«اللون العاشق»... سيرة ذاتية متخيَّلة للتشكيلي محمود سعيد
• بقلم أحمد فضل شبلول من وحي لوحة «بنات بحري»
في تجربة جديدة ومبتكرة لكتابة السيرة الذاتية، تخيل الأديب المصري أحمد فضل شبلول ملامح حياة التشكيلي المعروف محمد سعيد (1897 – 1964) وصاغها في رواية صدرت أخيراً في القاهرة بعنوان «اللون العاشق»، خرجت في لوحة تشكيلية سردية، يحكي فيها المؤلف سيرة أحد رواد الفن التشكيلي في العالم العربي.
تتوقف أحداث رواية «اللون العاشق» لأحمد فضل شبلول عند الـ 1935 وهو العام الذي رسم فيه الفنان محمود سعيد أشهر لوحاته «بنات بحري» أو «جميلات بحري».تخرج الجميلات من اللوحة التشكيلية ويتشابكن مع الفنان ومع الحياة التي يعاصرنها في مناحيها المختلفة، ما يُكسب الرواية بُعداً إنسانياً وجمالياً فريداً، كذلك بُعداً اسكندرياً (نسبة إلى مدينة الإسكندرية المصرية التي ينتمي إليها كلا من الفنان التشكيلي الراحل ومؤلف الرواية) لم يتوقف عنده كثيرون ممن تناولوا المجتمع الاسكندري في أعمالهم، بالإضافة إلى الأبعاد السينمائية والأدبية والفنية الأخرى التي تزخر بها الرواية التي تعد أحد أضلاع مثلث العشق في أعمال المؤلف (الماء العاشق، والحجر العاشق، واللون العاشق).والأديب الشاعر والروائي أحمد فضل شبلول، واحد من رواد الحركة الإبداعية العربية، حمل على عاتقه النشاط الثقافي بمدينة الإسكندرية فهو عاشق لها لم يغادرها إلا للعمل في الخارج لسنوات عدة.
ولد أحمد فضل شبلول في مدينة الإسكندرية عام 1953، وتخرج في كلية التجارة، جامعة الإسكندرية عام 1978. ورغم إنتاجه الروائي فإنه يُعرف في الأوساط الثقافية العربية كشاعر نظراً إلى غزارة إنتاجه الشعري، واتجاهه إلى القصيدة أولاً قبل أن يتحول إلى إبداع السرد الروائي خلال السنوات الأخيرة، فضلاً عن أنه كاتب صحافي وناقد أدبي وشغل منصب نائب رئيس اتحاد كتاب الإنترنت العرب (2005 - 2009). كذلك حصل على جائزة الدولة التشجيعية في مجال الآداب 2008 عن ديوانه للأطفال «أشجار الشارع أخواتي»، وله إصدارات في مجال الشعر والرواية والدراسات الأدبية والنقدية وأدب الرحلات وأدب الأطفال. عمل في المملكة العربية السعودية، ثم مجلة «العربي» الكويتية حتى عودته مجدداً إلى مصر ليصدر روايته «رئيس التحرير» التي لاقت نجاحات نقدية كبيرة في أسلوب سردي ممتع، ليواصل أعماله في رواية «اللون العاشق».
قاضي الألوان
محمود سعيد فنان تشكيلي مصري ولد في الإسكندرية في 8 أبريل 1897 وتوفي في 8 أبريل 1964. حصل على جائزة الحقوق الفرنسية عام 1919 أي عام الثورة المصرية الأولى، وفي العام نفسه وافق والده، محمد سعيد باشا رئيس وزراء مصر آنذاك، على سفره إلى باريس حيث التحق بأكاديمية «غولتان».ظل سعيد يمارس هوايته الفنية رغم التحاقه بسلك النيابة، وعين في مدينة المنصورة (شمال القاهرة) في المحاكم المختطلة، ثم ترقى في سلك القضاء حتى وصل إلى درجة مستشار، وطلب الإحالة إلى المعاش وهو في سن الخمسين، لذلك اشتهر بلقب «قاضي الألوان».ويعد سعيد أشهر فنان تشكيلي مصري، فهو أحد أوائل مؤسسي المدرسة المصرية الحديثة في الفنون التشكيلية، وأحد أكثر الفنانين المصريين الذين كتبت عنهم دراسات عن حياتهم وأعمالهم. تأثر كثيراً بالحياة المصرية والشخصية المصرية والفن المصري، وهو ما تعكسه أعماله، وكان لثقافته الغربية ووراثته التاريخية للفرعونية والفن الإسلامي والعربي ومعايشته الحاضر المصري المعاصر أثر كبير في فنه.