وفوضوية يقودها مغردون ليطرحوا الأفكار بصيغة سطحية ومبسطة ومهيجة للمشاعر، مستمدين شعبيتهم من قوة عددية مريبة تتمثل بعدد من المتابعين مختفين (بعضهم) خلف أسماء مستعارة، فكيف إذاً نعيد عربة التحليل السياسي إلى مكانها السليم، وهل هي فعلا أزمة مناهج؟
• أزمة مناهيل: خلال الأيام الماضية هطلت الأمطار بشكل غزير، مثيرة الذعر والخوف بسبب انسداد "المناهيل" وصعود المياه من الأنابيب الجوفية في إحدى المناطق النموذجية، والتي يضرب بها المثل في الحديث عن الآلية التنفيذية للخطة التنموية أو "كويت الجديدة"، ألا وهي منطقة صباح الأحمد. فمع هطول الأمطار انطلقت منها نداءات الاستغاثة بفرق الطوارئ البرية والبحرية لإنقاذ النساء والأطفال من بعض المنازل التي امتلأت بالمياه، وغرقت من خلالها السراديب الأرضية رغم حداثة البناء، والشوارع التي غرقت بالمياه، فما الذي حدث؟ وهل باستطاعتنا تلافي الأضرار مستقبلا؟ نحن بحاجة إلى التحقيق في الأخطاء التي ارتكبت ومكاشفة المواطنين بما حدث، ومحاسبة المتسببين من أصحاب الضمائر الغائبة من مقاول تحمل مسؤولية البناء، وإداري تعهد بالرقابة والأمانة، ومن ثم التعهد بآليات جديدة للترميم والبناء، بالإضافة إلى حاجتنا لتوفير البدائل لسكان المناطق المتضررة أثناء هطول الأمطار كالصالات المتعددة الأغراض أو الفنادق القريبة حفاظا على الأرواح. وللحديث بقية.