أحيت الأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية بقيادة المايسترو هاروت فازليان الاحتفال التكريمي للفنان العالمي شارل أزنافور الذي دعا إليه المعهد الوطني العالي للموسيقى وجمعية هامسكايين الأرمنية للثقافة والتربية وبدعم من مصرف BBAC، وشارك فيه كل من: السوبورانو كورين متني، والتينور إيليا فرانسيس، وهايك بيتروسيان، وعازف البيانو كارين أنانيان.
فنان مرهف
في مستهل الاحتفال ألقى رئيس المعهد الوطني العالي للموسيقى بسام سابا كلمة شكر فيها رئيس الجمهورية على رعايته هذا التكريم، كما اللبنانية الأولى ناديا الشامي عون على حضورها، مشيراً إلى أن هذا الاحتفال تحية «لشارل أزنافور الذي ولد في فرنسا، من أصول أرمنية وسجل أكثر من 1200 أغنية بسبع لغات، وشارك في كتابة أكثر من ألف أغنية، وقد تعاون مع كثير من الفنانين».أضاف: «شارل أزنافور، مغنٍ ومؤلف وشاعر وممثل، دخل قلوب الناس وسكن بيوتهم، وقدم أحاسيس مرهفة للأجيال التي عايشته، وهو الذي غنى الحب والحياة والموت والإنسان، وعرف بدعمه القضايا الإنسانية والاجتماعية».وأشار إلى أن الكونسرفتوار اليوم أراد الربط بين جميع هذه المزايا الفنية والإنسانية لتتجسد في عمل فني يحمل في طياته الجمال والمتعة والثقافة، خصوصاً أنه ترجم الفكر الإنساني إلى أعمال فنية تعني الإنسان من الداخل. فوظيفته ليست إحياء أمسية فرح ومتعة فحسب بل نشر الثقافة والفكر .وشكر سابا في ختام كلمته المايسترو هاروت فازليان وأعضاء الأوركسترا على عطائهم وجهودهم لإنجاح هذا الاحتفال.مبدع استثنائي
ألقت نانور درسركيسيان كلمة باسم جمعية «هامسكايين للثقافة والتعليم» عددت فيها مزايا شارل أزنافور و«مكانته كمبدع استثنائي. مغنً، وشاعر، وملحن، ومؤدٍ، وممثل، قدم أعماله المميزة على معظم مسارح العالم، فأدهش وأسر وحرك أنبل المشاعر».أضافت: «مجدت أعماله أجمل وأعمق وأسمى المشاعر والقيم والحالات الإنسانية، من الحب إلى الجمال والحق والعدل والوحدة والظلم والفقر... كذلك وسَّع أزنافور مجالات الفن والموسيقى، لإحياء الموروث الموسيقي لشعوب وأمم عدة، وإدخالها رحاب الموسيقى العالمية.»تابعت: «أزنافور الذي أكّد أن فرنسا وطنه، والأرمنية هويته، لم يخفِ محبته لبلاد الأرز، فلم يفوَت فرصة لزيارتها، فبادلته المحبة واستقبلته بحفاوة كلما زارها.»أسطورة الأغنية الفرنسية
في كلمته في المناسبة قال رئيس مجلس إدارة مصرف BBAC غسان عساف: «نجتمع الليلة لنستمع ونستمتع بألحان شارل أزنافور وكلماته، فهو أسطورة الأغنية الفرنسية الذي أدهشنا بفنه الجميل والراقي لسنوات طوال. أزنافور الذي نشأ في عائلة متواضعة لاجئة في فرنسا، كان، رغم الصعاب، مفعماً بالحياة والسعادة، كما عبّر في أغنيته الشهيرة La Boeme. أضاف: «كان إنساناً طموحاً عصامياً، منذ نشأته الأولى، واثقاً من نجاحاته المستقبلية. في أغنيته المعروفة je m'voyais déjà، تخيّل آلاف الجماهير تصفق له وقوفاً، وهذا ما حصل فعلاً. تحققت أحلام أزنافور نتيجة عمله الدؤوب وإصراره على النجاح، فصار من عمالقة الفنانين العالميين». تابع: «هي الروح بالذات التي تجلت في المجتمع الأرمني/ اللبناني الذي أغنى لبنان بمواهبه ومهاراته، وكان له أثر في نمو الاقتصاد ليصبح ركنا أساسياً في بلدنا الحبيب لبنان. لذا هذه المناسبة ليست تكريماً لذكرى أزنافور فحسب، بل تكريم للبنانيين الأرمن الذين تربطني بهم كل مودة واحترام وتقدير».