غياب اليسار الإسرائيلي... ماذا يعني؟!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
والمهم أنه بات خيارنا كعرب وكفلسطينيين هو بين نتنياهو وليبرمان، لا بين السيئ والأسوأ، بل بين "الأسوأين"، والمشكلة أن كل هذه الانهيارات في الوضع العربي التي جاءت نتيجة قرن كامل من المواقف والتطبيقات الخاطئة وغياب الديمقراطية وسيادة السلب والنهب قد شجعت هذين على المزيد من التطرف و"شطب" الحلول المعقولة من قواميسهما، لاسيما أن ذلك الإنسان الأرعن أصبح رئيساً للولايات المتحدة الأميركية الدولة الأكثر تأثيراً إن بالنسبة لهذا الصراع وإن بالنسبة للمعادلات الكونية! وعليه لابد من التأكيد، حتى لا نبقى نسبح في شبر ماء كما يقال، على أن اشتباك غزة الأخير كان قد جاء في إطار صراع هذين "الأسوأين"، بنيامين نتنياهو وأفيغدور ليبرمان، عشية الانتخابات الإسرائيلية الجديدة، وهنا بالطبع لابد من الإشادة ببطولات أشقائنا الفلسطينيين في قطاع غزة لكن مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار أن إسرائيل أرادت أن تكون هذه المواجهة محدودة، وأنها مثلها مثل حركة "حماس" بادرت إلى الاستجابة لجهود الوساطة المصرية، حيث إن مصر لم يكن في مصلحتها اتساع رقعة الاقتتال في الوقت الذي هي فيه مشغولة ومنهمكة في سيناء وفي قضايا أخرى كثيرة.وفي حين أن نتنياهو وليبرمان أرادا هذه المواجهة بينهما عشية الانتخابات الإسرائيلية، التي من المتوقع الإعلان عنها في أي لحظة، فالمهم هو ألا يتواصل استخدامها لـ "المزايدات" على السلطة الوطنية الفلسطينية، وعلى منظمة التحرير والرئيس محمود عباس (أبومازن)، فالوضع الفلسطيني لا يحتمل هذه المزايدات، ولعل "الإخوة الحمساويين" يتذكرون أن صمود (أبوعمار)، رحمه الله، في مبنى المقاطعة في رام الله كل تلك الفترة الطويلة لم يستخدم إطلاقاً لـ "المزايدة" على أحد!