بروفات عرض «الاستقلال» توقف السير في بيروت

شهدت مداخل مدينة بيروت زحمة سير خانقة، أمس، إذ علق السائقون في سياراتهم نتيجة إغلاق الجيش بعض الطرق من أجل إجراء بروفات للعرض العسكري بمناسبة عيد الاستقلال الخميس المقبل، علماً أن هذه البروفات ستمتد أياماً. وتحولت مداخل العاصمة في «الصياد» والكرنتينا وطريق المطار إلى «مرآب للسيارات»، حيث ناشد المواطنون كافة المسؤولين، وتحديداً قيادة الجيش فك أسرهم ليتمكنوا من الوصول إلى مراكز أعمالهم.

وإلى تدريبات العرض العسكري، شكّلت بعض حوادث السير الصباحية سبباً إضافياً للزحمة،

لا سيما حادث انقلاب شاحنة على جسر انطلياس. ولم يجد العالقون في سياراتهم سوى موقع «تويتر» للتعبير عن غضبهم من أزمة السير فأطلقوا هاشتاغ #انطلياس للدلالة على الزحمة الكبيرة على طريق انطلياس-جل الديب في اتجاه بيروت. واعتذرت قيادة الجيش في بيان، أمس، «من المواطنين بسبب زحمة السير الناتجة عن الإجراءات المتخذة استعداداً للاحتفال المركزي بمناسبة عيد الاستقلال في جادة شفيق الوزان – وسط بيروت»، آملة «تفهم المواطنين لهذه الإجراءات».

ما حصل أمس دفع العديد من الشخصيات السياسية والمعنية، الى الاستنفار، مطالبين المسؤولين عن الزحمة بإيجاد حل فوري لمساعدة الناس على التخلص من تلك الزحمة المميتة. واقترح عضو تكتل «لبنان القوي» النائب إدي معلوف في تغريدة على حسابه عبر «تويتر»، أمس، أن «يقام العرض العسكري في السنوات المقبلة مداورة بين الشمال والجنوب والبقاع ومناطق أخرى إذا أمكن، وإعفاء العاصمة من أعباء وتداعيات التحضيرات، وبالمناسبة، تكون فرصة للكثير من الرسميين والمسؤولين أن يزوروا هذه المناطق لأن عدداً كبيراً منهم لا يعرفها». كما دعا عضو كتلة «لبنان القوي» النائب هاكوب ترزيان «بكل محبة قيادة الجيش، المؤسسة الوطنية التي نجلّ ونحترم ونؤمن بأنها كانت ولا تزال الدرع الحامي للمواطن، نقل تمارين تحضيرات حفل الاستقلال من جادة شفيق الوزان إلى الواجهة البحرية لبيروت لتفادي إقفال مداخل العاصفة وإطلاق سراح المواطنين المحجوزين داخل سياراتهم على الطرقات».

ولم يمرّ اليوم «المُزدحم» بالسيّارات من دون أن يسجّل لقطات وأحداث تنضمّ بدورها الى «هاشتاغات» الزحمة التي حرقت أعصاب السّائقين. الحدث الأبرز تمثّل في واقعة المرأة الحامل التي احتجزت في السيّارة نتيجة زحمة السّير التي شهدتها ايضاً طريق «سيتي مول» الدورة، وهي في طور الولادة، إذ روت إحدى السّيدات في حديث إذاعي ما حصل، وقالت: «كانت المرأة تتألّم جدّاً وتمسك بقدميها، وحالتها بالويل، في حين يحاول زوجها إيجاد مخرج لكنه عجز عن ذلك، إذ أن أحداً لم يفتح له الطريق. عندها اتصلنا بقوى الأمن الداخليّ، فأرسلت المديرية دراجاً عمل على شقّ الطريق أمام السيّارة». وتابعت: «مع ذلك، في أشخاص (مذوقين) قطعوا الطريق أمام السيارة، وساروا كالعادة خلف الدراج. كذلك اتصلنا بالصليب الأحمر، الذي عبّر عن أسفه لعدم تمكّن سيّارته من الوصول من مستشفى الروم الى المكان». وذكرت معلومات في وقت لاحقاً أن السيدة وضعت مولودها وهي عالقة في الزحمة.

ومن الأمور التي حدثت أيضاً أمس، انتشار صور لرجل وهو يدخّن «النرجيلة» في ظلّ زحمة السّير، وكذلك حصول تلاسن بين شخصين، تطوّر إلى تضارب بالسكاكين أمام مؤسة كهرباء لبنان في الجميزة ما أدى إلى إصابة أحدهما بجروح بليغة. وقد اشتكى المواطنون من وجود عناصر عسكرية أمام باب المؤسسة لم تتدخل أو تحاول إيقاف الإشكال قبل وقوعه. كما شهد أوتوستراد الدورة، ترجل أحد الأشخاص من سيارته برفقة عدد من الشبان وقاموا بحلق شعر أحدهم وسط الشارع.