«التحالف» يسمح بإجلاء جرحى الحوثيين
مخاوف من تفخيخ المتمردين ميناء الحديدة ومنشآت حيوية
رأى وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت أن فرص إجراء محادثات لإنهاء الحرب الأهلية المستمرة في اليمن منذ نحو أربع سنوات باتت «أكثر واقعية» بعدما أكد السعوديون استعدادهم لإجلاء 50 جريحاً من مقاتلي الحوثي إلى سلطنة عمان للعلاج.وقال الوزير في تصريحات بعد اجتماع مع قادة السعودية والإمارات خلال جولة للبلدين: «الوضع الإنساني مزر، لذلك عبّرت للجميع عن إلحاح الوضع الذي نواجهه».ولاحقاً، أعلنت وزارة الخارجية البريطانية، أمس، أن التحالف العسكري بقيادة السعودية في اليمن وافق على إجلاء جرحى من المتمردين الحوثيين.
وأوضحت الوزارة في بيان، أن «قوات التحالف ستسمح الآن للأمم المتحدة بالإشراف على إجلاء طبي لحوثيين، ما يصل إلى خمسين مقاتلاً مصاباً، إلى عُمان قبل سلسلة محادثات سلام جديدة في السويد ستعقد في وقت لاحق هذا الشهر».وأسهمت جهود دبلوماسية لوقف الحرب في اليمن ودفع عملية السلام على ما يبدو في تراجع حدة المعارك في الحديدة غداة تعرض مينائها الاستراتيجي الذي يشكل شريان حياة لملايين السكان لقصف للمرة الأولى منذ اشتداد المواجهات في المدينة قبل أسبوعين.فبعد أيام من الاشتباكات العنيفة في شرق وجنوب المدينة المطلّة على البحر الأحمر قتل فيها نحو 600 شخص معظمهم من المتمردين، بدت أحياء المدينة، في قسمها الجنوبي خصوصاً، هادئة، حسبما أفادت إحدى المقيمات في الحديدة. وقالت السيدة المقيمة في جنوب المدينة: «لا توجد أصوات انفجارات كما كنا نسمع يومياً منذ أسبوعين». وفي مؤشر إضافي على تراجع حدة المعارك بين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة، لم يعلن المتمردون، أمس، عن أي أعمال عسكرية في مدينة الحديدة عبر وسائل الإعلام المتحدثة باسمهم.في هذه الأثناء، كشف المتحدث باسم القوات المشتركة لـ «التحالف العربي» العقيد ركن تركي المالكي، عن وجود مخاوف «من قيام الميليشيات بتفخيخ ميناء الحديدة في حال هزيمتها، وتفجير خزان النفط العائم صافر الموجود في مأرب ويحوي أكثر من مليون برميل نفط خام»، لافتاً إلى أن مثل هذا الأمر سيجر أضرارا «بيئية واقتصادية على جميع دول المنطقة، وهناك متابعة مستمرة من التحالف للمحافظة على سلامته».في هذه الأثناء، سقط عشرات القتلى والجرحى من المتمردين، وأسر 10 آخرين، بينهم قيادات ميدانية في مواجهات عنيفة مع قوات الجيش اليمني بجبهة دمت آخر معاقل الحوثيين في محافظة الضالع جنوب البلاد.وأكد المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية أن مواجهات عنيفة اندلعت في جبهة دمت إثر محاولة ميليشيات الحوثي الانقلابية، اقتحام قرية الحقب والجبال المطلة على مدينة دمت من الجهة الغربية، مشيراً إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من الميليشيات، ولا تزال الجثث مرمية بالأطراف الشمالية لقرية الحقب، وأطراف قرية خاب، المدخل الغربي لمدينة دمت.وأضاف المركز أن «10 من عناصر الميليشيات وقعوا في الأسر أثناء محاولتهم التسلل باتجاه مواقع الجيش في حيد كنة بذات المنطقة».في السياق نفسه، أفادت مصادر عسكرية بأن قائد الميليشيات في جبهة دمت، هشام الغرباني، لقي مصرعه في المعارك، كما تم أسر القيادي الحوثي العقيد عبدالواحد عبدالله وعدد آخر من المتمردين. وتخوض قوات الجيش بإسناد من التحالف منذ أيام، مواجهات عنيفة مع الحوثيين في دمت، ونجحت في تحرير مواقع ومناطق واسعة منها.