سنة 1934م كانت الهدامة الأولى التي دمرتنا لأننا كنا في بيوت من طين؛ أما في 2018 فتدمرنا الثالثة لأننا في فساد «مطين بطين»! (الثانية عام 1954)... فلدينا تقصير عام، وتخبط عارم، في وزاراتنا وهيئاتنا. وهذا شيء توقعه الكل، لأنه طوال السنين كانت جُل طاقة البرلمان وأضواء الإعلام على الوافد، لتكون النهاية «لا أحد يصيد الفاسد»، والآن المواطنون مع الوافدين تعرضت ممتلكاتهم لصنوف الإتلاف وسياراتهم لأنواع الخراب، فلقد تحطمت الأشجار وتكسرت الأسوار، وتشقق المطار، وتهدمت الجدران. في الشوارع سيارات مجروفة، مرمية على حافلة مطموسة، بجوار شاحنة مقلوبة، وعن يمينها إسعاف «محبوسة» وعن شمالها شرطة محشورة، ومن حواليها مركبات الدفاع المدني مبثوثة، «فيديوهات» عن مدارس منكوبة، وعشوائيات «بدون» منكوسة، بنوك بالمياه مملوءة، وجمعيات من الخبز فارغة؛ وعوائل في بيوتها من هذه المناظر مرعوبة؛ ومن مصير أقربائها مفزوعة، لمَ لا وقد اجتاحت حدود الكويت أمواج مسعورة؟ مثل كل سنة؛ تحول جسر الغزالي إلى حمام سباحة أولمبي وجسر المنقف كنهر أوروبي! ولولا قذارة المجاري الفائضة لكنت أول السابحين بالحارة! وبما أنني ناشدت الحكومة في مقال «سنة الهدامة الثالثة ٢٠١٨م» المنشور في صحيفة إلكترونية إخبارية، فسأذكر مقترحات نتفادى بها أزمة مقبلة كهذه:1- توسيع القدرة الاستيعابية لمنافذ التصريف، وتوجيه الماء إلى مخازن مخصصة للمزارع والمصانع، فالغيث نعمة لا نقمة.
2- إعلان حظر تجول عند الزخات العظيمة، لئلا تتكرر مآسي حالات الاستشهاد من هدم وغرق. 3- تخصيص قنوات تستقبل ماء المطر، مثل مدينة الأحمدي، ذات التصميم البريطاني. ختاماً، أشهدك يا تاريخ، أن الكويت بقيادة حكيم العرب، أنجد بها المواطن السني الشيعي؛ والشيعي السني، والبدوي الحضري، والحضري البدوي، والوافد الكويتي، والكويتي الوافد، في هذا الصيّب النافع. هذي سنة الهدامة، وهذا هو الكويتي!.
مقالات - اضافات
2018م هي الهدامة الثالثة!
17-11-2018