ما سبب غيابك خلال الفترة الماضية عن الساحة الفنية؟

تعرضت لوعكة صحية استغرقت وقتاً طويلاً في التعافي منها، وجعلتني أعيش أسوأ أيام حياتي، خصوصاً أنها أثرت في أحبالي الصوتية. كذلك حصلت على جرعات كبيرة من الكورتيزون تسببت في زيادة وزني بصورة ملحوظة من دون أن تنفعني. ولكن خضعت للعلاج على مدار أسابيع إلى أن تعافيت الحمد لله.

Ad

كيف هي حالتك الصحية اليوم؟

الحمد لله، تعافيت من هذه الأزمة التي تعلَّمت منها الكثير، خصوصاً أنني وصلت خلالها إلى اعتقاد بأنني سأعجز عن الغناء، إذ لم أتمكن أحياناً من التحدّث، وكنت أتعامل بلغة الإشارة مع المحيطين بي. ستبقى هذه الذكريات في ذهني لأنها علمتني الكثير.

تحدثت عن لحظات الألم، كيف تنظرين إليها الآن؟

أقول الحمد لله. تجاوزت هذه المرحلة وأنا أستطيع التحدّث الآن. عندما كنت مريضة وغير قادرة على الكلام شعرت بأنني لن أغني مجدداً ومنعت نفسي من الاستماع إلى أي أغان كي لا يزداد شعوري بالضيق. إنه شعور قاسٍ عندماً تجد نفسك غير قادر على فعل ما تحبه واعتدته.

لماذا انتظرت إلى أن تعافيت من المرض ثم أعلنت عنه؟

كما ذكرت لك، لم تكن لدي قدرة على الكلام من الأساس، وهو أمر صعب نفسياً على أي شخص، ولم أتحدث عنه لأنني كنت أتلقى العلاجات وحالتي الصحية لم تكن تسمح لي بالظهور إعلامياً، كذلك توقف نشاطي بالكامل خلال تلك الفترة. وعندما سُئلت عن سبب الغياب شرحت الأمر. عندما أتحدث عن هذه المحنة ارغب في نقل تجربتي معها إلى الآخرين للاستفادة منها.

هل اختفلت نظرتك إلى الحياة؟

بالتأكيد، اختلفت بشكل كامل، وإلى الأفضل. ثمة أمور كنت أنظر إليها في الماضي بانفعال، ولكن راهناً أتعامل معها بهدوء، وغيرها من تفاصيل صغيرة، فالحياة لا تستحق أن نضيعها في صراعات وخلافات.

عدت أخيراً إلى المشاركة في فعاليات مهرجان الموسيقى العربية بعد غياب، فما السبب؟

غبت عن الدورات السابقة بسبب ظروفي الصحية التي لم تكن تسمح لي بالغناء. أعتز بأنني ابنة دار الأوبرا المصرية التي أسهمت في تكوين شخصيتي الفنية وعرَّفت الجمهور إليّ وقدمت لي الرعاية في سنواتي الأولى. وأنا سعيدة بالعودة هذا العام وبتفاعل الجمهور القوي معي في الحفلة التي أحييتها، وفي كل مرة أغني على هذا المسرح أشعر بأنني أغني لأول مرة.

أوبرا وتمثيل

كيف وجدتِ تجربة الغناء في الأوبرا بعد غياب؟

أعجز عن وصف سعادتي بالوقوف على خشبة هذا المسرح مجدداً، لا سيما أن التفاعل معي في الحفلة كان واضحاً، فجمهور الأوبرا ذواق للموسيقى والغناء، لذا لا يمكن أن أنسى حفلاتي هذه مهما مرّ عليها الزمن، إذ أحمل من كل حفلة ذكريات طيبة. كذلك أشير إلى أن الأغاني التراثية التي أقدمها فيها تأخذ صدى واسعاً.

تتحدثين عن الأوبرا بحماسة شديدة.

بالتأكيد، حماسة واحترام وتقدير لمكانتها، فدار الأوبرا المصرية هي التي احتضنتني من بداياتي الفنية وعرفت الجمهور إلى صوتي، ولي ذكريات جميلة للغاية في أروقتها المختلفة وليس على المسرح فحسب، وعندما يقولون عني إنني ابنة الأوبرا أشعر بفخر كبير.

لماذا لم تكرري تجربة التمثيل بعد فيلم «أعز اصحاب»؟

أرغب في تكرار التجربة بالتأكيد لأنني أحب التمثيل ومتعلقة به، ولكن يهمني أن أقدم أعمالاً جيدة، وإذا وجدت فرصة ملائمة فلن أتردد في قبولها. ثمة عروض لا أشعر بأنها ستضيف إلي، أو أن قضاياها ليست معبرة بشكل كاف عن الواقع الذي يهمني نقله إلى الجمهور، وهو ما يجعلني أتأنى في اختياراتي رغم اشتياقي إلى التجربة.

أغنية في مرحلة التحضيرات

حول جديدها خلال الفترة المقبلة، تقول سوما: «أعمل على أغنية منفردة جديدة تُطرح قريباً ولكن أفضل تأجيل الحديث عنها، خصوصاً أنني ما زلت في مرحلة التحضيرات ولم أسجلها بعد».