رغم دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى «الحوار»، لإقناع المتظاهرين بوضع حد لاحتجاجاتهم، التي تشل حركة السير على الطرقات العامة، وتمنع الوصول إلى مستودعات النفط، التي تحاول قوات الشرطة فتح الطرق المؤدية إليها، دخلت، أمس، احتجاجات «السترات الصفراء»، وهم متظاهرون غاضبون من زيادة الرسوم على المحروقات في فرنسا يومها الخامس، وهددت بشل الحركة في باريس السبت المقبل.وكان المتظاهرون واصلوا تحركاتهم أمس الأول، عبر إقامة حواجز لإبطاء حركة السير قرب نقاط دفع رسوم الطرقات السريعة، وعند الساحات في مناطق عدة، وشهدت حركة السير اضطرابا على طرق عامة عدة وعند نقطة دفع رسوم في فيرساك على الطريق بين بوردو وباريس في جنوب غربي فرنسا.
وتحدث مصدر في الشرطة عن 10500 متظاهر في جميع أنحاء فرنسا أمس الأول، وكان عددهم 27 ألفا الاثنين، و290 ألفا السبت.ويتوقع أن تستمر الحركة الأيام المقبلة، بينما تتزايد الدعوات على شبكات التواصل الاجتماعي إلى شل الحركة في باريس السبت المقبل. ويدعو البعض إلى «فصل ثان» يتمثل في تظاهرة وطنية في ساحة الكونكورد وسط العاصمة في ذلك اليوم.وأعلن 29 ألف شخص حتى الآن نيتهم المشاركة في التظاهرة، في الحدث الذي تمت الدعوة إليه عبر «فيسبوك»، بينما قال 195 ألفا آخرين أنهم «مهتمون» به.وقال سكرتير الدولة لدى وزارة الداخلية لوران نونييز إن تظاهرة السبت المقبل لن تُمنع، لكن لا يمكن تنظيمها في ساحة الكونكورد لأسباب أمنية.وأشارت استطلاعات للرأي الى أن الحركة التي انطلقت على شبكات التواصل الاجتماعي في 17 نوفمبر، من غير أن يكون لها قائد معروف، تحظى بتأييد 75 في المئة من الفرنسيين.وانطلقت التحركات بالأساس احتجاجا على زيادة أسعار الوقود، غير أن «السترات الصفراء» وسعت نطاق مطالبها للتنديد بالنظام الضريبي بصورة عامة وبتراجع القدرة الشرائية. وحصلت الحركة على دعم اتحاد «القوة العمالية» (فورس أوفريير) للنقل، ثالث منظمة في هذا القطاع، دعت أعضاءها ومؤيديها إلى الانضمام إلى الحركة للمطالبة بتحسين القدرة الشرائية.وفي بروكسل، المجاورة، أفاد مصدر في الشرطة، أمس، بأن رجلين أوقفا على ذمة التحقيق بعد حصول تجاوزات في إطار احتجاجات «السترات الصفراء» قرب مستودع للنفط جنوب بلجيكا.ومنذ الجمعة الماضي، بات مستودع فيلوي، الذي تديره مجموعة «توتال» الفرنسية بين بروكسل ومونس (جنوب) من النقاط الساخنة في بلجيكا للاحتجاجات التي انطلقت في فرنسا.وقالت الشرطة إن محتجين يتجمعون في هذه النقطة بصورة متكررة، لعرقلة حركة المرور وتدهور الوضع مساء الاثنين والثلاثاء.وتعرضت قوات الأمن للرشق بأغراض، وأحرقت شاحنة صهريج، وتعرضت أخرى تنقل منتجات للنهب، كما ذكر دومينيك رامي، مفوض الشرطة لمنطقة ماريمون.وذكر أنه «من الواضح أن مشاغبين انضموا إلى تحرك السترات الصفراء بنية التخريب».والليلة قبل الماضية، أوقف رجلان على ذمة التحقيق، يشتبه في مشاركتهما في التجاوزات قرب مستودع فيلوي حسب المفوض.ومنذ أسبوع، أدت تظاهرات قرب المستودع الواقع عند منفذ الجادة السريعة 19 مرارا إلى إغلاق قسم منها يربط مونس ببروكسل، ما دفع بالشرطة الفدرالية إلى التوصية بتجنب هذا القطاع.
دوليات
«السترات الصفراء» تدعو إلى شلّ باريس السبت
22-11-2018