إدارة الكوارث الطبيعية والبيئية
الكويت قد تكون سباقة على مستوى دول المنطقة، بل أكاد أجزم بأن أغلب الأفكار المبدعة تنطلق من هذه الأرض الطيبة، وخير مثال على ذلك عندما تنبهت الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب إلى أهمية إنشاء مركز لإدارة الكوارث الطبيعية والبيئية، لكن ولظروف خاصة تم إيقاف المشروع، لأنه، كما قيل حينها، خارج عن صلاحيات الهيئة، ولإيماننا بأهمية إنشاء مثل هذا المركز فقد تم التنسيق مع الهيئة العامة للبيئة ووزارة الداخلية ممثلة بالدفاع المدني بالمضي قدماً نحو إيجاد هذا المركز. ولأهمية استمرار المشروع تبنت الهيئة العامة للبيئة فكرة إنشاء مركز إقليمي ليضم بقية دول مجلس التعاون الخليجي لما له من أهمية تقتضيها المصالح الوطنية لدول مجلس التعاون الخليجي، حيث حاز المشروع مباركة وزارة الخارجية التي بدورها عرضته على الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، من منظور التكامل في إدارة والتعامل مع القضايا البيئية والكوارث الطبيعية. إن المخاطر البيئية والكوارث الطبيعية أصابت الكثير من دول المنطقة، ولذلك جاء هذا المشروع للسيطرة عليها والحد منها ومكافحتها، فعلى سبيل المثال لا الحصر الظواهر الترابية والعواصف الغبارية والتسريبات النفطية والسيول تتطلب تعاونا وتنسيقا ورصدا للجهود من خلال تبادل البيانات بواسطة استخدام النظم الحسابية التي تساعد في اتخاذ القرار المناسب.
وللحقيقة وبعد هذا الجهد مع الجهات المعنية تم تغييبنا عن المستجدات فيما يخص هذا المشروع؛ لذلك أناشد سمو رئيس الوزراء إحياء هذا المركز الوطني، وإعطاءه الأولوية لما له من أثر في مساعدة القياديين في إدارة الكوارث الطبيعية والبيئية من منظور علمي يحاكي الاحتمالات التي قد تسببها الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية؛ مما يساهم بشكل فاعل في نجاح إدارة العمل الميداني قبل وقوع الأزمة وأثناءها، ومن ثم الانطلاق إلى مرحلة التأهيل والتعافي بدلاً من الاجتهادات الفردية التي قد تخطئ نتيجة قلة البيانات والبدائل الميدانية المتاحة وقت الأزمات. في السنوات الماضية تابعنا كيف تدار الأزمات في الدول المتقدمة، ومنها الولايات المتحدة التي تعرضت إلى كوارث طبيعية شديدة، لكنها كانت تأخذ إجراءات احترازية كإجلاء وإخلاء المناطق من المواطنين تحسباً لكل الاحتمالات التي يتم التنبؤ بها من مراكز الرصد، ناهيك عن جاهزية فرق الإنقاذ والفرق الفنية والإعلام في التعامل مع الكوارث. في الكوارث قد تحدث أمور غير متوقعة وخارجة عن السيطرة لكن الإدارة الناجحة تظل فاعلة، وتتعاطى مع المستجدات، لذلك فإن إنشاء مركز وطني لإدارة الكوارث الطبيعية والبيئية ليس ترفاً إنما حاجة ضرورية. فيما يخص تعامل دولة الكويت مع أمطار الخير، وبالرغم من اهتمام مجلس الوزراء ومتابعة سمو الرئيس للأحداث أولاً بأول، وحجم العمل الميداني الذي بذل خلال الأيام الماضية، فإن هناك بعض التساؤلات المستحقة حول كفاءة البنى التحتية للشوارع والمناطق السكنية وعلى من تقع تلك المسؤولية؟حديث القياديين عن جاهزية وزاراتهم في مواجهة الأمطار لا يوازي ما حدث، وفِي النهاية سوء التقدير يذكرني بتصريحات وزارة التربية عند استقبال العام الدراسي، حيث تبين خلاف ذلك "كلام الليل يمحوه النهار".حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه. ودمتم سالمين.