بعد تصعيد عسكري هو الأقوى منذ حرب 2014، كاد يقضي على كل الجهود والمساعي التي باتت في مرحلة متقدمة للتوصل الى تهدئة طويلة الأمد، تتضمن رفع الحصار الإسرائيلي الخانق عن القطاع، نجحت الجهود المصرية في تثبيت التهدئة، إذ أعلنت الفصائل الفلسطينية أنها استجابت لوساطة القاهرة. وكان مقاتلون فلسطينيون واصلوا، امس، إطلاق أكبر وابل من الصواريخ على إسرائيل منذ 2014، مما دفع إسرائيل الى توجيه ضربات جوية لقناة تلفزيونية تابعة لـ «حماس» وأهداف أخرى، أسفرت عن مقتل 7 فلسطينيين وأصابت عشرات المدنيين، في حين سقط مدني في إسرائيل تبين أنه عامل فلسطيني. وبذلك، يرتفع عدد القتلى في القطاع الى 14، منذ العملية الأمنية الفاشلة التي نفذتها قوة إسرائيلية خاصة الأحد، وانتهت بمقتل ضابط إسرائيلي درزي برتية كولونيل، و7 فلسطينيين بينهم قيادي في «حماس».
370 صاروخاً
وبعد الاشتباكات التي تلت المهمة الإسرائيلية الفاشلة، مساء الأحد، بدأ التصعيد مساء أمس الأول، في عملية قالت الفصائل الفلسطينية إنها رد على مقتل الفلسطينيين السبعة. وأفاد الجيش الإسرائيلي بأن حركة حماس المهيمنة في غزة وفصائل مسلحة أخرى، أطلقت أكثر من 370 صاروخا أو قذائف هاون، عبر الحدود، بعد تنفيذ هجوم مفاجئ بصاروخ موجه من طراز «كورنيت»، على حافلة، أسفر عن إصابة جندي إسرائيلي، مضيفاً أن منظومة «القبة الحديدية» الدفاعية اعترضت أكثر من مئة صاروخ وقذيفة هاون.ودوت صفارات الإنذار في «مستوطنات غلاف غزة»، وهي بلدات جنوب إسرائيل وميناء عسقلان، ما دفع السكان للإسراع إلى المخابئ للاحتماء من القنابل. وفي مدينة عسقلان، انتشلت فرق الإنقاذ، ليل الاثنين - الثلاثاء، جثّة شخص من تحت أنقاض مبنى أصيب بصاروخ أطلق من غزة، تبين لاحقاً أنه عامل فلسطيني.وردت إسرائيل بضربات جوية استهدفت 150 موقعا تابعا لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، من بينها مبنى مقر الاستخبارات العسكرية وثلاثة مبان حكومية تستخدم لأغراض عسكرية.20 ألف صاروخ
من ناحيته، أكد اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس، وهو متحدث آخر باسم الجيش الإسرائيلي، أن «تقديرات الجيش تفيد بأن حماس وحركة الجهاد الإسلامي لديهما أكثر من 20 ألف صاروخ وقذيفة هاون من أنواع مختلفة، وهي قادرة على الوصول إلى المدن الرئيسية في إسرائيل مثل تل أبيب والقدس»، مشيراً الى أن الجيش حشد تعزيزات كبيرة، ونشر بطاريات صواريخ إضافية، وقال: «نحن مستعدون لزيادة جهودنا ضدّ المنظمات الإرهابية».وعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعا لمجلس الوزراء الأمني المصغر أمس، لبحث الخطوات التالية لإسرائيل، وقال الجيش إنه أرسل تعزيزات من المشاة والمدرعات إلى الحدود مع غزة.بنك أهداف
إلى ذلك، كشف بيان أصدرته غرفة «العمليات المشتركة» التابعة للفصائل الفلسطينية في غزة، عن «بنك أهداف» جديد، مشيراً الى إن أسدود، وهي ميناء إسرائيلي رئيسي، وبئر السبع أكبر مدن الجنوب الإسرائيلي، سيكونان الهدف التالي الذي تصيبه الصواريخ الفلسطينية إذا لم توقف إسرائيل إطلاق النار. وأضافت الغرفة إنها قصفت بقذائف صاروخية «مدينة المجدل المحتلة، ردا على استهداف الاحتلال للمباني السكنية في غزة».وأكد الناطق الرسمي باسم «سرايا القدس» أبو حمزة أن «استمرار العدوان بهذه الطريقة واستهداف العدو للبيوت والأماكن العامة والمقرات المدنية جعل المقاومة تتخذ قراراً بتوسيع دائرة الرد».ودانت نقابة الصحافيين الفلسطينيين تدمير مبنى «فضائية الأقصى»، ووصفته بالجريمة بحق الاعلام الفلسطيني.يأتي ذلك، في حين أعلن عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» حسين الشيخ أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قرر «اختصار جولته الخارجية»، التي يزور فيها الكويت، والعودة إلى رام الله لمتابعة التطورات.وفد مصري
وذكر التلفزيون المصري، نقلاً عن مصادر، إن مصر أبلغت السلطات الإسرائيلية، أمس الأول، بضرورة وقف عملياتها التصعيدية في قطاع غزة، وكثفت كذلك مساعيها مع الفلسطينيين في هذا الإطار.وأفاد مصدر «الجريدة» أن وفداً أمنياً مصرياً سيصل إلى إسرائيل، اليوم، لبحث جهود التهدئة، بينما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن نتنياهو علق المفاوضات بشأن التسوية.ردود فعل
من ناحيتها، دعت الحكومة الأردنية إلى تحرك فوري «لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر من اجل حماية الأبرياء».كما أعلن الناطق باسم الرئاسة التركية ابراهيم كالين أن «هذه الهجمات اظهرت مجددا موقف اسرائيل غير القانوني والمستبد والمحتل»، مطالباً «المجتمع الدولي الذي التزم الصمت تجاه الهجمات الإسرائيلية بتحمل مسؤولياته والتحرك لوقف هذا العدوان».وذكر ناطق باسم الأمم المتحدة أن الأمين العام للمنظمة الدولية، أنطونيو غوتيريس، حضّ كل الأطراف، على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس. كما دعت جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، المجتمع الدولي إلى «التدخل الفوري لوقف العدوان الاسرائيلي الغاشم». أما الولايات المتحدة التي تعثرت وساطتها للسلام منذ حرب 2014، التي استمرت سبعة أسابيع، فنددت بـ «حماس».