تأهيل
الناس عندنا يتعاملون دائما بأسلوب سلبي في الداخل مع أي قضية، ويتعاملون بأسلوب إيجابي في الخارج القريب مع القضايا المشابهة، وهنا لا أقول أبداً إن الوضع وردي في الكويت، ولكن ما وصلنا له كمجتمع من نظرة سلبية لكل شيء هو نذير خطر بكل تأكيد يتطلب معالجة فعلية وحقيقية.
![علي محمود خاجه](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1587579369153174500/1587579386000/1280x960.jpg)
لست في محل دفاع أو نقد للحكومة في هذا المقال، فرأيي أوضحته في مناسبات عدة بأن "السيستم غلط" في الاختيار والتعيين والتخطيط وتوابعها، ولكني قلق جدا على ما وصل إليه المجتمع من نزعة سلبية طاغية غير مفهومة في كثير من الأحيان.فتجد تذاكر حفل معين تنفذ بسرعة فيرددون "أكيد موزعينها على ربعهم"، مشروع ينفذ بقيمة مليون دينار فيردد الناس "500 ألف بجيب صاحبهم"، كفاءة في مجال ما تكرّم أو تقلد منصبا معينا فيكون التعليق "أكيد من طرف فلان"، أعتقد وصلت الفكرة وأعتقد أن بعضكم قد يكون من مستخدمي هذه العبارات، سواء كانت على هذه الأمثلة أو غيرها.علما أننا لو سمعنا مثلا عن نفاذ تذاكر حفل معين في دبي في غضون عشرين دقيقة فإن العبارة التي ستتردد في مجتمعنا "عفيه عليهم ديرة فن وفرح"، ولو سمعنا عن مشروع ينفذ في الدوحة بمليون دينار نردد "ناس يشتغلون فعلا" أو سمعنا عن تعيين كفاءة في منصب قيادي في المنامة نقول "هذي الدول اللي تقدر الكفاءات"؟الناس عندنا يتعاملون دائما بأسلوب سلبي في الداخل مع أي قضية أو حالة، ويتعاملون بأسلوب إيجابي في الخارج القريب مع القضايا والحالات المشابهة، وهنا لا أقول أبداً إن الوضع وردي في الكويت، ولكن ما وصلنا له كمجتمع من نظرة سلبية لكل شيء بمنطق أو من دون منطق وموضوعية هو نذير خطر بكل تأكيد يتطلب معالجة فعلية وحقيقية، فهذه النفسيات السلبية لن تتمكن أبدا من التقدم أو الازدهار، بل ستكون معولا لهدم كل بناء صالح تحديدا، وهو ما لن ينصلح بشعارات أو عبارات هنا وهناك، بل من خلال بناء ثقة فعلية بالدولة، فإن زالت الثقة بالدولة فلن يتبقى من الدولة شيء.