ما الأبعاد الدرامية لشخصية «نوح» التي تؤديها في «حبيبي اللدود»؟
نوح قائد محارب، مندفع وثوري، متطرّف بإيمانه بقضيته التي يدافع عنها بصدق وقناعة، ما يجعله تابعاً أعمى لزعيمه السياسي. مواقف نوح مشابهة لمواقف الشباب المنتمين إلى أحزاب يحاربون من أجلها، فيحملون صفة البطولة بنظر المحازبين والعسكر، فيما يرتكبون عموماً الأخطاء من دون دراية. أحببت البعد الإنساني لهذا القائد الذي هو بطل في نظر المحازبين وعسكره إلا أنه يعيش صراعات إنسانية تظهر تباعاً مع تقدّم سير الأحداث.إنه بطل غير مثالي إذاً؟أبداً، عدم المثالية في تصوير هذه الشخصية منحها عمقاً معيّناً، وجعلها أقرب إلى الناس. مثلاً، من أخطاء هذا البطل الشهم تابعيته العمياء لزعيمه. فضلاً عن خيانته حبيبته تلبية لشهواته. فهذا الشق الإنساني وصراعاته الداخلية وضعاه في خانة الشخصية التي تحاكي الواقع.هل تلك الواقعية في نص الكاتبة منى طايع دفعتك إلى قبول الدور؟حبكت منى طايع المسلسل بطريقة جميلة وعميقة، فهي تكتب دائماً بإتقان وتأنٍ، وتحكي المواضيع التي تمسّ بها وتعنيها، وهذا الأمر واضح في حبكة نصّها وفي الشخصيات التي تبتكرها. أسلوب معالجة أي نص درامي أو سينمائي يشكّل الحافز لقبولي العرض، إذ أتمعّن في شخصيتي وفي القصة كاملة، وكيفية تطوّر الأحداث، فآخذ هذه التفاصيل بعين الاعتبار.
تحدٍّ وخبرة
هل ترفع مقوّمات النص مستوى التحدي في الأداء؟لا أراه تحدياً بل هو استمتاع في الأداء. من يعشق التمثيل ينتظر بفارغ الصبر توافر شخصية غير مسطحّة، لديها خطوطها الدرامية التصاعدية. في رأيي، لا يقتصر دور الممثل على قراءة النص، بل يتخطى ذلك إلى ابتكار الشخصية من جديد وإعطائها أبعاداً وصقلها بعالم خاص لا يتعارض مع الكاتب، وذلك بإضافة جوانب إليها بغض النظر ما إذا كان الكاتب يراها أم لا، فيتحوّل الدور من شخصية إلى شخص ذي أبعاد أعمق. يحتاج صقل الشخصية بأبعاد جديدة إلى خبرة.صحيح، لذلك ثمة ما يسمّى التدريب على التمثيل الذي يتطوّر بفضل تراكم الخبرات والعمل. إلى ذلك يتلقى المتخصص في التمثيل دروساً في علم النفس لفهم المجتمع والشخصيات، وليكوّن أبعاداً إنسانية قد يملكها البعض بالفطرة من خلال مراقبة الناس في المجتمع فيما يحتاج البعض الآخر إلى دراستها.شعارات
يحوي المسلسل رسائل وطنية كثيرة وشعارات، ألم تصبح تلك مثالية جداً للتطبيق في الواقع؟يطرح المسلسل قضايا إنسانية من دون إلقاء شعارات رنّانة. إنه يعبّر عن حالة معيّنة مرّ بها لبنان في زمن الصراعات الحزبية والطائفية، كما حال بلدان أخرى عربية أو أجنبية.في مشهد وداع والديك ثمة عبارتان متناقضتان « الزعيم ما بينقلو لأ» و{شو طالعلي أنا اذا ابني صرلو شي»، فأي رسالة من خلالهما؟يحاكي هذا الموقف الناس بعمق، خصوصاً من عايش بينهم الحرب ومن قاتل، ومن ودّع شهيداً. صراحة، أين منفعة الأم أو الأب إذا تعرّض ابنهما للضرب في الجامعة بسبب الدفاع عن زعيم ضدّ زعيم آخر؟ في النهاية سيتصالح الزعيمان ويلتقيان. هذا المنطق ظلّ سائداً في مرحلة ما بعد الحرب، على صعد التعبئة الطائفية والسياسية والاجتماعية لدعم صورة الزعيم.هل من تفاعل جماهيري مع أفكار الكاتبة هذه؟قرأت تعليقات متأثرة بأفكار الكاتبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً أنها لم تشر إلى طائفة أو منطقة أو حزب معيّن في المسلسل.منافسة مستمرة
ما رأيك بأداء جوانا حدّاد في أولى تجاربها التمثيلية؟بداية، أرفض المنطق السائد في لبنان حول تقويم الممثلين أداء بعضهم بعضاً. الصحافة والنقّاد والجمهور هم الحكم في هذا الإطار. تملك جوّانا قدرات تخوّلها خوض مجال التمثيل. لا خطأ في دخول أناس جدد إلى المهنة بشرط أن يتدرّبوا ويملكوا الموهبة اللازمة. صحيح أن للخبرة أهميتها، خصوصاً في أداء دور صعب وشائك ذي أبعاد كبيرة كدورها، ما يشكّل تحدياً كبيراً وصعباً، إنما لا شك في أنها اجتهدت من كل قلبها وأعطت كل ما تملك، لذا أتمنى لها التوفيق.ما رأيك بطريقة تنفيذ المسلسل؟تابعت حلقتين لأنني أصوّر راهناً فيلماً سينمائياً، لذا لا أملك فكرة واضحة عن طريقة تنفيذه. أحبّ متابعة أعمالي لأرى أدائي ونقاط الضعف والنواقص. فغالباً ما يكون العرض الأول ضاغطاً نفسياً بالنسبة إليّ لأنه مخصص للنقد الذاتي فلا مكان للموضوعية حينها. عملنا في هذا المسلسل من قلبنا واجتهدنا من أجله، بدءاً من النص والإخراج والتمثيل وصولاً إلى الإنتاج، ويبقى الحكم للجمهور.بالحديث عن الإنتاج، لم يعد محتكراً على المسلسلات الرمضانية، فأصبحت المنافسة بين الأعمال المحلية على مدار السنة، ما رأيك بذلك؟يجب تنفيذ أي عملٍ فنيّ بإتقان، لأن ضخامة الإنتاج وحدها لا تمنحه أية قيمة فنيّة. في رأيي، تنطلق ضخامة الإنتاج من وضع الشخص المناسب في المكان المناسب قبل الحديث عن الفخامة. عندما أشارك في عمل ما لا أولي أهمية لتوقيت أو مكان عرضه، لأنني في الأساس لا أنضمّ إلا إلى المسلسل الذي يُقنعني فنياً. أما بالنسبة إلى موضوع المنافسة الرمضانية، فهي مستجدّة لبنانياً ورائجة مصرياً، لطالما اعتمد تلفزيون لبنان مبدأ المواسم المخصصة للعرض الدرامي. اعتدنا سابقاً مبدأ الاسترخاص في الإنتاج، فيأتي التمثيل على حساب الإخراج أو النص أو الفريق التقني، فهل تغيّر هذا الواقع؟لم يتغيّر كثيراً إنما في ظل المنافسة القوية لا مكان لمن لا يتقن فنّ هذه المهنة. إذا لم يقدّم القيّمون على الدراما ما يرضي ذوق الجمهور خسروه، وخسرت بالتالي المحطة الإعلانات والمنتج التسويق. لذا لا مجال لاستقدام أناس غير مناسبين وتسليمهم مهمّات فنيّة.العد العكسي
ما تفاصيل بطولة فيلم «العد العكسي» مع الممثلة ماغي بو غصن؟فيلم رومانسي كوميدي يحوي مواقف خفيفة وقصة سلسة. تمرّ الشخصيات بمواقف محرجة ومضحكة، ما سيجعل الجمهور على مدى ساعة ونصف الساعة مبتسماً متناسياً همومه. شخصيتي مناقضة لشخصية ماغي بو غصن، والمراد من الفيلم إيصال رسالة عن ضرورة تقبّل الآخر. أوّد التنويه بأجواء فترة التصوير التي طغت عليها السلاسة والارتياح.هل ذلك مرّده إلى شركة الإنتاج التي أمنّت تلك الأجواء؟بعد تعاوني للمرة الأولى مع «إيغل فيلمز» أندم صراحة أنني لم أحقق ذلك سابقاً. فهي شركة تحترم فريق عملها من ممثلين وتقنيين وكل من تتعاون معه، وهذا رأي الجميع الذي يصفها بالمهنية والاحتراف. مهما بلغت الصعوبات في أثناء التصوير، نرى الجميع مرتاحاً من دون ضغوط نفسية أو مهنية أو انزعاج. فعندما يحترم المنتج فريق العمل ويؤمن له الراحة المادية والمعنوية والنفسية، عندها تذلل أي صعوبات في موقع التصوير وهذا دليل على أننا قادرون على تقديم أفضل الأعمال إذا توافر الشخص المناسب في المكان المناسب.تتعاون للمرة الأولى أيضاً مع المخرج رامي حنّا.نعم، منذ التقينا للمرة الأولى لمسنا تكاملاً مهنياً وتوافقاً فكرياً بيننا، وقد أحببته كثيراً على الصعيد الشخصي. هو يدرك تماماً أهدافه، وهو هادئ الطباع، واثق من نفسه، فيؤدي دوراً أساسياً في تأمين جوّ الراحة في موقع التصوير. أتمنى أن تنعكس هذه الأجواء على الفيلم ويكسب محبّة الجمهور.تلتقي للمرة الأولى مع الممثلة ماغي بو غصن.صحيح، أدّت ماغي شخصيتها بطريقة جميلة سواء في المشاهد الدرامية أو الكوميدية.أفلام رومانسية كوميدية
الأفلام الرومانسية الكوميدية ذات الطابع التجاري هي الأكثر رواجاً في الصالات السينمائية اللبنانية، فهل تشكل أرشيفاً سينمائياً للمستقبل؟ يقول يورغو شلهوب في هذا السياق: «أتمنّى توافر أنواع الأفلام السينمائية كافة أسوة بالدراما. نلاحظ أن الجمهور السينمائي الأكبر يرتاد الأفلام الرومانسية الكوميدية. نتمنى أن تنفذ أفكار درامية أو اجتماعية أو مواضيع حسّاسة وقويّة في السينما أيضاً. في النهاية يتبع الجمهور ممثله المفضّل أينما وكيفما كان. يتوّجه الفنّ في كل زمان إلى عامة الشعب وليس إلى النخبة فحسب. ما دام الجمهور اللبناني ينتظر الفيلم اللبناني فإننا نتمنى التطرّق إلى مختلف المواضيع بشرط أن يكون عملاً متقناً».يختم: «في رأيي، إذا عُرض على شركة «إيغل فيلمز» نص ذات قيمة فنيّة كبيرة لن تقصّر في التنفيذ».