رغم أن جميع المعطيات تشير إلى أن ملف تشكيل الحكومة رحل إلى أجل غير مسمى، فإن المساعي على خط العقدة السنية لا تزال قائمة، وإن بوتيرة ضعيفة لا ترقى الى مستوى حل، فالوساطة التي يقوم بها وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل لا تزال في إطار الأفكار التي يعمل على بلورتها من خلال لقاءاته مع المسؤولين السياسيين والروحيين، من دون أن يكون هناك حل كامل متكامل، بانتظار أن يخفف السياسيون من سقف طروحاتهم ليبدأ التفاوض الجدي. وأبدت مصادر متابعة خشيتها «من دخول الحكومة نفقا مظلما قد لا تخرج منه قريبا، إذ إن حزب الله مرتاح إلى استمرار سريان العمل بحكومة تصريف أعمال تحكم بقرارها طويلا، ويستطيع الاستمرار في ممارسة هذه السياسة، ما دام الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري غير قادر على تأليف حكومة جديدة تراعي شروطه».
في السياق، شدد الحريري، في كلمة ألقاها خلال رعايته العشاء الاقتصادي أمس الأول، على أن الحل في موضوع تأليف الحكومة ليس لديه بل لدى الآخرين.وكان نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم قال أمس الأول إن «القرار اليوم بيد رئيس الوزراء المكلف لأن المشكلة منه والحل معه».وأشار الحريري إلى أن هدفه الأساسي سبل تطوير البلد، مضيفا: «لدينا فرصة ذهبية لتطوير لبنان، وخصوصا بعد مؤتمر سيدر، وأي حكومة ستأتي قريبا في المستقبل فستضع في بيانها الوزاري كل الإصلاحات والمشاريع الواردة في المؤتمر، وكل الفرقاء السياسيين سبق أن وافقوا على ذلك».وذكر أن «القطاع الخاص هو الذي يرفع الاقتصاد الوطني، وكلما كبر القطاع الخاص الصغير والمتوسط، كبر الاقتصاد أكثر فأكثر. وعليه، إذا عملنا كقطاع عام معكم أنتم القطاع الخاص، فسيكون ذلك هو الأساس في النمو الذي نرجوه، أضف إلى ذلك أنه سيدر ليس فقط مجموعة مشاريع، بل مجموعة إصلاحات أيضا، ومن دون هذه الإصلاحات لا يمكن أن ننهض بالبلد، والأهم أننا قبل ذهابنا إلى هذا المؤتمر، وافق مجلس الوزراء على كل الإصلاحات والمشاريع المندرجة فيه».وقال مسؤولون كبار بالبنك الدولي، أمس الأول، إن لبنان يفقد القوة الدافعة في مسعاه لتشكيل حكومة وإصلاح مالية الدولة، وهو ما يضع في خطر تعهدات استثمارية من المانحين بمليارات الدولارات.في موازاة ذلك، رد عضو كتلة «المستقبل» النائب سمير الجسر، عبر حسابه في «تويتر»، على نعيم قاسم، بقوله: «الرئيس الحريري يا سماحة الشيخ نعيم قاسم، لم يضع معايير للتأليف، ورفض الاعتراف بكل بدعة وبكل عرف ما خلا ما ارتبط منها بالرئاسات الثلاث. حيدوا أنفسكم عن طرح توزير واحد من النواب الستة الذي طرحتموه، وستجدون كيف تتبدد العقد». وأضاف الجسر: «سماحة الشيخ آن أوان التواضع قليلا والتعامل مع المخاطر المحدقة بالبلاد من باب المسؤولية المشتركة، وتقديم الوفاء للوطن على الوفاء للأشخاص الذين تحضنون».
دوليات
لبنان: «العقدة السنية» تستعصي... والحريري يرد على نعيم قاسم
18-11-2018