وثيقة لها تاريخ : القاتل الصومالي يعترف بإطلاق النار على سيف بن سيف ويدّعي أنه فعل ذلك دفاعاً عن النفس
في التاسع من رمضان 1331هـ / 13 أغسطس 1913م، وصل الصوماليون الأربعة إلى الكويت، وهم مقيّدون بصحبة موظف من القنصلية البريطانية في ميناء "لنجة"، وبعض أعضاء فريق البحث، وعلى رأسهم يوسف بن حسين آل سيف الرومي، وتم تسلمهم من قبل الوكيل السياسي البريطاني. وقام المسؤول البريطاني بعد ذلك بتسليمهم إلى الشيخ جابر المبارك الذي وقع على ورقة يقر بها بتسلم الصوماليين، هذا نصها:"الموجب لتحريره هو انه انا يا جابر ابن الشيخ مبارك الصباح حاكم الكويت قد استلمت من جناب عالي الجاه الصاحب قبطان شكسبير بولتكل اجنت الدولة البهية القيصرية الانكليزية في الكويت اربعة انفار السومال المجرمين بقتل سيف ابن سيف الذي اقبضوهم في بندر لنجة وجلبوهم الى الكويت في المركب بارجوره وللبيان حررة هذه الورقة حتى لا يخفى."وقد تم التحقيق مع الصوماليين الأربعة من قبل المعتمدية البريطانية في الكويت، كما تم سماع شهادة بعض الشهود الكويتيين ممن لهم علاقة بالموضوع مثل النوخذة عيسى بن قطامي، والنوخذة صالح بن فلاح، والطواش يوسف بن حسين آل سيف، وعرضنا شهاداتهم في مقالات سابقة. واليوم نعرض شهادة أحد الصوماليين، وهو المتهم الثاني واسمه علي محمد، وعمره 25 سنة، وهو الذي أطلق النار على سيف بن سيف، مما أسفر عن مقتله لاحقاً. وقد أدلى علي محمد بهذا التصريح عند سؤاله عما حدث في تلك الليلة فقال:
"أبحرت مع سيف ويوسف في سفينتهما، وإنني اعترف بأنني اطلقت النار على سيف، لكن السبب مختلف وعندي تبرير. لقد كان سيف يسيء معاملتي لعدة ايام فقلت له انني لست عبدا يملكه، وان عليه ان يحترمني والا فإنني سأترك خدمته عندما نعود الى البلد. وفي ليلة ما، كنا جالسين على ظهر السفينة فطلب مني سيف ان اعطيه ماء فتجادلنا مع بعض وقام سيف فجأة باشهار سكينته، مما دفع بي الى التقاط بندقيته التي كانت بجانبي وكنت لا اعرف ان كانت مذخرة بالرصاص ام لا. وعندما اقترب مني سيف وفي يده السكينة اطلقت عليه رصاصة واصبته." ومن الواضح أن علي محمد كان يحاول أن يقنع المحقق البريطاني أن إطلاق النار كان دفاعاً عن النفس، وليس بسبب دوافع الطمع في المال، كما تبين ذلك فيما بعد واقتنع به التحقيق. وأكمل علي محمد حديثه بالقول إن سيف ويوسف ألقيا بنفسيهما بالبحر واختفيا، وانه وباقي الصوماليين، الذين كانوا معه على ظهر السفينة، ألقوا بالطباخ البغدادي والبحار العماني فيما بعد في عرض البحر، وأعطوهما بعض الأكل والماء. وبعد ذلك أكملوا طريقهم إلى أحد الموانئ ودفنوا بعض المال في التراب قرب البحر، وأخذوا معهم بعض المال. وزعم القاتل الصومالي أيضاً أنهم تعرضوا للسرقة وهم في الطريق قبل وصولهم إلى "لنجة"، الذي تم القبض عليهم فيه واقتيادهم إلى الكويت. هذه هي شهادة القاتل الذي أطلق النار على سيف بن سيف، واستولى مع باقي الصوماليين الثلاثة على سفينة وأموال سيف ويوسف آل سيف الرومي.