لا تزال ردود الفعل تتوالى على طلب رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، جبران باسيل، وضع لوحة تؤرّخ خروج الجيش السوري من بلاده، على صخور نهر الكلب التاريخية، التي اعتادت الجيوش الغازية التي احتلت لبنان، منذ فجر التاريخ، أن تترك أثراً عليها.

يذكر أن سورية خرجت من الأراضي اللبنانية في أبريل 2005، بعد أن مكثت هناك منذ عام 1976.

Ad

ويبدو أن دمشق لن تكتفي بالردود على باسيل، التي تولاها «حلفاؤها» اللبنانيون في الأيام الماضية، إذ تتجه لاحتجاج رسمي على مطلب باسيل، الذي تقدم به عشية الاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين لعيد الاستقلال.

وغداة اعتبار السفير السوري في بيروت علي عبدالكريم أن الوزير اللبناني «استفز الشارع السوري والقيادة في دمشق»، قالت مصادر دبلوماسية رفيعة لـ «الجريدة» إن وزارة الخارجية السورية تتجه إلى إرسال كتاب خطي إلى السلطات اللبنانية يتضمن احتجاجاً على قرار باسيل، لافتة الى أن «وزير الخارجية السوري وليد المعلم بصدد صياغة بيان رسمي يسأل عما إذا كان باسيل جاداً فيما أعلنه، طالباً شرح السبب والدافع وراء تصرفه».

وأضافت المصادر: «سيذكر البيان أن الجيش السوري لم يدخل إلى لبنان، إلا بطلب رسمي وبقرار من جامعة دول العربية، تحت اسم قيادة قوات الردع العربية».

إلا أن عضو كتلة «لبنان القوي» النائب إدغار معلوف أعاد التمسك بمطلب الوزير باسيل، وقال في تصريح لـ «الجريدة»، أمس، إنه تقدم بكتاب إلى قائمقام المتن السيدة ميرنا الحداد، طلب فيه الترخيص لوضع لوحة تذكارية على الصخور المحاذية لنهر الكلب تؤرخ لخروج الجيش السوري.

وأشار معلوف إلى أن «هناك مرحلة من حياتنا السياسية كنا في خط معين، وكانت مطالبنا واضحة كعين الشمس خلال فترة الوجود السوري، وبعد الخروج أصبحت لدينا سياسة جديدة أعلنها الرئيس ميشال عون، أنه بعد خروج السوري ستصبح لدينا أفضل العلاقات معه».

وختم: «نرفض المزايدة في هذا الموضوع، ولا نريد أن ننكأ الجراح».