«بكبسة زر»... أصبحت مضابط جلسات مجلس الأمة جاهزة، بعد أن كانت تأخذ أياما في الطباعة والإعداد والمراجعة.هذا «التحول الزمني» في إنجاز المضابط بدأ مع تطبيق مشروع «المضبطة الإلكترونية»، وهو برنامج يحول الكلام الصوتي الى نص مكتوب بنسبة دقة تتجاوز 90 في المئة ومن دون اي تدخل بشري.
ويعتبر هذا البرنامج غير مسبوق، أو كما يقول الأمين العام المساعد لقطاع الجلسات في الأمانة العامة لمجلس الأمة عادل اللوغاني: «فريد من نوعه، فهي المرة الأولى التي يتم فيها تطبيق مثل هذا النظام في المجالس البرلمانية الخليجية».
تطوير الآلية
وجاءت فكرة «المضبطة الإلكترونية» من الاتجاه العام للمجلس نحو التحول الى النظام الالكتروني وتفعيل استخدام التكنولوجيا في اعماله، فكان التفكير، كما يقول اللوغاني، في تطوير آلية عمل مضابط الجلسات لمواكبة هذه الرغبة، فكان هذا المشروع لجعل المضبطة إلكترونية لا ورقية.وذكر اللوغاني أن توثيق المضبطة كان يتم يدويا، إذ تطبع حرفيا ثم تراجع وتصحح، وهذه العملية كانت تأخذ أياما عدة، أما الآن ومع تطبيق المضبطة الإلكترونية، التي تحول النص الصوتي إلى مكتوب آليا بنسبة دقة تتجاوز 90 في المئة، فقد أصبح الأمر أسرع بكثير، إذ يمكن أن تكون المضبطة جاهزة بعد ساعة واحدة من انتهاء الجلسة.وأوضح أن «دور الطباعين أصبح مراجعة الكلام والنص لا طباعته، وهو ما ساهم في توفير الوقت والجهد، فأصبحت المضبطة بكبسة زر واحدة تخرج لنا منسقة ومدققة وجاهزة بشكل كامل».وأفاد بأنه «منذ المجلس السابق بدأنا اعتماد تجارب تطبيق المضبطة الإلكترونية، مع استمرار العمل بالمضبطة اليدوية، لاكتشاف الاخطاء والعمل على معالجتها قبل التحول بالكامل الى النظام الالكتروني»، مبينا ان التطبيق الكامل لمشروع المضبطة الإلكترونية بدأ في المجلس الحالي.اقتباس الفكرة
وكشف اللوغاني أن عددا من الدول الخليجية زارت مجلس الأمة، واخذت فكرة المشروع لتطبيقها في مجالسها التشريعية والنيابية، مشيرا الى أن سلطنة عمان اخذت تفاصيل البرنامج وتعمل على تطبيقه، وكذلك قطر والبحرين التي تجري الترتيبات لتنفيذ هذا المشروع. ولفت الى أن «الامارات هي الدولة الوحيدة التي سبقتنا في استخدام النظام الإلكتروني بالمجلس الوطني الاتحادي، لكن عملهم مختلف كليا عما نقوم به، فهم يعدون محضر اجتماع وليس مضبطة، فالأخيرة يتم فيها تسجيل كل كلمة تقال في الجلسة».وأكد أن مضابط جلسات المجلس موجودة منذ عام 1963 حتى اليوم، بما فيها مضابط المجلس التأسيسي، لافتا الى انه إضافة الى المضابط التي تصل الى 1488 يوجد ما يقارب 40 ألف تقرير للجان البرلمانية، وهي متوفرة جميعها أمام أي طالب أو باحث أو مهتم بالشأن السياسي والبرلماني. وشدد على أن مضابط الجلسات تعتبر تاريخ الحياة البرلمانية والديمقراطية بالكويت، ومراجع تاريخية ووثائق مهمة يعود اليها الخبراء والنواب للاستشهاد والاطلاع بشأن كيفية التصرف في حوادث معينة، مثلما حصل في جلسة التصويت على إسقاط العضوية، إذ تم الرجوع الى المضابط والسوابق البرلمانية.التطور التقني
من جانبه، تحدث مدير إدارة المضابط في الأمانة العامة لمجلس الأمة محمد الخنفر عن بدايات عمل المضابط، التي كانت يدوية وبدائية، ثم تطورت مع التطور التقني والتكنولوجي الى أن وصلت الى المضبطة الإلكترونية التي تمثل نقلة نوعية في إعداد المضابط.وأشار الخنفر الى انه تم إدخال الموظفين في دورات تدريب لإكسابهم الخبرة والقدرة على التعامل مع المشروع الجديد، مؤكدا أن «المشروع مستمر وسيتم تطويره بما يخدم عملنا ويسرع في إنجاز المضبطة بدقة عالية وتنسيق تام».وذكر مهندس الكمبيوتر في إدارة المضابط يوسف الزعبي أن «عملنا هو فحص برنامج المضبطة الإلكترونية، وإجراء التجارب قبل الجلسة، للتأكد من الصوت وجودته، ووصوله إلى أجهزة الكمبيوتر، إضافة إلى الاستعداد أثناء الجلسة للتدخل عند حدوث أي خلل أو مشكلة، فلدينا خطة طوارئ وبدائل جاهزة لضمان عمل المضبطة الإلكترونية».شكراً للغانم وعلام
تقدم اللوغاني والعاملون في إدارة المضابط بالشكر الجزيل إلى رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، على دعمه الكبير واهتمامه ومتابعته لهذا المشروع، وكذلك الأمين العام للمجلس علام الكندري، على الدعم وتوفير المخصصات المالية لتنفيذ المشروع.
العبارات المشطوبة
اعتبر رئيس قسم التدقيق والمراجعة محمد النجدي أن عملية صياغة المضبطة ليست سهلة، وتأخذ جهدا كبيرا في المراجعة والتدقيق، حتى تكون كل الإجراءات صحيحة وسليمة بنسبة 100 في المئة، من ناحية الأسماء والالفاظ والمرفقات، مثل تقارير اللجان، إضافة إلى التأكد من كشف الحضور والغياب والعبارات المشطوبة من الجلسة.
مضبطة النائب
كشف الأمين العام المساعد لقطاع الجلسات في الأمانة العامة لمجلس الأمة عادل اللوغاني عن خطط لإضافة بعض الأمور إلى المضبطة الإلكترونية، ومنها مضبطة النائب، وهي أن يتاح استخراج كل الكلام الذي قاله أحد النواب بالقاعة بشكل إلكتروني في كل المجالس النيابية، بدلا من البحث عن حديثه في كل مضبطة على حدة، مشيرا الى أن هذا الموضوع مازال تحت البحث والدراسة.
تسجيلات اللهجة الكويتية
قال رئيس قسم التحرير في إدارة المضابط حسن العجمي إن القسم هو الذي يحرر المضبطة، موضحا أن «العملية في السابق كانت تقوم على تفريغ الجلسة، أما الآن فنقوم بإجراء تصحيح بسيط وإضافة أسماء المتحدثين، وبعض الإجراءات الضرورية لتنسيق شكل المضبطة». وشدد العجمي على أن «التدخل البشري أصبح محدودا في إعداد المضبطة، بعدما وصلنا الى نسبة دقة تتجاوز 90 في المئة من النجاح بتحويل الاصوات الى نص مكتوب». وتابع: «وصلنا الى هذه المرحلة من الدقة، بعدما زودنا البرنامج بأكثر من 500 ساعة من التسجيلات الصوتية القديمة للجلسات السابقة، بهدف قراءة البرنامج ألفاظ ومفردات اللهجة الكويتية لذلك أصبح قادرا على تحويل اللهجة المحلية الى نص مكتوب».