«High Light»: أنشودة المطر
من رائعة بدر شاكر السياب، التي لا يُملّ سماع مفرداتها العذبة، ولاسيما على أنغام وصوت فنان العرب محمد عبده:ومقلتاك بي تُطيفان مع المطر وعبرَ أمواجِ الخليجٍ تمسح البروق شواطئ الخليج بالنجوم والمحار
كأنها تهمُّ بالشروقأصِيحُ بالخليج: يا خليج يا واهبَ اللؤلؤِ والمحارِ والردي!فيرجعُ الصَّدَي... كأنَّهُ النشيجْ يا خليج: يا واهبَ المحارِ والرديويَنثرُ الخليجُ من هِباتِهِ الكِثارعلى الرِّمالِ رغوة الأُجاجَ والمحار المطر خير للأرض وما عليها من عجماوات، ومع نزوله يفرح الناس ويبتهلون بالدعاء لأنه مستجاب عندئذ، فجو المطر يعتبر إلهاما تفيض معه قريحة المبدعين، أما في ظل أجوائنا الحالية الممطرة في بلدنا الكويت فالذي خيم على مزاج الناس مشاعر الخوف والهلع من تردي البنية التحتية حتى أصبحنا "نغرق بشبر مية". صحيح أن معدلات هطول الأمطار عالية في هذه الأيام، ولكن الإحصائيات تثبت أن هذه المعدلات تكرر نفسها كل ١٠ الى ١٥ سنة، فأين الاستعدادات؟ وأكاد أجزم أن الأموال صُرِفت في هذا المجال بسخاء، ولكنها ذهبت إلى جيب سراق المال العام، ومن المفيد هنا الاستسهاد بدول العالم المتقدم الممطرة طوال السنة والتي لا تعاني، وذلك لسبب بسيط، أن النظم الديمقراطية لديهم مستقبلها مرتبط بنوعية الخدمة التي تقدم للمواطنين، فانعكس إيجاباً جو المطر لديهم على نفسيات الناس لتتشكل أجمل لوحة طبيعية صاغها الرحمن. لكن الأمر لدينا على النقيض من ذلك، فالحكومة وهي تعلم حجم تقصيرها، تصيح بأعلى صوتها مذعورة تحذر الناس من كارثة قادمة، نتفهم ذلك لو كانت الكويت دولة فقيرة! ولكن المناقصات رست ولم تقدم الخدمة لتتشكل أبشع صورة لأنشودة المطر!ختاماً: أتقدم بالشكر الجزيل إلى رجال الجيش الكويتي والحرس الوطني والداخلية والدفاع المدني الذين تحملوا المسؤولية بكل جرأة انطلاقاً من واجبهم الوطني، والفضل بعد الله يعود إليهم في تخفيف معاناة الناس، والشكر موصول لشباب الوطن الذين هبوا للمساعدة.اللهم احفظ الكويت وأميرها من كل مكروه. ودمتم بخير.