مزارع الرياح نقطة تحول في مستقبل الطاقة
في خضم التطورات المتسارعة، التي شهدتها أسواق الطاقة العالمية في الآونة الأخيرة، والتي تجلت في تقلبات يومية لأسعار النفط، وإعلان المملكة العربية السعودية خفض إنتاجها بمعدل نصف مليون برميل يومياً، اعتباراً من الأول من ديسمبر، وسط مخاوف من حدوث انهيار في الأسعار على غرار ما شهده عام 2014، إضافة إلى ازدياد إنتاج السيارات الكهربائية بصورة لافتة، يبدو من المنطقي، بحسب محللين، أن يتجه تفكير الدول المنتجة للنفط نحو مصادر طاقة نظيفة ورخيصة ومستدامة كمزارع الرياح، على سبيل المثال، رغم أن هذه لن تكون خطوة وشيكة على أي حال.ومعروف أن مزارع الرياح تنتج طاقة نظيفة وزهيدة التكلفة، كما أنها لا تسبب انبعاثات بيوت الدفيئة، ويمكن التعويل عليها فترات طويلة. وتجدر الإشارة إلى أن الصين ستؤثر بشدة على خريطة الطلب على النفط والغاز حتى عام 2040، ولكن التوقعات المتعلقة بتزايد الحرب التجارية بين واشنطن وبكين قد تسهم في إبطاء وتيرة ذلك الطلب، رغم وجود مؤشرات على تحسنه ضمن مبادرة الحزام والطريق.
وعلى أي حال، فقد أشار تقرير صدر عن موقع أويل برايس أخيراً إلى أن أسعار النفط فقدت 7 في المئة من قيمتها في يوم واحد، وهي أكبر خسارة يومية لها في ثلاث سنوات، مع استمرار الرياح المعاكسة، ورغم دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب دول منظمة "أوبك" إلى إبقاء الإنتاج عند مستوياته الحالية. وفي غضون ذلك، تناولت وسائل إعلام غربية وعربية التطورات النفطية الجديدة وانعكاساتها المحتملة، خصوصا ما يتعلق منها بهبوط أسعار نفط غرب تكساس الوسيط والخام الكندي، وأشارت إلى وجود فائض نفطي كبير يقدر بأكثر من 56.6 في المئة من احتياطي النفط في منطقة الشرق الأوسط حتى الآن، وتمتلك الولايات المتحدة 5.5 في المئة منه، في حين تمتلك أميركا الجنوبية والوسطى 14.9 في المئة، وأوروبا 10.3 في المئة، وإفريقيا 9.6 في المئة، وآسيا الباسيفيكي 3.2 في المئة.وأكد تقرير نفطي ميداني أن وجود كميات هائلة من الاحتياطات يجعلها في مأمن من أي هزات محتملة فترات طويلة، إضافة إلى اعتزام الولايات المتحدة زيادة انتاجها من النفط بحوالي 5.7 ملايين برميل في اليوم، لسد حاجتها للاستهلاك المحلي، إذ تشير التقديرات الى وصوله إلى أكثر من 18 مليون برميل يومياً.وأشار التقرير إلى أن سعي الولايات المتحدة إلى رفع انتاجها من الخام قد يصل بها الى مستوى 15 مليون برميل في اليوم بحلول 2020، ليتجاوز بذلك طاقة المملكة العربية السعودية البالغة 12.5 مليون برميل يومياً، ولكن التقرير استبعد حدوث ذلك، لأنه يعني زيادة الإنتاج من خلال احتياطيات الزيت الصخري الأميركي، الذي يستحيل التعويل عليه في ظل أسعار النفط الحالية.وخلص التقرير إلى التحذير من التداعيات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، نتيجة تبادل الاتهامات بين واشنطن التي تشدد على تطبيق العقوبات الاقتصادية الأميركية وبين طهران، التي يؤكد أنها تمتلك الوسائل والسبل للالتفاف على تلك العقوبات.