روحاني ينتهز زيارة صالح لتعزيز التجارة بمواجهة العقوبات الأميركية

في وقت تلقي "سياسة البراغماتية"، التي اعتمدتها بغداد حول الالتزام بالعقوبات الأميركية، على إيران بظلال رمادية، انتهز الرئيس الإيراني حسن روحاني قيام الرئيس العراقي برهم صالح بزيارة لطهران أمس، وأكد سعي بلاده لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين الجارين.

وقال روحاني، في مؤتمر مشترك مع برهم: "حجم التبادل الاقتصادي والتجاري بين البلدين يصل الآن إلى 12 مليار دولار، ويمكننا أن نرفعه إلى 20 مليار دولار في المستقبل القريب".

وأضاف "بحثنا اليوم القضايا المشتركة والتعاون في مجال النفط والغاز والمنتجات النفطية والتنقيب عن النفط".

وتابع "بحثنا كذلك مشروع السكك الحديدية الرابط بين البلدين خصوصا في الجنوب، وهذا المشروع يمكننا من عمليات نقل البضائع والمسافرين بسهولة أكبر".

من جانبه، قال الرئيس العراقي: "لن ننسى دعمكم لنا أيام النضال ضد الرئيس المقبور صدام حسين، ودعم إيران الجارة العزيزة لنا في الحرب ضد الإرهاب، وهي محط تقدير واحترام العراقيين".

وأضاف: "نريد أن ننطلق إلى حالة أفضل مما نحن فيه اليوم، وهذا ما يستحقه الشعبان الجاران". وتأتي زيارة صالح بعد جولة شملت عدة دول عربية استهلها من الكويت.

في السياق، أظهرت نتائج استطلاعات رأي حديثة تراجع النفوذ الإيراني داخل الوسط الشيعي العراقي، وذلك في تغير جذري لاتجاهات الشارع العراقي، الذي تحول إلى رفع شعارات احتجاجية ضد هيمنة نظام طهران على بلاد الرافدين.

فبحسب الرئيس التنفيذي لمركز المستقلة للأبحاث في العاصمة العراقية، منقذ داغر، فإنه "في حين يتعامل العديد من المحللين مع النفوذ الإيراني على أنه إحدى الحقائق الطبيعية، فإن أدلة مستقاة من استطلاع جديد للرأي العام تظهر أن شهر العسل الإيراني مع الشيعة العراقيين يتلاشى بسرعة".

وبحسب مقال نشره داغر في "واشنطن بوست" الأميركية، فإن نتائج دراسة استقصائية أظهرت تغييرات جذرية حقيقية، فقد انخفضت نسبة الشيعة العراقيين الذين لديهم مواقف موالية لطهران من 88 في المئة في 2015 إلى 47 في المئة في 2018. وخلال الفترة نفسها، ارتفع من لديهم مواقف مناهضة تجاه إيران من 6 في المئة إلى 51 في المئة.

في غضون ذلك، انتشرت قوات أمنية ترافقها عناصر من مكافحة الشغب أمام مبانٍ حكومية في الأهواز.

وصعّد عمال مصنع الصلب في الأهواز جنوب البلاد، أمس، من احتجاجاتهم المتواصلة ضد حكومة الرئيس حسن روحاني، حيث خرج العمال مع عائلاتهم للضغط على الحكومة لدفع رواتبهم المتأخرة منذ أكثر من سنة ونصف السنة، فيما هتفت عائلات عمال في شركة صناعية بمدينة الشوش: "نحن جائعون".

وذكرت قناة "صوت الشعب" الداعمة للاحتجاجات، أن المئات من عمال مصنع "فولاذ أهواز" للصلب والحديد، خرجوا أمس في مسيرة حاشدة أمام مقر مبنى الحكومة المحلية في الأهواز عاصمة إقليم خوزستان للمطالبة برواتبهم وحقوقهم.

إلى ذلك، طالب الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي، المعروف بين داعميه برئيس "حكومة الإصلاحات" والتيار الإصلاحي، بمواجهة ما سماه "الفساد المستشري في البلاد الذي أصبح يهدد كيان الأمة الإيرانية".

وشدد خاتمي المغضوب عليه من قبل التيار المتشدد، في رسالة وجهها للمؤتمر الخامس لحزب "اتحاد الأمة الإيرانية الإسلامية": "على أهمية التحزب ودعم النظام لتشكيل الأحزاب وإزالة الحواجز، والرقابة ضد منظمات المجتمع المدني".

وفي نفس الوقت، هاجم محمد خاتمي العقوبات الأميركية، ودافع عن حكومة روحاني لتمسكها بالاتفاق النووي الذي وصفه "بركة للبلاد".