خريف الكويت... خريف الحكومة!

ماذا تتوقعون عندما ينعكس الفساد السياسي على الإدارة الحكومية، فيكونان منظومة خراب كبرى، فيستثنى مهندس ميكانيكي، ويمنح مكتباً هندسياً وإنشائياً ومدنياً يمكنه من تصميم البنية التحتية للبلاد، ويشرف على تنفيذها ليجني عشرات الملايين من الدنانير على مدى عقدين من الزمن، بينما تجني الكويت اليوم بسبب ذلك سيولاً وفشلاً في أجزاء كبيرة من البنية التحتية للبلاد في التعامل مع هذا الظرف الجوي، رغم أن ما شهدناه لا يعتبر عاصفة من الدرجة الأولى أو حتى الثالثة، حسبما تشهده بعض دول العالم.في 11 نوفمبر 1997 شهدت البلاد أمطاراً غزيرة كانت نتيجتها وفاة سيدة وطفلها في منطقة الجابرية، وسائق شاحنة في نفق جسر الغزالي، وشكلت لجنة برلمانية للتحقيق فيما أحدثته الأمطار من أضرار، وانتهت إلى تقرير كان معظمه ردوداً من وزارة الأشغال العامة بأنها تعتمد أفضل المواصفات العالمية والتصاميم في البنية التحتية، وانتهى الأمر بتوصيات حفظت في الأدراج، لنصحو على نتائج أمطار خريف 2018 المخربة لأملاك ومقتنيات المواطنين والمقيمين.أعتقد أن الحل أن نفتح السوق الكويتي للمقاولين والمكاتب الهندسية من جميع أنحاء العالم دون وكيل كويتي، لأننا مع الوكيل المحلي "تيتي تيتي... لا رحتي ولا جيتي"... لأنه سيقتطع لنفسه نسبة عالية من قيمة المناقصة تجبر المقاول أو المكتب الهندسي على تقليل مصاريفه على حساب جودة الأداء والمواد، ونتمنى من الحكومة ألا تعطي أي مقاول محلي شارك في إنشاء البنى التحتية الحالية أي مناقصة لإصلاح أضرار الأمطار الأخيرة، لأنها ستكون بمنزلة مكافأة له... والله يعينك يا كويت على أفعال بعض أبنائك!