يعرض العاهل السعودي الملك سلمان اليوم، خلال كلمة يلقيها في افتتاح أعمال السنة الثالثة من الدورة السابعة لمجلس الشورى، ملامح سياسة المملكة الدَّاخِلِيَّة والخارجية.وقال رئيس مجلس الشورى الشيخ د. عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ في تصريح أمس، إن الأعضاء "يتطلعون لخطاب الملك الذي يأتي كل عام نبراساً لأعمال المجلس".
وأضاف أن السعودية أصبحت مثالاً يحتذى في تحقيق النمو الشامل من خلال "رؤية المملكة 2030"، وما تضمنته من خطط طموحة تهدف الى بناء المواطن السعودي، وتعزز إسهامه التنموي.من جهته، قال نائب رئيس "الشورى" د. عبدالله بن سالم المعطاني، إن الخطاب الملكي "سيبين ملامح السياسة الخارجية والداخلية للمملكة، ومواقفها من مختلف القضايا الراهنة على الساحتين العربية والدولية، ويحدد الأهداف والبرامج والغايات التي تطمح الدولة إلى تحقيقها دلالة على ما يمثله مجلس الشورى من حضور على المستوى الوطني بوصفه منطلقا للقرارات المؤثرة إيجاباً والداعمة لتحقيق تطلعاته وتوجيهاته".وأوضح المعطاني أن الرياض تشهد حراكاً على مختلف المستويات التنموية من خلال "رؤية 2030"، وتشهد حراكاً ثقافياً تسعى الرؤية من خلاله وفقاً لاستراتيجيتها إلى الرقي بهذا الوطن وأبنائه للإسهام في صناعة الإنسان السعودي القادر على مواجهة متطلبات الحياة وظروفها على تعددها واتساعها.
ختام عراقي
في غضون ذلك، وصل رئيس جمهورية العراق، برهم صالح، أمس، إلى العاصمة السعودية الرياض، لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها. وجاء في بيان صدر عن رئاسة جمهورية العراق، أن الزيارة تبحث تطورات المنطقة والعالم. وأضاف البيان: أن "زيارة الرئيس العراقي للسعودية تأتي كمسك ختام في إطار جولة إقليمية، شملت الأردن، والكويت والإمارات، وإيران التي بحث معها تعزيز العلاقات والتعاون الاقتصادي".ترامب و«الأوروبي»
إلى ذلك، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الأول، أن الولايات المتحدة ستعلن بعد يومين أو ثلاثة خلاصة نهائية بشأن قضية قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول التركية.وقال ترامب، خلال زيارة لولاية كاليفورنيا، إن الجريمة "كان يجب ألا تحدث مطلقاً".وأضاف ترامب إن التقرير الذي سيتلقاه، غدا الثلاثاء، سيشرح من الذي تعتقد الحكومة الأميركية أنه قتل خاشقجي، وما هو الأثر العام للجريمة.ورداً على أسئلة حول تقارير عن توصل المخابرات الأميركية إلى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان هو من أمر بقتل الصحافي المعارض، اعتبر الرئيس الأميركي أنها "نتيجة ممكنة".لكن المتحدثة باسم وزارة الخارجية هيذر ناويرت قالت في وقت سابق، إن التقارير التي تحدثت عن توصل الولايات المتحدة إلى خلاصة نهائية بشأن القضية "غير دقيقة".وأضافت: "لا تزال هناك عدة أسئلة بدون أجوبة فيما يتعلق بقتل خاشقجي. إن وزارة الخارجية ستواصل السعي للحصول على كل الوقائع المتصلة بذلك".وتابعت أن مساعي الوزارة ستستمر للتوصل إلى الحقيقة، وستعمل مع دول أخرى لمحاسبة المسؤولين، مؤكدة "سنقوم بذلك مع الحفاظ على العلاقة الاستراتيجية المهمة بين الولايات المتحدة والسعودية".وشددت المتحدثة على أن واشنطن اتخذت "إجراءات حاسمة" ضد أفراد مشتبه في قيامهم بعملية القتل تضمنت فرض قيود على تأشيرات الدخول وعقوبات.بدورها، أكدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني ضرورة إجراء تحقيق "شامل ونزيه وشفاف" بشأن خاشقجي الذي كان يكتب بـ "واشنطن بوست".وقالت موغيريني في بيان: "لا تزال هناك حاجة لتوضيح كامل للظروف المحيطة بالجريمة المروعة وضمان محاسبة جميع المسؤولين عنها".وبينما شددت على معارضة الاتحاد الأوروبي القاطعة لعقوبة الإعدام، قالت موغيريني "سنواصل التأكيد على أنه ينبغي أن تفرض الرياض إجراءات لضمان عدم تكرار حادثة كهذه على الإطلاق".وأضافت أنه "في الوقت المناسب، سينظر الاتحاد الأوروبي ودوله في الكيفية التي سيتمكنون من خلالها العمل معا من أجل اتخاذ إجراءات مناسبة ضد الأشخاص المسؤولين" عن العملية.نجل خاشقجي
في هذه الأثناء، أيد صلاح خاشقجي، نجل الصحافي المغدور، تكذيب سفير السعودية في واشنطن الأمير خالد بن سلمان، لما نشرته "واشنطن بوست" أمس الأول حول إغرائه لوالده بالذهاب الى قنصلية بلاده في إسطنبول.وأعاد صلاح خاشقجي عبر حسابه على "تويتر"، نشر تكذيب الأمير خالد، شقيق ولي العهد محمد بن سلمان، لخبر الصحيفة الأميركية، حول قيامه بحثّ وإغراء جمال خاشقجي على الذهاب إلى تركيا للحصول من القنصلية السعودية هناك على وثائق شخصية كان بحاجة إليها لإتمام زواجه من سيدة تركية.وكانت الناطقة باسم السفارة السعودية في واشنطن ردت على ادعاءات "واشنطن بوست"، نافية أن يكون الأمير خالد وخاشقجي ناقشا أي شيء يتعلق بالذهاب إلى إسطنبول.والأسبوع الماضي، قال وكيل النيابة العامة السعودية شلعان الشلعان، إنه طالب بعقوبة الإعدام لخمسة من المشتبه فيهم المتهمين بقتل الصحافي المعارض.وأشارت النيابة إلى حيثيات الجريمة بأن فريقا من 15 عنصرا توجه لإعادة خاشقجي إلى المملكة "بالرضا أو بالقوة" إلا أن الأمر انتهى بقتله وتقطيع جثّته.