حدثينا عن مشاركتك في الدورة الأخيرة من مهرجان الموسيقى العربية.
سعدت بالوقوف على خشبة المسرح الكبير بالأوبرا لأشارك في الحفلة الغنائية مع الفنان هاني شاكر. صحيح أنها ليست المرة الأولى التي نجتمع فيها، ولكنّ للحضور في الأوبرا وبحفلة المهرجان مكانة خاصة في قلبي، خصوصاً أنني قدَّمت مزيجاً من الأغاني التراثية والأعمال الخاصة. أشدد هنا على أن القرار الذي اتخذ في الدورات السابقة بأن لا يقتصر الغناء على الأغاني التراثية أسهم في توسيع القاعدة الجماهيرية للمهرجان، وأتاح الفرصة للفنانين لتقديم أعمالهم أيضاً على خشبة هذا المسرح العريق.
تكريم شادية
اخترت تقديم «إن راح منك يا عين» للفنانة شادية لإحياء ذكراها في المهرجان، لم هذه الأغنية؟شادية أسطورة في الغناء والتمثيل لن تتكرر. سعيدة بأن إدارة الأوبرا أهدت دورة مهرجان الموسيقى العربية لها تقديراً لما قدمته في مسيرتها الغنائية الطويلة، واخترت هذه الأغنية لإعجابي الشديد بها، خصوصاً أنها ليست المرة الأولى التي أغنيها إزاء الجمهور، ورد الفعل عليها كان جيداً للغاية.هل تشعرين بأن تقديمك اللون الموسيقي التراثي وضعك في خانة محددة؟لا أرى ذلك بدليل أنني عندما قدمت ألبوماً غنائياً كنت حريصة على التنوع فيه بشكل كبير وتقديم ثيمات مختلفة. ربما لدى البعض هذا الانطباع لأنني مقلة في أعمالي عموماً، ولكن أؤكد لك أن ذلك غير حقيقي.إذاً لماذا تتأخرين في طرح أعمالك الجديدة؟لأنني أحرص على انتقاء الأفضل، بالإضافة إلى أنني انشغلت لفترة ببيتي وعائلتي، وليست لدي رغبة في العمل من أجل الحضور فحسب، بل أسعى إلى اختيار أغان تبقى في ذهن الجمهور حتى لو تأخرت في إنجازها. يسعدني ذلك، خصوصاً أن الجمهور يعرفني بأعمال رغم أنها لم تطرح في ألبومات مثل «فيها حاجة حلوة» و{بالورقة والقلم»، وأعمل دائماً على أن تكون اختياراتي على المستوى نفسه من الجودة.شروط ومعايير
هل لديك شروط معينة في الاختيارات؟ليست شروطاً ولكنها معايير في الاختيار أضعها أمامي عموماً وتكون مرتبطة بالبحث عن الجديد والمختلف عن السائد وعن أعمالي السابقة، لأنني لا أرغب في أن أستغل نجاحي في ثيمة معينة بل أحرص على التنوع.هل هذه المعايير متناسبة مع ما تشهده الساحة الفنية راهناً؟الفن، سواء الغناء أو التمثيل أو أي نوع آخر، يستمر بوجود أعمال جيدة وأعمال أقل من المستوى يمكن أن نطلق عليها «تيارات هابطة». ولكن تبقى في ذاكرة الجمهور الأعمال الجيدة. من ثم، على الساحة أغانٍ جيدة في مقابل أعمال لا ترقى إلى أن نطلق عليها وصف أغانٍ، لذا أركز على أن تكون أعمالي في الفئة التي تبقى مع الجمهور، وألا أقدم ما أشعر بالندم عليه لاحقاً، أو أجد أنه أقل من المستوى الذي قدمته سلفاً.مشروع جديد
ماذا عن مشروعك المقبل؟لدي أغنية منفردة جديدة أعكف على الانتهاء منها، وأطرحها قريباً عبر قناتي الخاصة على «يوتيوب» فور الانتهاء منها. ستشكل مفاجأة للجمهور، خصوصاً أنني عملت عليها لفترة طويلة وأقدم من خلالها كلمات وألحاناً مختلفة.ألا تفكرين في تكرار تجربة الألبوم الغنائي؟لا أفكر في العمل على ألبوم غنائي لأسباب عدة أهمها الظروف الإنتاجية التي تمرّ بها أوضاع الموسيقى في العالم العربي، بالإضافة إلى ردود الفعل الجيدة التي تأتي على الأغاني المنفردة وربما أكثر من الألبوم الذي تتعرض فيه كثير من الأغاني للظلم بسبب طرحها دفعة واحدة في التوقيت نفسه، لذا أفضل أن تكون أعمالي المنفردة الطريقة الوحيدة التي أحضر بها خلال الفترة المقبلة.الشارات الدرامية
حول غناء الشارات الدرامية، قالت ريهام عبد الحكيم: «الشارات الدرامية من الأغاني الصعبة التي تستغرق وقتاً طويلاً في التحضير وتحتاج إلى أداء معين يتناسب مع طبيعة العمل الدرامي وقصته».تتابع: «الشارات، رغم اعتقاد البعض بأنها سهلة، فإنها في الحقيقة من أصعب الأعمال التي يمكن تقديمها وستجد أن الشارات التي حققت نجاحاً وبقيت مع الجمهور هي التي قدمت بطريقة تتصل بالمسلسل ولم يكن التعامل معها كعنصر منفصل عنه».