إدارة الكوارث الطبيعية والبيئية
![أ. د. فيصل الشريفي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/93_1682431901.jpg)
وللحقيقة وبعد هذا الجهد مع الجهات المعنية تم تغييبنا عن المستجدات فيما يخص هذا المشروع؛ لذلك أناشد سمو رئيس الوزراء إحياء هذا المركز الوطني، وإعطاءه الأولوية لما له من أثر في مساعدة القياديين في إدارة الكوارث الطبيعية والبيئية من منظور علمي يحاكي الاحتمالات التي قد تسببها الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية؛ مما يساهم بشكل فاعل في نجاح إدارة العمل الميداني قبل وقوع الأزمة وأثناءها، ومن ثم الانطلاق إلى مرحلة التأهيل والتعافي بدلاً من الاجتهادات الفردية التي قد تخطئ نتيجة قلة البيانات والبدائل الميدانية المتاحة وقت الأزمات. في السنوات الماضية تابعنا كيف تدار الأزمات في الدول المتقدمة، ومنها الولايات المتحدة التي تعرضت إلى كوارث طبيعية شديدة، لكنها كانت تأخذ إجراءات احترازية كإجلاء وإخلاء المناطق من المواطنين تحسباً لكل الاحتمالات التي يتم التنبؤ بها من مراكز الرصد، ناهيك عن جاهزية فرق الإنقاذ والفرق الفنية والإعلام في التعامل مع الكوارث. في الكوارث قد تحدث أمور غير متوقعة وخارجة عن السيطرة لكن الإدارة الناجحة تظل فاعلة، وتتعاطى مع المستجدات، لذلك فإن إنشاء مركز وطني لإدارة الكوارث الطبيعية والبيئية ليس ترفاً إنما حاجة ضرورية. فيما يخص تعامل دولة الكويت مع أمطار الخير، وبالرغم من اهتمام مجلس الوزراء ومتابعة سمو الرئيس للأحداث أولاً بأول، وحجم العمل الميداني الذي بذل خلال الأيام الماضية، فإن هناك بعض التساؤلات المستحقة حول كفاءة البنى التحتية للشوارع والمناطق السكنية وعلى من تقع تلك المسؤولية؟حديث القياديين عن جاهزية وزاراتهم في مواجهة الأمطار لا يوازي ما حدث، وفِي النهاية سوء التقدير يذكرني بتصريحات وزارة التربية عند استقبال العام الدراسي، حيث تبين خلاف ذلك "كلام الليل يمحوه النهار".حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه. ودمتم سالمين.