أشار الإعلامي سعيد طه في كلمته خلال الاحتفال التكريمي للفنانة سحر طه، إلى أن «مؤسسة سحر طه للموسيقى» ستنظم ورش عمل لتعليم الموسيقى للأطفال، وستطلق باكورة نشاطاتها في العام 2019، بالتعاون مع «جمعية مدى»، وستتبنى فرقة «عازفات عشتروت»، التي أسستها الراحلة وستقيم حفلات في لبنان والدول العربية، إضافة إلى إصدار كتاب عن الراحلة وألبوم موسيقي.

Ad

صوت صادح

افتتحت الاحتفال المخرجة المسرحية نضال الأشقر بكلمة قالت فيها إن سحر طه «جاءت من بلاد الرافدين غمامة زرقاء محملة بالمطر، محملة بالندى، محملة بالدموع، رقيقة، محبة، جميلة، يصدح صوتها بكل ما هو وطني جميل، يصدح بالعشق، بالحب، بالحزن. أحبتها بيروت، وأحبها الجمهور، ونحن أحببناها، وأردناها أن تستمر بالحياة، لكن كما جاءت بهدوء، انسحبت بهدوء، وكأنها لا تريد أن توقظنا، حتى لا نشهد على مأساتنا».

حلمها بغداد

في كلمته في المناسبة أوضح د. علي الصمد أن حلم سحر طه كان بغداد، «فقالت للطير عد إلى العراق، وبلغ سلامي للأهل. فقد استمر فؤادها يحاكي وجعها، حتى اللحظة الأخيرة، لكنها بقيت شامخة في هزيعها الأخير، فلم تغير موقفها من الحياة والوجود. لقد طغى حضورها الفني على ما عداه، واستطاعت خلال حياتها أن تترك بصماتها الفنية، التي بلغت مداها، لتقول للزمن، الذي لا يعير اهتماماً لأحد، لا شيء يجعلك تنتقد، سوى الإبداع».

أضاف: «ورغم حزنها، ورغم صراعها مع المرض، الذي انتصرت عليه في أكثر من جولة، غير أنها بقيت صلبة متجذرة في الأرض، تحاكي غزة والعراق ولبنان، وتتمسك أكثر بتراثها الموسيقي والفني، حيث استطاعت خلال محنتها الأخيرة، أن تجدد أعمالاً لها، بصوتها وبحسها الفني الراقي»، متسائلاً: «أوليست وظيفة الفنان أن يكون صادقاً، خلوقاً، واعداً بتجديد الحياة».

وتابع: «لم يقف الفن على هامة الجسد بالمطلق، وإلا لما كنا هنا اليوم، نكرم فنانة غابت جسداً، ولم يزل فنها يصدح في أرجاء لبنان والعالم العربي. سحر طه فنانة حملت هم عائلتها الصغيرة، إلى عائلتها الكبيرة في العراق وفلسطين ولبنان، وكل الذين عايشوا سحر قالوا عنها إنها السحر والسحر في آن. الجميع أحبها بقدر ما أعطت لمحبيها، بكل حب ومحبة، وهو أثمن ما يقدمه الفنان في وجوده العطاء من دون منة وحساب».

بيت ثقافة

ألقى الشاعر زاهي وهبي كلمة، استذكر فيها منزل سحر وزوجها سعيد طه، المشرع للفن والشعر والأدب في عز الحرب»، وقال: «مرت تلك السيدة الشفافة بيننا، كما يمرّ شهب، تاركاً فينا وفي رفيق العمر سعيد جرحاً مشدوداً كوتر العود، الذي كان يصدح بين أناملها بالحب حباً وجمالاً».

أضاف: «هو جرح لن يضمده أو يدوز أناته، سوى الذكرى الطيبة، وهي تحمل بيروتها، أو بغدادها، من مكان إلى آخر، كمن يحمل بلسماً أو ترياقاً. كان بيت سحر وسعيد طه مفتوحاً، يأتيه الفنانون والشعراء والمثقفون، بيت سعيد وسحر طه مضاء بقلبيهما بالفن والأدب والخير والجمال».

وتابع: «كما كانت تجمعنا سحر في حياتها، ها هي تجمعنا بعد موتها، وبذكراها الطيبة نخلة عراقية يساقط رطب جمالها عطراً، على بلد المدائن بيروت».

بطاقة بريدية

تخلل الاحتفال مجموعة أغنيات بصوت مي نصر، وعرضت مقاطع من فيلم أمل جبوري «بغداديات بيروت»، ثم أعلن وارف قميحة إطلاق بطاقة بريدية، هي مزيج من التعاون بين «النادي اللبناني لهواة الطوابع البريدية»، وجمعية «الحوار اللبناني الصيني». وألقى الشاعر سليم علاء الدين قصيدة، تبعتها أغنية للفنان همام. واختتم الاحتفال بعرض موسيقي لفرقة «عازفات عشتروت».