وضع العاهل السعودي الملك سلمان خطوطاً عريضة لسياسة المملكة بشأن ملفات داخلية وخارجية، وذلك في كلمة له بمناسبة افتتاح أعمال السنة الثالثة من الدورة السابعة لمجلس الشورى في الرياض، أمس. وفي كلمته التي ألقاها بوجود كبار رجالات الدولة وبُثت مباشرة على التلفزيون، أكد العاهل السعودي دعم بلاده لحلول سياسية في الأزمتين اليمنية والسورية، داعياً إلى وضع حد لأنشطة إيران المزعزعة.
داخلياً، أكد الملك سلمان أن «الدولة ماضية في خططها لاستكمال تطوير حوكمة أجهزتها لضمان سلامة إنفاذ الأنظمة والتعليمات وتلافي أي تجاوزات أو أخطاء»، مضيفاً أن المملكة «أُسست على نهج إسلامي يرتكز على إرساء العدل، ونعتز بجهود رجال القضاء والنيابة العامة في أداء الأمانة الملقاة على عاتقهم».وأكد أن «هذه البلاد لن تحيد عن تطبيق شرع الله، ولن تأخذها في الحق لومة لائم»، مشدداً على التمسك بـ «الشريعة الإسلامية منهجاً وتبني قيم الوسطية والتسامح والاعتدال».خارجياً، أشار خادم الحرمين إلى أن المملكة ستواصل جهودها لمعالجة أزمات المنطقة وقضاياها، مؤكداً أن «القضية الفلسطينية ستبقى قضيتنا الأولى إلى أن يحصل الشعب الفلسطيني على جميع حقوقه المشروعة».
وعن اليمن، قال إن «وقوفنا إلى جانب اليمن لم يكن خياراً، بل واجب اقتضته نصرة الشعب اليمني بالتصدي لعدوان ميليشيات انقلابية مدعومة من إيران»، مؤكداً دعمه لـ «حل سياسي وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني».وتطرق العاهل السعودي إلى ملف إيران، موضحاً أن «النظام الإيراني دأب على رعاية الإرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وإثارة الفوضى والخراب في العديد منها»، داعياً «المجتمع الدولي لوضع حد لبرنامج هذا النظام النووي والبالستي، ووقف نشاطاته التي تهدد الأمن والاستقرار».على الصعيد الاقتصادي، أكد الملك أن المواطن السعودي هو المحرك الأساسي للتنمية، وأن خطط وبرامج رؤية المملكة 2030 تسير بشكل متوازٍ وتحقق أهدافها بمعدلات مُرضية، لافتاً إلى أن من أولويات المرحلة المقبلة مواصلة دعم القطاع الخاص السعودي.