بدأت فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في نسخته الأربعين مساء الثلاثاء الماضي بساحة دار الأوبرا المصرية وتستمر حتى 29 نوفمبر الجاري، بمشاركة أفلام كثيرة وضيوف من أنحاء العالم. ويترأس الدورة المنتج والسيناريست محمد حفظي وتأتي الدورة الجديدة من المهرجان بعد أيام قليلة من إطلاق «بانوراما الفيلم الأوروبي» التي أقامتها شركة «أفلام مصر العالمية» برئاسة المنتجة ماريان خوري في سينما «زاويا» بوسط القاهرة وعدد من المحافظات المصرية.
عرضت خلال هذا المهرجان عشرات الأفلام من قارة أوروبا التي أصبحت تحوز جماهيرية عالية في مصر، خصوصاً من فئة الشباب، علماً أن فرصة عرضها في دور السينما التجارية قليلة إذ تعرض الأفلام الأميركية طوال العام. واللافت أن غالبية الأفلام التي تضمنتها الدورة حاصلة على جوائز في عدد من المهرجانات العالمية، ما أعطى المهرجان زخماً كبيراً.وحرص عدد كبير من نجوم الفن على حضور «البانوراما»، أبرزهم أحمد كمال ولبلبة، والسيناريست مريم نعوم، والمخرج أبو بكر شوقي، وقد امتلأت العروض بالجمهور.وكانت «البانوراما» احتفلت بوجود عدد من أفلامها بالدورة الثانية التي انتهت قبل أسابيع قليلة من مهرجان الجونة السينمائي الدولي بمحافظة البحر الأحمر، والذي أصبح أحد أهم مهرجانات السينما في المنطقة رغم حداثته، وحضره مئات الفنانين وصانعي السينما في العالم العربي.وخلال اليومين الماضيين انتهت الدورة 22 من المهرجان القومي للسينما بعد عرض عشرات الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة والأفلام التسجيلية، وإعلان الجوائز بحضور جماهيري وفني نظراً إلى أهمية هذا الحدث لدى الصانعين. كذلك شهد تكريم كل من نادية الجندي وحسين فهمي عن مجمل أعمالهما. وحرصت الإدارة على الانتهاء من الدورة الأخيرة قبل بدء الدورة الأربعين من مهرجان القاهرة بـ48 ساعة كي لا يحدث أي تداخل بينهما ويتشتت الجمهور.
رأي النقد
يرى السينمائي محمود قاسم مشكلة في كثرة المهرجانات السينمائية أو الأحداث المهتمة بالسينما، ولكنه شدد على ضرورة الاهتمام بالصناعة الفنية، خصوصاً السينمائية لتأسيس قاعدة قوية من الأفلام تشارك في المهرجانات على أرض مصر.وأوضح أن المهرجانات عالمياً ظاهرة صحية، إذ تسمح بتبادل الثقافات والخبرات وإقامة مناقشات سينمائية بين الجمهور والقيمين على الصناعة، ذلك من خلال الندوات والفعاليات التي ترتبط بالعروض المختلفة.كذلك قال الناقد محمود راضي: «بالنظر إلى الفعاليات السينمائية التي تزاحمت أخيراً نجد ألا مشكلة في الأمر حتى إن تداخلت هذه الفعاليات زمنياً، فبانوراما الفيلم الأوروبي مميزة ومختلفة مقارنة بغيرها ولها فئة مستهدفة من الجمهور، معظمها من الشباب الباحثين عن التغيير في مجال السينما والذين لا يهتمون بالسينما العربية ويجدون أن الأفلام الأميركية تجارية فيما السينما الأوروبية بالنسبة إليهم مختلفة ومهمة، وبدلاً من البحث عنها على الإنترنت تتوافر على شاشات السينما في تجمعات كبيرة تخلو من أي مقعد شاغر».وأضاف راضي أن بقية الفعاليات السينمائية مهمة ولكن موعدها أصبح خارجاً عن إرادة الإدارات نظراً إلى ارتباط بعضها بإقامة مهرجانات أخرى وارتباط بعضها الآخر بالمهرجانات العالمية والاتحاد الدولي للمهرجانات السينمائية. لذا جاء مهرجان القاهرة في هذا الموعد، ما سبَّب لإدارته مشكلات كبيرة على مدار السنوات الماضية لعدم القدرة على استقطاب أفلام جديدة على اعتبار أن أصحابها يفضلون المشاركة في المهرجانات العالمية الأخرى. وثمّن الناقد الدورة الجديدة للقاهرة الدولي والمخرج محمد حفظي الذي استطاع إحضار نحو 14 فيلماً تُعرض عالمياً أول مرة، ذلك لعلاقاته المتشعبة حول العالم وتردده على المهرجانات الدولية، كما قال.