ضمن فعاليات معرض الكويت الدولي في دورته الـ 43، أقيمت محاضرة بعنوان "القدس... المقاومة الثقافية وتحديات الاحتلال" لوزير الثقافة الفلسطيني د. إيهاب بسيسو، في قاعة كبار الزوار (VIP).في البداية، قال بسيسو إن قوة الثقافة في الفعل النضالي لا تخضع للمعايير السياسية ولا الدبلوماسية، وإنما للروح والارادة التي أنتجتها الفطرة الفلسطينية المقاومة للمحو والشطب والتزييف.
وأضاف: "عندما نتحدث عن المقاومة الثقافية في فلسطين، فنحن نتحدث عن رؤية تتجسد في مفهوم ثقافة المقاومة"، لافتا الى أن توظيف تلك الثقافة في الفعل النضالي يحقق هدفا أساسيا في ديمومة الوعي تجاه فلسطين والانتماء والوعي تجاه القضايا السياسية الكبرى.وذكر أن استدامة الثقافة في فلسطين هي استدامة الوعي بالقضية الوطنية ومواجهة الاحتلال الذي يمتلك مفردات متعددة لمحاصرة الثقافة الفلسطينية، كما يحاصر التاريخ والجغرافيا.واستكمل حديثه بأن هذه المفردات التي يسعى الاحتلال من خلالها إلى خلق واقع على الأرض قوامه العزل الجغرافي والبشري والحصار المستمر والمتواصل لقطاع غزة، مؤكدا أن عزل القدس يتطلب جهدا ثقافية يحتاج إلى ديمومة الوعي تجاه القضية الفلسطينية.وأوضح بسيسو أن الوعي تجاه القضية الفلسطينية يتجاوز تلك المشاريع التي من شأنها أن تحاصر فلسطين، إضافة الى الحصار العسكري، مشيرا إلى أن تقزيم دور القضية الفلسطينية يحتاج الى مواجهة متعددة الطبقات، منها المواجهات ذات الطابع السياسي والإعلامي والثقافي والشعبي.وأكد أن الطريق ليس سهلا والمشوار طويل، في ظل امتلاك الاحتلال للكثير من المقدرات التي من شأنها أن تعطل مسيرة النضال الفلسطيني، إلا أننا لا نستسلم رغم حجم الضغوطات التي تتعرض لها فلسطين.وبيّن ان تنظيم الفعاليات الثقافية يهدف الى توفير منصة للإبداع الفلسطيني المحلي الوطني ليأخذ دوره في العمل الإبداعي وخلق مساحة من الأمل تجاه المستقبل، بأن هذا العمل الثقافي ليس ترفا، وإنما ضرورة للتعريف بقضايانا اليومية والسياسية من خلال الابداع.ولفت إلى أن ذلك يتطلب جهدا مضاعفا، وأن الإصرار على اقامة الفعاليات الثقافية جزء من النضال الوطني، مبيناً أن فلسطين قامت مؤخرا بالتعاون مع الهيئة العربية للمسرح بإطلاق الدورة الأولى من مهرجان فلسطين الوطني للمسرح لتكون مساحة لتقديم الابداع الفلسطيني، وأن يكون هناك جسر بين فلسطين والأشقاء العرب.وتابع أنه لا يمكن فصل المقاومة عن الثقافة وأن إقامة تلك الفعاليات تهدف إلى خلق جسر بين المناطق الفلسطينية التي يحاول الاحتلال أن يفصلها، موضحا أن بناء المؤسسات الثقافية المختلفة هو أيضا جزء من النضال الوطني. وأشار إلى أن هناك أكثر من 600 مؤسسة ومركز ثقافي تعمل في نشاطات مختلفة، وتشكل ذراعا حيويا للثقافة الفلسطينية، التي يتم مواجهتها وحصارها وعرقلة نشاطاتها المختلفة وتحديدا في القدس العاصمة.وفي ختام كلمته، قال د. بسيسو إن معرض الكويت الدولي للكتاب تظاهرة ثقافة تعد الأبرز على مستوى العالم العربي، من حيث عراقة التنظيم، ليكون احدى المنارات الثقافية العربية، التي تنبض من خلالها الثقافة إبداعا ومبدعين ومبدعات.
توابل - مسك و عنبر
بسيسو: قوة الثقافة في الفعل النضالي تخضع للروح والإرادة
17-11-2018