أعرب وزراء خارجية الدول الـ27 التي تتبقى في الاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا، أمس، عن تأييدهم لاتفاق «بريكست» الذي تم التوصل إليه بين بروكسل ولندن.وأعلن مفاوض شؤون خروج بريطانيا في الاتحاد الأوروبي ميشيل بارنييه عقب اجتماع في بروكسل لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي «إنني سعيد بأن الوزراء أيدوا اليوم (الاثنين) الحزمة بالكامل، وخصوصا، أيدت الدول الأعضاء مشروع اتفاق الانسحاب».
وأكد في مؤتمر صحافي أن مسودة الاتفاق التي تم التوصل إليها بين الاتحاد ولندن «منصفة ومتوازنة». وقال بارنييه: «نحن في الواقع في لحظة حاسمة في هذه العملية، ويجب ألا يغيب عن عين أحد التقدم الذي تم إحرازه في بروكسل ولندن».وأشار إلى أن المفاوضين من بريطانيا والاتحاد الأوروبي يواصلون الآن مساعيهم للانتهاء من إعلان سياسي مشترك يحدد العلاقة المستقبلية.وختم بارنييه حديثه قائلا: «الآن أكثر من أي وقت مضى، لابد أن نبقى جميعا هادئين، ونجعل تركيزنا على الحاجة إلى مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي بأسلوب منظم».من ناحيته، أعلن الوزير النمساوي المكلف الشؤون الأوروبية غيرنوت بلوميل الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي أنه «تم الانتهاء من الخطوة الأولى الصعبة، لقد نجحنا في الحفاظ على الوحدة».بدوره، قال وزير الشؤون الأوروبية الألماني، مايكل روث، «لا يمكن التوصل لاتفاق أفضل من المطروح على الطاولة». ورفض وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير أي احتمال لإعادة التفاوض.كما صرح وزير خارجية لوكسمبورغ، جان أسلبورن، للصحافيين لدى وصوله إلى بروكسل، ان «أي اتفاق أفضل من لا اتفاق»، مضيفا: «أعتقد أن من مصلحة بريطانيا والاتحاد الأوروبي أن يتحقق هذا الاتفاق».وكرر وزير خارجية بلجيكا ديدييه رايندرز ذلك، ودعا وزير خارجية هولندا ستيف بلوك إلى رؤية «طموحة» للعلاقات المستقبلية بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي في إطار الإعلان السياسي الذي يعمل عليه الجانبان الآن ليواكب اتفاق الخروج.وبعد مرور عامين على تصويت البريطانيين في استفتاء عام 2016 على الخروج من الاتحاد الأوروبي، توصل الجانبان إلى اتفاق خروج مبدئي ويعملان على وضع إطار عام للعلاقات المستقبلية.ورغم أن مصير الاتفاق غير واضح على الجانب البريطاني، يعد الاتحاد الأوروبي لعقد قمة الأحد المقبل لجميع زعماء الدول الأعضاء للموافقة على الاتفاق.ويطور الاتحاد كذلك خطط الطوارئ لاحتمال خروج بريطانيا دون اتفاق إذا فشل الجانبان في إقرار الاتفاق، واضطرت بريطانيا للخروج في الموعد المقرر يوم 29 مارس 2019، مع عدم وجود ترتيبات تذكر للحد من الآثار الاقتصادية وغيرها.
ماي
وفي لندن، وبعد أسبوع «صعب» تخلله استقالات وزراء من الحكومة بسبب الخلافات حول «بريكست»، قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، أمس، إن اتفاق «بريكست»، سيتيح للشعب البريطاني فرصة السيطرة على المهاجرين القادمين من الاتحاد الأوروبي.وأضافت في كلمة أمام كبار رجال الأعمال في بلادها: «بمجرد مغادرتنا الاتحاد الأوروبي، سنسيطر تماما على كل من يأتي إلى هنا».وقالت: «لن يعد الأمر أن مواطني الاتحاد الأوروبي، بصرف النظر على المهارات أو الخبرة التي يقدمونها، يمكنهم تخطي الطوابير قبل مهندسي سيدني أو مطوري البرامج من دلهي».وأضافت أن «القواعد الجديدة لقدوم مهاجرين من الاتحاد الأوروبي، لابد أيضا أن تعكس ثقة الشعب من خلال جعله يتحكم فيمن يأتي إلى هنا».وتابعت: «أن محادثات حاسمة لا تزال جارية مع بروكسل لإتمام آخر تفاصيل بريكست استعداداً لاعتماده رسمياً بين الطرفين، الأحد المقبل».وتواجه رئيسة الوزراء البريطانية صعوبات في الداخل للإبقاء على الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي، والدفع به إلى البرلمان البريطاني وسط انتقادات من الساسة المؤيدين للخروج من الاتحاد الأوروبي والأيرلنديين الشماليين والراغبين في الإبقاء على علاقات أوثق مع التكتل.دنكن
في المقابل، دعا رئيس الدولة البريطاني لشؤون أوروبا والأميركتين، آلان دنكن، أمس، النواب البريطانيين، لدعم ماي.وقال في مؤتمر صحافي «إن رئيسة الوزراء أوضحت أن اتفاق الانسحاب قد تم مع وجود بعض النقاشات حول الاتفاق الإطاري لعملية الخروج». أضاف أن رسالة ماي لزملائها البرلمانيين في لندن هي «ضرورة دعمهم لرئيسة الوزراء بنسبة 100 في المئة». وأعرب دنكن عن تأييده لتصريحات لرئيسة الوزراء بأن «ما تحتاج إليه بريطانيا بالوقت الحالي هو دعم البرلمانيين لها لتحقيق أفضل النتائج.. والمهم بالوقت الحالي هو المناقشات التي تتم بين بلادها والاتحاد الأوروبي بشان اتفاق (بريكسيت) وليس الأصوات التي تنتقد اعمالها».6 خطابات
وكتبت صحيفة «صن» البريطانية، أمس، أن معارضي ماي بحاجة إلى 6 خطابات فقط لبلوغ الحد اللازم لإجراء اقتراع على سحب الثقة منها.وأضافت أن 42 نائبا من حزب المحافظين قدموا تأكيدات على أنهم سلموا خطابات بإجراء اقتراع على سحب الثقة، في حين أن الأمر يتطلب تسليم 48 خطابا.وأشارت ذا صن إلى أن 25 نائبا أعلنوا أنهم سلموا الخطابات، في حين قال 17 آخرون في أحاديث خاصة إنهم كتبوا خطابات لجراهام برادي رئيس ما يعرف بلجنة 1922 التي تضم نواب حزب المحافظين الذين لا يشغلون مناصب حكومية.