أية خلفية درامية وراء بناء شخصية «ريما» في مسلسل «حبيبي اللدود»؟كتبت منى طايع شخصية «ريما» بطريقة مركّبة مهتمّة بتفاصيلها الدقيقة. تبدأ بإطار معيّن سرعان ما يتبدّل بسبب تطوّرات الأحداث، لتحمل معها رسائل اجتماعية كثيرة عن حقبة الثمانينات. «ريما» وهي ابنة زعيم سياسي لبناني، تغرّبت إلى فرنسا لاستكمال دراستها الجامعية في العلوم السياسية، وذلك لأن الظروف الأمنية السيئة حرمتها وزملاءها من التخصص الجامعي في لبنان. «ريما» المتعلّقة جداً بوطنها، لم تكن تصادق أو ترافق سوى من يُعلن ولاءه المطلق للبنان. تأثرت هذه الشخصية بالثقافة الأوروبية المنفتحة فكيف تآلفت مع الواقع الاجتماعي اللبناني آنذاك؟عاشت مدّة في فرنسا حيث اكتسبت الثقافة الأوروبية المنفتحة جداً مقارنة مع أفكار أبناء جيلها في لبنان، فاصطدمت بمنطق أصدقائها والمجتمع المنغلق الذي يفرّق بين الأحزاب والطبقات الاجتماعية، فيما هي تؤمن بالمساواة وبألا فرق بين إنسان وآخر إلا بمستوى فكره. وهي ترفض الحرب والصراعات العسكرية والاقتتال، وتدعو إلى السلام والتوافق رغم انتمائها الحزبي المتجذّر فيها، ما وضعها في حال صدام مع مجتمعها ومحيطها.أي منطق سينتصر في النهاية، الحبّ والتوافق أو منطق الدمار والحرب؟نكتشف قوّة الحبّ بين الثنائيات من خلال قدرتها على تخطّي العراقيل الطبيعية في زمن الحرب والدمار والاقتتال بين أبناء القرية الواحدة والوطن الواحد. من ثم، نرى نهايات مختلفة لنماذج الحب في هذا المسلسل، فبعضها ينتصر وبعض آخر يفشل، بحكم تركيبة كل شخصية وقدرتها على تحمّل هذه الصعاب.جريئة «ريما» في تفكيرها، فهل أنت منفتحة عموماً على أداء الجرأة في الشكل والمضمون؟لست منفتحة على هذا الموضوع بشكل كامل. إذا كانت الجرأة كلاماً وفعلاً تصبّ في خدمة الدور والنصّ، أقبل بها بحدود طبعاً، لأن مجتمعنا العربي لا يفسح في المجال إزاء الجرأة الكاملة. وبرأيي الجرأة المطلقة والزائدة لا تشكّل إضافة، وليست أفضل وسيلة لإيصال فكرة ما.تجرأت ممثلات شكلاً ومضموناً ما عرّضهن لكثير من الانتقاد والربط ما بينهن وبين الشخصيات؟صحيح للأسف. يجب عدم الربط بين الشخصيات الدرامية والممثل في الحقيقة. على كلٍ، الجرأة قرار شخصي لذلك أوفّق ما بين معتقداتي الخاصة وبين المجتمع الشرقي الذي أنتمي إليه. كيف تقرئين نصوص الكاتبة منى طايع؟تكتب بتأنٍ وتتعمّق بكل عبارة واردة في النصّ، فتعطي لكل كلمة أبعادها الدرامية المقصودة، لذا ألتزم التزاماً كاملاً بالنص واثقة من أنها بنت حوارها على أبحاث معيّنة ولأهداف محدّدة. انطلاقاً من ذلك أُعارض من يسعى أحياناً إلى تغيير في السيناريو لأن ذلك سيؤثر في المعاني المقصودة من الكاتبة.
تطور في الأداء
بعدما حققت أدوارك السابقة وقعاً جماهيرياً، هل أنت جاهزة لتحمّل مسؤولية دور البطولة الأولى؟طبعاً، أصبحت جاهزة للبطولة المطلقة وتحمّل مسؤولية مسلسل درامي، بعدما كنت أفضّل سابقاً التطوّر التدريجي المكتسب من خلال تراكم الخبرات والمعرفة والتطوير الذاتي الذي أحققه عبر انتقاد أدائي. لكنك استطعت التميّز من خلال أدوارك الثانوية.عُرضت عليّ سابقاً البطولة الأولى ولكنني لم أرد الانطلاق مهنياً من هذا الموقع، بل من دور مهمّ أتطوّر من خلاله وأتدرّج، خصوصاً أنني لا أزال أستفيد من خبرة المخضرمين في المهنة. فقدّمت أدواراً نوعية أثّرت جماهيرياً أكثر من أدوار البطولة الأولى محققة ردود فعل إيجابية جداً.كيف تحققين هذا التطوّر الذاتي في الأداء؟أكرّس وقتاً طويلاً للعمل على تطوير التقنيات، من خلال المشاركة في ورش تمثيلية أو من خلال مشاهدة أعمالي السابقة والقيام بنقد ذاتي، أو من خلال التمارين المكثفة على النص وعلى شخصيتي مع الكاتب والمخرج، حتى أتّحد بالشخصية سواء من ناحية الشكل أو الكلام أو التصرّف، مضيفة العفوية والبساطة ليصدّق الجمهور أدائي.ألا تستحقين برأيك التصفيق عمّا حققته من نجاح حتى الآن؟لا أركز على الأمور الإيجابية في الأداء، بل على النقاط السلبية لتحسينها. طبعاً، أستحقّ التصفيق عمّا حققت إنما هذه الردود الإيجابية أحصدها من الجمهور والصحافة والمقرّبين.أي تطوّر حققت منذ «عشق النساء» إلى «حبيبي اللدود»؟ أتطوّر على صعيدي الثقة بالنفس والخبرة.خيارات
كيف تحسمين قرارك في اختيار الأدوار؟أتلقى أدواراً كثيرة إلا أنني انتقائية بما أختار، فلا أتكّل على الفكرة رغم أنني أستطيع تصوير أدوار عدّة في الوقت نفسه أو بالتنسيق في ما بينها. لكن عندما أكون مركّزة على شخصية أفضّل عدم قبول شخصية أخرى أقل أهمية منها بل أبقى معلّقة بتلك التي أصوّرها. أقرأ شخصيتي ومحورها في القصة وقدرتها على التأثير في الناس، وما إذا كانت تستخرج ما لديّ من طاقة وتحدٍ.متخصصة في مجال التغذية فهل يحرّرك ذلك من مبدأ قبول أي دور في سبيل لقمة العيش؟طبعاً، فأنا أختار ما أريد وما يُقنعني، بدلاً من القبول مرغمة بأي دور في سبيل الإطلالة على الشاشة أو لتأمين مدخول مادي. ما نظرتك كممثلة شابة واعدة نحو عجلة الإنتاج الدرامي اللبناني؟انعكس التطوّر الإنتاجي على وفرة الأعمال المعروضة، إنما يجب توافر العوامل كلها لبناء المسلسل، أي توافر إنتاج نوعي وإخراج ونصّ وممثلين جيّدين لتحقيق النجاح. أحياناً نجد عاملاً جيّداً فيما تغيب العوامل الأخرى، ما يؤدي إلى الفشل. بالنسبة إلينا كممثلين، يوّفر تطوّر الإنتاج لنا فرص عمل أكثر ويحمسّنا للاستمرار في المهنة والاستثمار فيها.ممثلات وسينما
تغيب ممثلات مخضرمات عن الشاشة فيما تحضر أخريات بشكل دائم، أي عبرة تستخلص روان طحطوح من ذلك؟ تقول في هذا المجال: «لا مساواة في هذا المجال المهني، لأن السوق ضيّقة ولا فرص إنتاجية كثيرة. ومن جهة أخرى، تتعامل شركات إنتاج مع فريق عمل محدّد نراه على مدار السنة في الأعمال الدرامية المعروضة، ما يؤثر في حضور الممثلين الآخرين. يدفعني هذا الواقع إلى التفكير ملياً في مستقبلي المهني في قطاع التمثيل». أما حول الأفلام السينمائية اللبنانية، فتفضل طحطوح تجربة الأنواع السينمائية كافة، لأنها بالنسبة إليها تجربة شخصية كبيرة تعشق خوضها، خصوصاً مع تحرّك عجلة الصناعة السينمائية راهناً».