تدابير تركية - روسية شمال سورية... وتحذيرات لواشنطن

لافروف يرفض تحديد «مهلة» للمفاوضات... وديميستورا يؤكد صعوبة تشكيل اللجنة الدستورية

نشر في 25-11-2018
آخر تحديث 25-11-2018 | 00:04
سوريون في جنازة فارس وجنيد في كفر نبل أمس الأول (أ ف ب)
سوريون في جنازة فارس وجنيد في كفر نبل أمس الأول (أ ف ب)
حذر وزير الدفاع التركي الولايات المتحدة من زيادة تعقيد الوضع في شمال سورية، في حين اتفق مع نظيره الروسي على مواصلة العمل لتحقيق السلام في إدلب وتل رفعت.
وسط استمرار التوتر في شمال سورية، انتقدت تركيا بحدة، أمس، إقامة الولايات المتحدة نقاط مراقبة تهدف إلى منع أي مواجهة بينها وبين مقاتلين أكراد مدعومين من واشنطن.

وقال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، في تصريحات بثتها وكالة أنباء الأناضول: «أؤيد الرأي القائل إن هذه التدابير ستزيد من تعقيد وضع معقّد أصلا». وأضاف: «أبلغنا نظراءنا الأميركيين باستيائنا مرات عدة»، موضحا أنه تباحث في هذه المسألة أخيرا مع رئيس الأركان الأميركي جو دانفورد.

وشدد أكار على أن القوات التركية ستتخذ الإجراءات اللازمة ضد أي مخاطر أو تهديدات قد تتعرض لها من خارج الحدود، موضحا أنه بحث الأسبوع الماضي مع رئيس الأركان الأميركي جوزيف دانفورد مسألة إنشاء نقاط المراقبة التي «قد تشكل موقفا سلبيا كبيرا على تركيا وتفهم على أنها مساع لحماية عناصر وحدات الحماية الشعبية».

ودعا الولايات المتحدة الى قطع علاقاتها بشكل فوري مع عناصر وحدات الحماية الشعبية الذين لا يختلفون عن منظمة حزب العمال الكردستاني.

تجنب التوتر

وكان وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس أعلن الأربعاء الماضي، أن الجيش الأميركي سيقيم نقاط مراقبة على الحدود الشمالية لسورية لتجنب التوتر بين تركيا وأكراد سورية حلفاء التحالف الدولي المناهض للجهاديين.

وقال ماتيس لصحافيين في «البنتاغون»: «نحن نشيّد مراكز مراقبة في مناطق عدة على طول الحدود السورية، الحدود الشمالية لسورية».

وأوضح أن الهدف هو التأكد من أن قوات سورية الديمقراطية - تحالف فصائل كردية وعربية يدعمه التحالف - «لن تنسحب من المعركة» ضد تنظيم الدولة الإسلامية و«لنتمكن من سحق ما تبقى من الخلافة الجغرافية».

وأضاف ماتيس أن مراكز المراقبة هذه «ستكون مواقع ظاهرة بوضوح ليلا ونهارا، ليعرف الأتراك أين هي بالضبط»، لافتا إلى أن هذا القرار اتخذ «بالتعاون الوثيق مع تركيا».

في هذه الأثناء، قتل 24 عنصرا من «قوات سورية الديمقراطية» (قسد) منذ أمس الأول، في هجوم تمكن خلاله تنظيم داعش من اقتحام بلدة البحرة بمحافظة دير الزور في شرق سورية، مستفيدا من الأحوال الجوية «الضبابية» في المنطقة، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، مشيرا إلى أسر «الدواعش» 10 عناصر من «قسد».

إدلب وعفرين

عنوان فرعي

في المقابل، اتفق أكار ونظيره الروسي سيرغي شويغو على مواصلة العمل المشترك من أجل تحقيق السلام واستمراره في إدلب وتل رفعت السوريتين.

وذكرت مصادر في وزارة الدفاع التركية أن الوزيرين بحثا خلال اتصال هاتفي، أمس، قضايا تتعلق بالأمن الإقليمي، في إطار الاتفاق الموقع في مدينة سوتشي الروسية بين البلدين حول سورية، مؤكدة أنهما حددا التدابير الفنية والتكتيكية الواجب اتخاذها ميدانيا.

تقويض أستانة

وفي وقت سابق، رفض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس الأول، تحديد «مهلة» للمفاوضات حول سورية، متهما من يؤيدون هذا الأمر بأنهم يسعون إلى تقويض عملية استانة.

وقال لافروف، أمام مؤتمر البحر المتوسط الرابع المنعقد في روما في حضور مسؤولين أوروبيين ومن الشرق الأوسط: «لا أؤمن بالمهل المصطنعة»، معتبرا أن أي محاولة لممارسة ضغط في هذا الاتجاه على موفد الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا تخفي نية لتقويض عملية السلام التي أطلقتها روسيا في أستانة.

وأضاف لافروف: «من يلحون على ستيفان ليحدد مهلة لا يريدون سوى أمر واحد، تدمير عملية أستانة والعودة الى منطق تغيير النظام» السوري.

وردا على سؤال لأحد المشاركين عن سبب دعم روسيا للنظام السوري «الدكتاتوري»، الذي «يقتل» شعبه، قال لافروف إن بلاده لا تدعم أي شخصية سياسية في سورية، وأنه يعود فقط للشعب السوري أن يغير النظام أو لا يغيره «عبر انتخابات».

اللجنة الدستورية

بدوره، حذر ديميستورا من أن جهود تشكيل اللجنة الدستورية السورية لا تزال تواجه عقبات، مشددا على ضرورة الإسراع في إطلاق عملية التسوية السياسية.

وحذر ديميستورا في كلمته خلال جلسة للمنتدى من أن الوضع في سورية الذي يتمثل في توزع السيطرة على أراضيها بين الحكومة في دمشق وعدد من الأطراف الخارجية، لا يمكن أن يستمر، ولا بد من إعادة بناء الدولة السورية.

من جهته، دان الاتحاد الأوروبي مقتل الناشطين البارزين في المجتمع المدني بإدلب رائد الفارس وحمود جنيد، مؤكدا أن اغتيالهما أمس الأول يسلط الضوء مجددا على المخاطر التي يتعرض لها النشطاء والمدنيون في المحافظة.

«داعش» يقتحم بلدة البحرة ويقتل ويأسر العشرات من «قسد»
back to top