يحيي لبنان اليوم عيد الاستقلال في وضع سياسي مأزوم مع حكومة تصريف أعمال منذ الانتخابات النيابية في مايو الماضي.

وجاءت جلسة مجلس الأمن أمس، التي ناقشت الأوضاع في لبنان، خصوصا قضية حزب الله والتأكيدات الإسرائيلية على وجود مخازن سلاح للحزب في مناطق سكنية وحيوية، مضافة إلى الأنباء الواردة من واشنطن عن موجة جديدة من العقوبات ستطال أنشطة للحزب، وسط تشاؤم اقتصادي، لتلقي ظلال سوداء على اليوبيل الماسي للاستقلال.

Ad

وأقيم حفل إزاحة الستار عن النصب التذكاري في وزارة الدفاع، أمس، بمناسبة الاستقلال بحضور عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري والحريري.

وفي المناسبة، ألقى قائد الجيش العماد جوزيف عون كلمة قال فيها مخاطبا رئيس الجمهورية: "على عاتق عهدكم مسؤوليات جسام ملقاة، ليس أقلها استكمال المهمات الوطنية، فمسيرة وطننا بكل تعقيداتها أثمرت دولة مع كل الضغوط التي عرفتها نجحت في بلورة نموذج مجتمعي متطور".

وتوجه إلى العسكريين بالقول: "شعبكم اليوم يتطلع اليكم بفخر وإباء، بعدما دحرتم الارهاب بوجهه العسكري ودمرتم البنية التحتية لخلاياه الامنية في الوقت الذي بقيت قبلة أعينكم الحدود الجنوبية حيث العدو الاساس".

أما رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع فقد هنأ اللبنانيين بمناسبة عيد الاستقلال، وقال في بيان: "هذا العيد الغالي علينا جميعا، والذي لم نستطع حتى اللحظة ترجمته كما يجب. يبقى الاستقلال ناقصا غير ناجز طالما بقي القرار الاستراتيجي العسكري الأمني خارج الدولة، وطالما بقي سلاح خارج الدولة".

ورغم أن التوقعات اشارت الى أن مبادرة رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل انتهت بعد لقائه النواب السنة المستقلين قبل ايام، فإن مصادر سياسية متابعة أكدت أن "وساطة باسيل مستمرة، ولم تنته كما توقع البعض".

وأشارت المصادر إلى أن "الهدف الأول من تحرك باسيل يكمن في تأمين لقاء بين الرئيس المكلف والنواب السنّة، بحيث من الضرورة بمكان الاعتراف بأنهم يشكلون شريحة من الشارع السني أفرزتها الانتخابات النيابية الأخيرة".

وشددت على أن "أي حل لهذه العقدة من المفترض أن ينطلق من اللقاء المباشر بين الحريري وخصومه، وباسيل مصر على ان يحصل اللقاء خلال أيام".

وكان اللقاء بين باسيل والنواب الستة السنة المستقلين المنضوين في "اللقاء التشاوري"، في دارة النائب عبدالرحيم مراد ببيروت، انتهى بتصريحات سلبية، إذ إن مراد جدد التأكيد على إصرار "اللقاء التشاوري" على توزير أحد أعضائه في الحكومة المنتظرة.

أما باسيل فلم يتوان عن الذهاب أبعد من ذلك، إلى حد الاشارة إلى احتمال التراجع عن الاتفاق المعقود بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري بشأن نيل بعبدا (مقر رئيس الجمهورية) وزيرا سنيا من حصتها، مقابل مقعد ماروني يؤول إلى الحريري، "إذا كان ذلك يساعد في إنجاز الحل".

وفي إطار زيارة الأعتاب الرسولية، التي يقوم بها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وأساقفة الكنيسة المارونية، جرى للمرة الأولى خرق البروتوكول المعتمد في الفاتيكان، حيث سمح قداسة البابا فرنسيس لوفد من العلمانيين اللبنانيين بالانضمام الى هذه الزيارة والمشاركة في لقاء خاص معه.

وضم الوفد اللبناني المشترك، الذي نظمته المؤسسة المارونية للانتشار، نواباً من مختلف الطوائف، هم آلان عون، علي بزي، ياسين جابر، نقولا نحاس، نديم الجميل، شوقي دكاش، طوني فرنجية، رولا طبش، جان تالوزيان، إضافة الى الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري، إلى جانب وفد المؤسسة المارونية للانتشار برئاسة شارل الحاج.

وفي مستهل اللقاء، ألقى الراعي كلمة عرّف فيها بالوفد اللبناني، وشكر البابا على استقباله "الاستثنائي غير المعهود خلال زيارات الأعتاب الرسولية، وتخصيصه الوفد اللبناني بلقاء مميز".

ثم ألقى البابا كلمة ترحيب قال فيها: "أشكر صاحب الغبطة على كلمته، وقد قال إنه حدث استثنائي ان يرافق العلمانيون الأساقفة في زيارتهم للاعتاب الرسولية"، وأضاف ممازحا: "هكذا يمكنهم التكلم على الأساقفة".